وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Tuesday, February 28, 2012

ثوار فرز اول


نظرة عامة الي بيانات المجلس الاعلي للقوات المسلحة والتي كانت تبدأ في الغالب بضرورة التواصل مع شباب الثورة ثم انتهت بمخاطبة المواطنين الشرفاء يعطينا نظرة عامة علي مدي تغير وجهة نظر المجلس الأعلي في الثورة ومطلباتها ومكتسباتها.
وبنظرة أعم نجد أن الصراع علي مكتسبات الثورة قد تطور منذ استفتاء مارس من تيار ثوري يطالب بالحلول الجذرية الناجعة الناجزة الي تيار اصلاحي يهتم اكثر ما يهتم بالمصلحة السياسية علي الارض والمواءمات السياسية التي اثبتت يوما بعد يوم انها تضر اكثر ما تنفع وتغض الطرف علي ما يراه ثانويا مهملا ويراه التيار الثوري شديد الاهمية وايقونة لثورة شعبية كاسحة وازدادت حدة الصراع لينتقل الي حرب علنية بين رؤية التيار الثوري والاصلاحي الذي تتوافق رؤيته حسبما يتراءي للمجلس العسكري عكس ما توقع ملايين الناخبين الذين رأوا ان وجود برلمان منتخب من الشعب المصري يعطيه قوة معارضة المجلس العسكري ومحاسبته بل والبدء السريع في تنفيذ مطالب الثورة.
وانتقلت ساحة الحرب الي اختلاق معارك ثانوية تشتت الرأي العام وتنسيه ما تبقي من ثورته بعد عامل كامل من الخلاف والفرقة والشتات..لا استطيع تخيل وجه المواطن البسيط الذي يحمل انبوبة البوتوجاز علي كتفه في طابور طويل حينما تخبره بأن البرلمان المنتخب ينشغل بقضية منع المواقع الاباحية و اطلاق اللحية لضباط الشرطة بل واستقتطاع جزء من وقت مناقشات المجلس في الوقت الذي تتراكم فيه الازمات والمشاكل المطالب بحلها ..الامر الذي بدا اشبه بتصفية حسابات مع تيارات الاقلية واثارة القضايا التي اهتمت بها التيارات الاسلامية حين كانت خارجة رغما عنها عن الشرعية ابان النظام البائد والتي كانت تدعو لها تحت مسمي الدعوة لتصبح مشاريع قوانين متناسين او متجاهلين ان الدول التي مناقشت وطبقت وطالبت بذلك قد استطاعت توفير الحد الادني من المعيشة الكريمة لمواطنيها .
ومن هنا نري ازدياد تلك الهوة بين التيارات الثورية وجموع الشعب المصري عامة والتيارات الاصلاحية التي اكتفت بمكتسباتها السياسية علي الارض..وساد الاحباط جموع الشباب اولا التي قامت بالثورة ثم تلاها نزول جموع الشعب المصري للمطالبة بحقوقه ..و انتشرت الاتهامات من التمويل والعمالة لشباب الثورة الي الارتزاق وادمان الترامادول وما الي ذلك.
والحق يقال فان الاعلام المصري حكوميا وخاصا قد اسهم واسهب اسهابا شديدا في الاحتفاء بشباب الثورة متجاهلا جموع الشعب العادي الذي قتل منه من قتل دون قصاص حتي الان..دعنا نري الامر علي هذا المنوال..ثورة شعبية كانت شراراتها شباب عادي قاد الشعب المصري للمطالبة بحقه قتل منه من قتل غدرا وغيلة فتم التركيز الشديد علي هؤلاء الشباب..احتفي بهم الاعلام ونادت الاصوات بانهم خيرة شباب مصر و "الورد اللي فتح في جناين مصر" وامتلأت البرامج بتلك الصورة النمطية للشباب الثائر..الشاب المهذب الوديع ذو العوينات الطبية والكوفية..ولاد الناس..الذي تختلط لغته العربية ببعض الكلمات الانجليزية ويمتلئ حديثه بالمصطلحات السياسية والقانونية ولا بأس من بعض العصبية والحماسة في الحديث..وانتشرت صور شهداء الثورة "ولاد الناس" الذي تضج وجوههم بالحيوية وبريق الاعين والتصميم ..ثم اهمال المواطن العادي الذي يرتدي زيا بسيطا مشعث اللحية مغبر الملامح..ثم كثر الحديث عن ان من يتظاهر الان ليس هو "الشباب الجميل اللي نزل يوم 25يناير" وتبارت القوي الثوية الشبابية في نفي وانكار ان المتظاهرين عند وزارة الداخلية -علي سبيل المثال- لا ينتمون اليهم..الامر الذي جنح بتفكير البعض وجعلهم يطلقون علي من لم ينل القصاص اللازم ويثور لحقه من جديد هو بلطجي يتعاطي الترامادول ووجبتي الكنتاكي ويتقاضي مائتي جنيه يوميا..سياسة اقصائية مارسها الاعلاميون عن قصد-او غير قصد-ادت لاحتواء الموجات الثورية الواحدة تلو الاخري وابتعاد الشارع المصري عن الموجات الثورية التي تتنصل منهم والارتماء في احضان التيارات الاصلاحية املهم الاخير في نيل حقوقهم.
وعبثا نقول ان اختيار جموع الشعب للتيارات الاسلامية لا ينبع من تدين اصيل..جموع الشعب المصري التي يستمع معظمها الي ام كلثوم ثم يغلق المذياع او الكاسيت عند انطلاق صوت الاذان..الشعب المصري الذي يستمتع بنفس القدر بصوت محمد رفعت قبيل الافطار وابتهالات الشيخ النقشبندي هو الذي وجد فيمن يحدثهم باسم الدين طوقا اخيرا للنجاة وللحصول علي حقوقهم التي جار عليها من ظل في السلطة طويلا يستمتع باذلاله واستلاب حقوقه حتي غرس بداخله تلك الفكرة انه قد كتب عليه المغبة والمشقة في الحصول علي تلك الحقوق..حتي بعد الثورة ظلت تلك الفكرة بعد ان وجد ان كل التيارات قد تناست همومه واعباء معيشته وقتلاه الذين اغرقوا الشوارع والميادين واهتم اكثر بتوفير متطلبات حياته.
وازدادت الاعباء تحت ظل الانفلات الامني المتعمد والتجميد المفتعل لاداء وزارة الداخلية التي دافع عنها نواب الشعب الافاضل وازداد الخوف علي ابنائهم وسبل معيشتهم في ظل ذلك الغياب الامني الذي تحول الي "استهبال"امني شديد ...لا تحاول اقناع فرد بسيط من فضلك بأن الداخلية التي لم تستطع القبض علي عصابات الخطف والسرقة والاكراه قد قبضت في يومين علي المتهمين في محاولة اغتيال النائب حسن البرنس وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب ومن اعتدي علي مرشح الرئاسة المحتمل عبد المنعم ابو الفتوح.
اعتبار احد المواطنين دون الاخر مواطن فرز اول له حقوق ما دون الاخر يغيب ادني حقوق العدالة الاجتماعية...ووضع شباب الثورة ثوارا فرز اول يفرز حالة من العدمية والعبثيه والكفر بالثورة..كانما قامت الثورة لتمجيد شباب الثورة وتسليط الاضواء عليهم والترحم علي شهدائهم دون ادني اهتمام بأب بسيط فقد ابنه في الثورة ولا ذنب له سوي انه لا يرتدي الانيق من الملابس ولا يملك ثمن كوفية او شال الانتفاضة الفلسطينية..كما ان الحديث المستمر عن تقسيم مصر ومخططات الفوضي الخارجية   ونظرية الالف جرح والطرف الثالث  في وجود اكثر من عشرين جهاز امني مشهود له بالكفاءة عالميا هو استهانة بعقول الشعب المصري بكافة طوائفه واطيافه وشبابه وشيوخه .
استقيموا ايها السادة يرحمنا ويرحمكم الله 

Sunday, February 26, 2012

حينما تستدعي المصلحة السياسية



دعنا نلق نظرة علي تلك المادة :
وتقدم طلبات الترشيح إلى لجنة تسمى لجنة الانتخابات الرئاسية تتمتع بالاستقلال وتشكل من رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً وعضوية كل من رئيس محكمة استئناف القاهرة وأقدم نواب رئيس المحكمة الدستورية العليا وأقدم نواب رئيس محكمة النقض وأقدم نواب رئيس مجلس الدولة وخمسة من الشخصيات العامة المشهود لها بالحياد يختار ثلاثة منهم مجلس الشعب ويختار الاثنين الآخرين مجلس الشورى، وذلك بناء على اقتراح مكتب كل من المجلسين وذلك لمدة خمس سنوات، ويحدد القانون من يحل محل رئيس اللجنة أو أي من أعضائها في حالة وجود مانع لديه‏.‏
وتختص هذه اللجنة دون غيرها بما يلي‏:‏ 1-‏ إعلان فتح باب الترشيح والإشراف علي إجراءاته وإعلان القائمة النهائية للمرشحين‏. 2-‏ الإشراف العام علي إجراءات الاقتراع والفرز. 3-‏ إعلان نتيجة الانتخاب. 4-‏ الفصل في كافة التظلمات والطعون وفي جميع المسائل المتعلقة باختصاصها بما في ذلك تنازع الاختصاص. 5-‏ وضع لائحة لتنظيم أسلوب عملها وكيفية ممارسة اختصاصاتها. وتصدر قراراتها بأغلبية سبعة من أعضائها علي الأقل وتكون قراراتها نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن عليها بأي طريق وأمام أية جهة ، كما لا يجوز التعرض لقراراتها بالتأويل أو بوقف التنفيذ، ويحدد القانون المنظم للانتخابات الرئاسية الاختصاصات الأخرى للجنة.
ولنؤكد علي تلك الفقرة :
وتكون قراراتها نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن عليها بأي طريق وأمام أية جهة.
بالطبع لا يخفي علي احد ان تلك المادة التي تحدد الملامح العامة لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة وتشكيل اللجنة المخول لها الاشراف علي تلك الانتخابات وقراراتها وما الي ذلك...لكن اللافت للنظر ان قرارات تلك اللجنة نافذة بذاتها غير قابلة للطعن..هذا يعني ياسيدي الفاضل انه مهما رايت من انتهاكات ومهما حدث من تزوير فان نتيجة الانتخابات المقبلة نهائية ولا رجعة فيها وان الرئيس القادم في مصر بعد الثورة تأتي نتيجة انتخابه الزامية الزامية مهما حدث.
دعنا من ان هذا يعتبر عبثا في ظل ذلك الفساد المستشري حتي الان في الحياة السياسية المصرية..ولكن هناك من القوي السياسية ما يعتبر تحالفه مع المجلس العسكري لاختيار رئيس توافقي هو الخطوة النهائية لانهاء تلك الثورة من جذورها والاحتكام الي مؤسسات تشريعية وتنفيذية تأتي من احكام دستورية وقوانين خرقاء ليس ادل عليها من قرار المحكمة الادارية العليا ببطلان الانتخابات البرلمانية حيث قالت في حيثياتها انه تبين لها
«عدم دستورية الفقرة الأولى من المادة الثالثة والفقرة الأولى من المادة السادسة والمادة التاسعة مكرر «أ» من قانون مجلس الشعب لأنها سمحت للأحزاب السياسية بمنافسة المرشحين المستقلين على نسبة ثلث مقاعد مجلس الشعب، مما يترتب عليه مزاحمة المستقلين فى مقاعد يجب أن تخصص لهم».
وأكدت المحكمة أن هذه النصوص أخلت بمبدأى المساواة وتكافؤ الفرص ومنحت الأحزاب أولوية وأفضلية بأن جعلت انتخاب ثلثى الأعضاء بنظام القوائم الحزبية والثلث الآخر بنظام الفردى، رغم أن الشرعية الدستورية تستوجب أن تكون القسمة متساوية، حسبما كان مقررا فى المرسوم بقانون رقم 120 لسنة 2011، الذى ألغاه المجلس العسكرى تحت ضغط القوى السياسية، وأصدر بدلا منه المرسوم رقم 123 لسنة 2011 الذى تضمن هذه المخالفة الدستورية.
وأضافت المحكمة أن هذا الخلل لم يقتصر على القسمة فقط بل إنه امتد ليزاحم المستقلين فى حقهم الدستورى وسمح للأحزاب بمزاحمتهم، مما ينطوى على تمييز فئة على أخرى لمجرد الانتماء الحزبى الذى لم يفرضه القانون وما يستحيل معه ممارسة المرشح المستقل حقه السياسى فى الترشح على قدم المساواة مع المرشح الحزبى.
وأوضح المستشار مجدى العجاتى، رئيس المحكمة أن المحكمة الدستورية العليا هى المنوطة بإصدار حكم ببطلان انتخاب الثلث الفردى بالطريقة التى تم بها، وذلك فى حالة تبنيها نفس رؤية الإدارية العليا، والمهم هنا أن هذا البطلان إذا حدث لن يؤدى إلى إلغاء ما قد يقرره مجلس الشعب من قوانين وقرارات بل تظل صحيحة ونافذة، مشددا على أن المحكمة الدستورية هى صاحبة القول الفصل فى القضية.
وكان العديد من خبراء القانون الدستورى والمستشار طارق البشرى قد أكدوا علنا أن تقسيمة الثلثين والثلث بها شبهة عدم دستورية، لمخالفتها مبدأ شهير للمحكمة الدستورية العليا حلت به مجلس الشعب المنتخب عام 1987 بسبب إجرائها كاملة بالقوائم الحزبية، وحرمان المستقلين من خوضها.
حسنا..دعنا من تلك الثرثرة القانونية التي تثير الضجر..مفاد الامر ان قانون الانتخابات البرلمانية التي نبحت اصواتنا في تعديله غير دستوري ولا يحقق تكافؤ الفرص..وان قانون الانتخابات الرئاسية غير قانوني طالما قراراته نافذة لا يجوز الطعن فيها...لسنا مجموعة من الملائكة بحق الله والانتهاكات واردة والتزوير وارد فكيف لا تتواجد اي جهة معنية في الدولة لا تستطيع الطعن في نتيجة تلك الانتخابات؟
مما سبق نستطيع تلخيص مجموعة من النقاط:
1.انه في ظل تلك المادة واختيار رئيس توافقي يرضي عنه المجلس العسكري وتباركه الاحزاب السياسية هو الهراء بعينه..بالنظر الي تونس علي سبيل المثال فان اختيارهم لرئيس توافقي اتي عبر صناديق الاقتراع كان جيدا وموفقا لعلم الجميع ان ذلك الرئيس التوافقي هو رئيس مؤقت حتي تقوم لجنة اعداد الدستور بدورها في عمل دستور دائم للبلاد يستفتي عليه وبعد اقراره يتم عمل انتخابات رئاسية حسب الدستور الجديد وهو ما دعي الدكتور محمد البرادعي اليه لانقاذ ما يمكن انقاذه في خريطة الطريق المشوشة المشوهة التي تسير فيها مصر بعبثية شديدة.
2.لم تتفق القوي السياسية ابان كل الموجات الثورية منذ قيام الثورة علي رئيس توافقي او رئيس حكومة انقاذ وطني.فما الذي يدعوها الي الاتفاق الان؟..وماهي مقومات الرئيس التوافقي الذي يمكن ان تتحد عليه اراء القوي الاسلامية والليبرالية واليسارية ويحظي برضا من المجلس العسكري..بالتأكيد كي يغض الطرف عن كل جرائمه التي حدثت في المرحلة الانتقالية من قتل وسحل وكل ذلك الفساد والسرقة والنهب وتجاهل القضايا الحيوية كثروات النظام السابق المنهوبة بالخارج والتي اكدت المفوضية الاوروبية انها كانت قادرة علي اعادتها  لولا تخاذل جميع رؤساء حكومات مصر بعد الثورة في التعاون معها.
3.اتفاق القوي السياسية علي رئيس توافقي تدعمه تحت حكم المجلس العسكري يلغي اي شبهة شفافية وموضوعية ونزاهة لانتخابات الرئاسة القادمة..ما الذي يدفع مواطن عادي لاختيار رئيس توافقي ذو برنامج ضعيف في الوقت الذي يوجد فيه العديد من مرشحي الرئاسة الذين لهم برامج اقوي ومواقف مشهودة..وما الذي يضمن له نزاهة تلك الانتخابات اذا ما اختار مرشح ذو برنامج افضل من برنامج المرشح التوافقي للرئاسة ثم يفاجئ بان ذلك التوافقي قد فاز في انتخابات الرئاسة لمجرد دعم الاحزاب والمجلس العسكري له؟..واضعا في الاعتبار ان القرارات النهائية التافذة تثير الشك في نزاهة تلك الانتخابات من الاساس
4.الاستنتاج النهائي لما سبق ان الرئيس التوافقي هو رئيس يرضي عنه المجلس العسكري مما يشكك في مواقفه القادمة..تباركه الاحزاب السياسية مما يؤكد عدم موضوعية الاختيار..فقط لتختار القوي السياسية والمجلس العسكري مرشحا للرئاسة وما علي الشعب المصري الا ان يقول امين..ويذهب جحافلا وطوابيرا الي صناديق الاقتراع لاختياره كما سيق قبلا جحافلا وطوابيرا ليقول نعم للتعديلات الدستورية المعيبة وليختار برلمان مغيب لا تحترمه مؤسسات الدولة..وان اعترضت علي تلك الكلمة فدعني اذكرك بأنه قد تم صرف ما يقرب من المليونين لاعداد مستشفي طرة لنقل الرئيس المخلوع اليها ثم رفض المستشار احمد رفعت نقله...ولأذكرك بأنه عند المطالبة باقالة النائب العام خرج المستشار الزند في مؤتمر صحفي ليعلن انه لا توجد مؤسسة في الدولة تستطيع اقالة النائب العام..والعديد من القضايا التي اثبت البرلمان المصري فشلا ذريعا في حلها كلجنة تقصي احداث بورسعيد وازمة انابيب البوتوجاز والارز والقمح و..و..و..
.لقد اصبحت رائحة لجنة سياسات الحزب الوطني المنحل تزكم الانوف..طريقتها في الادارة واثارة الرأي العام واشغاله بقضايا فرعية تافهه..نفس الطريقة ونفس الاداء السابق المثير للشفقة..فلتثر قضايا عدة تشغل بها الرأي العام...فلنثر معارك بين الاسلاميين والليبراليين حول حجب المواقع الاباحية الذي يستطيع اي شاب في السادسة عشر كسرها وفتح برامج البروكسيات المتعددة والتي استخدمناها في فتح موقع الفيس بوك عند حجبه ابان الثورة مما يعيد رواج بيع الصور والافلام الاباحية كما كان يحدث سابقا...الاقصي يدنس وسوريا تذبح والمجلس يناقش تلك القضية العاامة الهامة عن حق الضباط في اطلاق اللحي متناسيين حق الشعب المصري عليهم في استتباب الامن والامان ...افتعال المعارك وتضخيم المشكلات كمشكلة زياد العليمي و نأجيج الصراع حول مبادرة المعونة التي اطلقها الشيخ محمد حسان وما اذا كانت حلا جذريا نافعا او هرطقة سياسية مع التأكيد بأنه من الشركات من خصم يوم او يومين رغما عن العاملين لدعم المبادرة..ولنتناسي جميعا الاولويات في انقاذ الاقتصاد المصري وسرقة منجم السكري والاموال المنهوبة والفساد الاداري المستشري...وفوق كل ذلك الجرائم الجنائية المتهم فيها المخلوع وعصابته والمشيرطنطاوي ومجلسه.
عودة الي الثرثرة القانونية...فان المادة التي تحدثت عنها في اول المقال ليست هي المادة 28 من الاعلان الدستوري..هي المادة 76 من التعديلات الدستورية لعام 2007 والتي قامت الدنيا ولم تقعد لرفضها وشجبها والمناداة في كل وقت وان بانها المادة التي تصنع ديكتاتورا وطاغية...وان لم تصدق فنص المادة 28
" تتولى لجنة قضائية عليا تسمى " لجنة الانتخابات الرئاسية " الإشراف على انتخابات رئيس الجمهورية بدءاً من الإعلان عن فتح باب الترشيح وحتى إعلان نتيجة الانتخاب.
وتـُشكل اللجنة من رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً ،وعضوية كل من رئيس محكمة استئناف القاهرة ،وأقدم نواب رئيس المحكمة الدستورية العليا، وأقدم نواب رئيس محكمة النقض وأقدم نواب رئيس مجلس الدولـة.
وتكون قرارات اللجنة نهائية ونافذة بذاتها، غير قابلة للطعن عليها بأي طريق وأمام أية جهة، كما لا يجوز التعرض لقراراتها بوقف التنفيذ أو الإلغاء، كما تفصل اللجنة في اختصاصها، ويحدد القانون الاختصاصات الأخرى للجنـة.
وتـُشكل لجنة الانتخابات الرئاسية اللجان التي تتولى الإشراف على الاقتراع والفرز على النحو المبين في المادة 39 
ويُعرض مشروع القانون المنظم للانتخابات الرئاسية على المحكمة الدستورية العليا قبل إصداره لتقرير مدى مطابقته للدستـور.
وتـُصـدر المحكمة الدستورية العليا قرارها في هذا الشأن خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ عرض الأمر عليها، فإذا قررت المحكمة عدم دستورية نص أو أكثر وجب إعمال مقتضى قرارها عند إصدار القانون، وفى جميع الأحوال يكون قرار المحكمة ملزماً للكافة ولجميع سلطات الدولة، ويُنشـر في الجريدة الرسمية خلال ثلاثة أيام من تاريخ صدوره."
اما عن سر موافقة بعض القوي السياسية عليها وعدم طلب تغييرها فانه في عالم السياسة لا توجد عداوات دائمة او صداقات دائمة...توجد مصالح..وحينما تتوافق المصالح او تتعارض تستطيع فقط ان تصرخ معترضا علي مادة دستورية ما بحجة صناعة ديكتاتور ثم توافق عليها حينما تقتضي المصلحة ذلك او ان تؤيد شخصا ما في فترة ما ثم تعارضه وتتهمه بالعمالة والكفر والالحاد.
اما ان لكم جميعا ان تستقيموا ايها السادة يرحمكم الله؟ 

Wednesday, February 22, 2012

مشنقة زياد


دعنا نعترف دون تعصب ان ما حدث من زياد العليمي هي سقطة سياسية كبري وخطأ يصعب ان تغفره وتبتلعه حتي وان شربت معه 
الكثير من الصودا.
زياد العليمي نائبا بمجلس الشعب..وهو ايضا ايقونة من ايقونات الثورة المصرية..شاب اتي من الميدان اجتاز بنجاح مطب الانتخابات البرلمانية العصيبة..متحدث جرئ بشهادة من تابعه في جلسات البرلمان التي تتسم في الاغلب بالميوعة والخطابات المرسلة..يخوض معركته البرلمانية الخاصة بين تيار ثوري انتمي اليه وتيار اصلاحي يريد ابادة التيار الثوري واقتناص الحق في شرعية هي له طبقا لقواعد صناديق الانتخاب وليس لقواعد ]ديمقراطية تقول ان الشرعية الممثلة في اغلبية البرلمان ربما تتوافق او لا تتوافق مع شرعية القوة التصويتية التي تتغير من دورة لأخري ولهذا لها الشرعية الحقة.
ولهذا وكما نستطيع ان نقول ان لكل مقام مقال..ولكل من تلبس زيا هو الاولي ان يحترمه ..وكما نعيب دوما علي رجل الدين الذي يخطئ متسمتا بالسمت الديني..وعلي رجل الشرطة الذي يقوم بانتهاكات دون مراعاة لاحترام زيه الرسمي..ولان ثقافة التعميم في مصر هي الشائعة فمن اخطا من رجال الدين فكلهم يتاجر بالدين..ومن انتهك مرتديا زي رسميا فكلهم لا يقيمون وزنا لحقوق المواطن..فكان الاجدر ان يضع في اعتباره انه نائبا عما اختاره..ورمزا للشباب الثوري داخل الميدان..وبالتالي الا تناله وتنال من يمثله ثقافة التعميم.
أخطأ زياد العليمي بسب المشير في مؤتمر جماهيري...قالها لفظا صريحا وليس ايحاءا متسترا في مثل شعبي وبالتالي اعطي لمعارضيه الفرصة كي يعلق كل منهم له مشنقته الخاصة واعطي اعدائه الفرصة لمقاضاته واسكاته.
لكننا يجب ان نعترف دون اي تعصب ايضا ان ماحدث بعدها هي المهزلة الحقة...وربما الاجراء الاسرع حتي الان في مجلس الشعب ان يتم تحويله الي لجنة القيم...مع مراعاة ما حدث في اتهام صريح من مصطفي بكري لمحمد البرادعي بالعمالة دون اي اجراء سوي التصفيق والتحية فقد خاطب اغلبية المجلس بقناعاتهم واجج بداخلهم ايقونة الكراهية المتأججة من الاساس للبرادعي دون اي سبب..محمد البرادعي ينتمي مثل نجيب ساويرس وممدوح حمزة ومحمد ابو حامد الي باقة كراهية مكتملة لم اجد لها سببا منطقيا الي الان...سياسة الكيل بمكيالين البغيضة التي تحيل نائبا ولا تحيل اخر للجنة القيم لنفس الاسباب هي ما اثارت عاصفة من الاستياء في الرأي العام..ناهيك عن توفيق عكاشة الذي اتهم اعضاء من المجلس الاستشاري ومن مجلس الشعب بالجاسوسية متمسكا بطن من الادلة التي يمتلكها وحده دون غيره والذي لا يعلم احد لماذا لا يقدمها الي الجهات المسئولة فيريح ويستريح ويعطي مصداقية اكثر من مصداقية الشاب المراهق من الارياف الذي يدرس في العاصمة و يعود الي قريته محملا بقصص في الاغلب عن النساء والعفاريت فيجلس وتتسع العيون انبهارا بحديثه الهزيل الذي لو قيل في جلسة اخري لاثار امتعاض العديدين.
تلك السياسة التي دفعت العديدين الي الدفاع عن العليمي رغم خطئه..ذلك الاحساس بعبثية القانون الذي يحاسب من اراد ويتجاهل من اراد هي المفتاح ..وذلك الاحساس الذي اصبح لدي العديدين بأن المجلس العسكري اصبح تابو مقدس لا يمس..واصبحت شائعاته المرسلة عن حرق وتخريب وتقسيم مصر هي الكتالوج المعتمد والرئيسي لتفسير كل ما يحدث.
اخطأ زياد العليمي خطا قد لا يغفره العديدين ووضع كل من انتمي للثورة وله في ذلك الفخ البغيض..ان يلعب دور محامي الشيطان فيدافع عنه رغم خطئه لأن عين القانون مازالت قاصرة..ومكيال العدالة مازال منقوصا...والثورة المضادة تعيش الان اقوي حالاتها وتنتشي بانتصاراتها المتعددة..نواب الاغلبية لما يزيد عن الخمسين نائب قد قدموا مذكرة لرئيس المجلس بسبب تلك الواقعة وهو ما يعد موقفا غير حميد علي الاطلاق ويشي برغبتهم في كسر من عارضهم وعارض المجلس العسكري وقال كلمة حق –وضعت في غير صيغتها المحمودة– في وجه سلطان جائر ويعيد للاذهان نظرية الضحية التي تتحول دائما لجلاد متي منحها احدهم سوطا.
فليسقط حكم العسكر ايها السادة..ليسقط حكم العسكر الي الابد...وليسقط كل من والاه ودافع عنه وايده...وليسقط كل من دافع عن باطل ورضي بانصاف الحلول..وليسقط كل من باع امل شعب مصر في التغيير والعدالة الحقة...فليسقط كل من اجج جحيم الكراهية والفرقة والخلاف..ليسقط قانون سكسونيا والكيل بمكيالين الي الابد..فمن رأي ان حق الشهداء قد عاد وان العدالة الاجتماعية  قد تحققت وان النظام البائد لا يعود بعنفوانه وقمعه وظلمه فليعلق لزياد العليمي المشنقة علي ما ماقاله في حق رجل يرأس فترة انتقالية مات فيها اكثر من ثمانمائه شاب دون قصاص ولا عدالة حقه وتعددت تحت رئاسته الازمات الاجتماعية والاقتصادية والفتن الطائفية دون حلول ناجزة وفي ظل فشل مريع ذريع.
استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله

Tuesday, February 14, 2012

اسبوع المقت



اليوم احدثكم عن ايمانويل جولدشتاين
"و في اللحظة التالية انبعث صوت مزعج و مخيف من شاشة الرصد في طرف القاعة، كما لو أنه يصدر عن آلة قد جف زيتها. كان صوتا تصطك له الأسنان و يقف له شعر الرأس. و لم يكن ذلك إلا إيذانا ببدء فعاليات الكراهية"
المجد للكراهية..المجد للفرقة والفتنة...حي علي الخلاف والاختلاف والصراع
هل رأيتت ما فعله اهالي بورسعيد الاوغاد المتعطشين للدماء..لقد قتلوا خيرة ابنائنا في مباراة كرة القدم...فلتتجاهل الحقائق العديدة الظاهرة للعيان..فلتتجاهل التواطئ الامني المتعمد واغماض الطرف عن المسلحين الذين عاثوا فسادا في ارجاء الاستاد قبل و اثناء وبعد المباراة  ..فلتتجاهل اغلاق الابواب المفترض فتحها وفتح الابواب المفترض غلقها ولتغمض عينيك عن اركان الجريمة المكتملة..لحام الابواب..اطفاء الانوار...ثم ساعتين متواصلتين من الذبح والشنق والخنق دون اي تدخل من افراد الامن...فلتتجاهل دور الالتراس الواضح الجلي منذ بداية الثورة وهتافاتهم ضد العسكر في كل مناسبة..بل ولتتجاهل احتراق استاد القاهرة في نفس وقت وقوع الاحداث ولتتجاهل كل ماتم سرقته من بنوك وسيارات نقل اموال واختطاف سائحين وقتل مواطنين علي الطرق العامة قبل تلك الاحداث علي مدار خمسة ايام ..فلتغمض عينيك عن هذا كله ولتلقي باللوم علي اهالي بورسعيد الذين وقفوا بالساعات امام بنك الدم الرئيسي للتبرع للمصابين ولتتجاهل اللجان الشعبية التي ساعدت علي نقل هؤلاء المصابين للمستشفيات..فهم قتلة يقتلون القتيل ثم يمرحون في جنازته..فلتحاصروهم حصار الماسادا مثلما فعل الرومان باليهود ولتتركوهم ليبقروا بطون الحوامل ويقتلون اطفالهم ليأكلوهم..فلتقطعوا عنهم سبل الادوية والطعام وانابي البوتوجاز..وان لم يحدث هذا فساهم معنا في اطلاق الشائعات ان هذا يحدث فعلا ولتجعل اي منهم يعيش باحساس المحاصر الغريب  وطنه..المجد لامراء الرومان الذين تركوا عقدة الماسادا داخل كل يهودي الي اليوم..والمجد لكل من اشعر مواطنا مصريا بحصار الماسادا دون ان يحياه او يقرأ عنه.
"و كما جرت العادة، ظهر على الشاشة وجه إيمانويل غولدشتاين عدو الشعب. فتعالت الصيحات من كل أنحاء القاعة، في حين صدر عن المرأة ذات الشعر الذهبي صرخة امتزج فيها الخوف بالاشمئزاز، كان غولدشتاين هو ذاك الخائن المرتد الذي كان في وقت ما (و ليس من أحد يعرف متى كان ذلك) واحدا من رموز الحزب القيادية، و كانت مكانته تكاد تضاهي مكانة الأخ الكبير نفسه، و لكنه تآمر على الحزب و تورط في نشاطات معادية للثورة فحكم عليه بالموت، لكنه تمكن من الهرب في ظروف غامضة و اختفى عن الأنظار، و كانت برامج دقيقتي الكراهية تتنوع من يوم إلى يوم، و لكن لم يكن هناك برنامج إلا و غولدشتاين هو محوره الرئيسي، إذ كان أول خائن للثورة و أول من سعى إلى تشويه الصورة المشرفة للحزب، و كل الجرائم في حق الحزب و كل الخيانات و الأعمال التخريبية و الهرطقة و الانحراف عن مبادئ الحزب كانت نتيجة مباشرة لتعاليمه. و هو ما زال يعيش في مكان ما يدبر المكائد، ربما يكون في مكان ما وراء البحار حيث يعيش تحت رعاية أسياده الأجانب الذين يقدمون له التمويل اللازم، و بين آونة و أخرى تظهر شائعة أنه مختبئ في مكان ما داخل أوقيانيا نفسها".
ما الذي يفعله محمد البرادعي بالضبط؟يترك مصر بشهدائها وثورتها وحالتها السياسية المتردية ليراس مهرجان سياسي؟فلتتناسي ان المهرجان عنوانه سينما من اجل السلام..فلتتجاهل حقيقة ان الفيلم الحائز علي الجائزة يصور ببراعة ما حدث من قمع وذبح لمسلمي البوسنة..بل ولتغمض الطرف عن كون العالم قد قام محييا كلمته عن الثورة المصرية..البرادعي خائن وعميل مهما فعل...ترشح للرئاسة او لم يترشح...وضع بذرة الثورة والتغيير داخل كل مصري او لم يضع..التف حوله يوما رموز سياسية وثقافية وقانونية او لم يلتف..ولتكتفي فقط بالصراخ ولتنتفخ اوردتك وطنية وانت تقول في كل مناسبة انه خائن وعميل وملحد ولا تضيع من وقتك ادام الله عمرك واطاله دقيقتين في البحث عن تاريخ مشرف لهذا الرجل الذي اعتلي ارقي المناصب وتقلد ارفع الاوسمة...هو فقط يضاجع الابقار كما نفي نيكسون عن غريمه يوما تاركا للغوغاء من الاعلاميين والصحفيين مهمة اثبات هذا او نفيه..المجد للتخوين ايها السادة
"و في الدقيقة الثانية تصاعدت الكراهية حتى صارت سعارا، و راح الناس يثبون إلى أعلى من مقاعدهم ثم يجلسون و هم يصيحون بأعلى صوتهم حتى يطغى على الصوت الثغائي الصادر عن غولدشتاين من الشاشة. و كان وجه المرأة الصغيرة ذات الشعر الذهبي قد احتقن و اكتسى باللون الأحمر القاني فيما كان فمها يفتح و يغلق كسمكة طرحها الموج على الشاطئ، و كذلك أحمرّ وجه أوبراين الضخم. أما و نستون فكان يجلس منتصبا فوق مقعده فيما كان صدره يعلو ويهبط مع كل شهيق و زفير كما لو كان يتأهب لمواجهة موجة عاتية. وراحت الفتاة ذات الشعر الأسود التي تجلس خلف ونستون مباشرة تصرخ "وغد وغد وغد" ثم فجأة التقطت معجما للغة الجديدة و قذفت الشاشة به فأصابت غولدشتاين في أنفه ثم سقط أرضا، إلا أن صوت غولدشتاين استمر، و في هذه اللحظة ألفى ونستون نفسه يصرخ مثل الآخرين و يضرب الأرض و حافة المقعد بقدميه في عنف. و لعل أفظع ما في دقيقتي الكراهية هو أن المرء لم يكن مجبرا على تمثيل دور ما، و مع ذلك كان من المستحيل عليه أن يتجنب الانخراط في هذا المشهد، ففي غضون ثلاثين ثانية لن تصبح المشاركة في دقيقتي الكراهية بالأمر الضروري، ذلك أن نشوة من الخوف و الرغبة في القتل و الانتقام و التعذيب و تهشيم الوجوه بالمطرقة كانت تتملك الحضور و تسري في أوصالهم و كأنها تيار كهربي يدفع بالمرء رغما عنه للصراخ و الصياح كمن أصابه مس من الجنون. و مع هذه فإن الغضب الذي كان يشعر به المرء آنذاك كان انفعالا طائشا و غير محدد الوجهة و من الممكن تحويله من وجهة إلى أخرى مثل لسان لهب متصاعد. و هكذا لم تكن كراهية ونستون في لحظة من اللحظات موجهة ضد غولدشتاين إطلاقا، و إنما على النقيض من ذلك كانت موجهة ضد "الأخ الكبير" و الحزب و ضد شرطة الفكر، ففي مثل هذه اللحظات كان قلبه يخفق تعاطفا مع هذا المنبوذ الذي يظهر على الشاشة متهما بالهرطقة و مثارا للسخرية، و هو الوحيد الذي يقف حاميا للحقيقة و الحكمة في عالم زاخر بالأكاذيب و التزوير. و مع ذلك فقد كان في اللحظة التالية يشعر بما يشعره الآخرون نحو غولدشتاين و بأن كل ما قيل عن غولدشتاين هو حقيقة لا ريب فيها. و كان الأخ الكبير حينذاك يعلو مقاما و يصبح كحامي الحمى الجسور الذي لا يقهر و كأنه طود عظيم يقف في وجه جحافل الجيوش الزاحفة من آسيا. بينما غولدشتاين و رغم العزلة التي فرضت عليه و حالة العجز التي يعيشها، بل ووجوده الذي أصبح موضع شك، فإنه يبدو مثل ساحر شرير قادر بقوة صوته فقط أن يقوض بنيان الحضارة"
.دعارة اعلامية ايها السادة ما فعله محمد ابو حامد في جلسات البرلمان...كيف له ان يضرب باكاذيب وزير الداخلية عرض الحائط؟كيف له ان يذهب ليلتقط فوارغ الخراطيش والقنابل التي القيت علي الثوار ليؤكد لرئيس البرلمان الذي من المفترض ان وضع فيه شعبا بعد ثورة ثقته ان الداخلية المصرية ترتكب الجرائم التي لم ترتكبها الشرطة اليونانية رغم احتراق اكثر من اربعين منشاة حكومية ليصرح بعدها رئيس الحكومة اليونانية بأن حياة المواطن لديه اغلي من المنشات؟هل يعقل ان يكون نائبا عن الميدان داخل البرلمان..ما الذي جاء به الي البرلمان بعد انتخابه باكثر من مائة الف مواطن مصري؟هذا برلمان له شرعية بينما الميدان لم تعد له شرعية الان..الميدان الذي ضج هتافا كل يوم بسقوط الظلم والطغيان والذي لولاه ما ظل هؤلاء السادة الافاضل بداخل البرلمان يكرهون كل من يمت بصلة له؟والذي نسي هؤلاء الافاضل فضله في وله والجلوس تحت قبته لكي يصرخ كل منهم كلما تحدث زياد العليمي وعصام سلطان وغيره عن مسئولية المجلس العسكري السياسية المباشرة تجاه ما يحدث؟  
 "و لكن و في اللحظة نفسها تنفس الجميع الصعداء إذ تلاشت هذه الصورة و حلت محلها صورة الأخ الكبير بشعر رأسه الأسود و شاربه الكث و رزانته الغامضة و قوته الفياضة، و كان وجهه من الضخامة بحيث ملأ الشاشة كلها. لم يكن ثمة من يسمع كان يقوله الأخ الكبير. فقد كانت مجرد كلمات تشجيعية معدودة من تلك التي يتمتم بها في معمعة المعارك لا يستطيع المرء تمييزها، بيد أنها كانت تعيد الثقة إلى النفس بمجرد التلفظ بها. ثم تلاشى وجه الأخ الكبير و ظهرت شعارات الحزب الثلاثة بأحرف كبيرة بارزة
المجد للكراهية ايها السادة...لماذا لا تعاد تلك الايام المجيدة التي كانوا يلقون بمعارضي امون فيها الي التماسيح؟لماذا لا نلقي بابراهيم عيسي و يسري فودة الي الاسود ونستمتع بتمزيقهم شر ممزق؟لماذا لا نضع معارضي العسكر والداعين الي عصيان مدني جميعهم في قوارب التعذيب البابلية القديمة ولنتركهم يتعفون احياء وسط فضلاتهم وكلامهم الدائم عن الحرية والعدالة؟
ايمانويل جولد شتاين هو الطرف الثالث ايها لسادة..هو الكراهية والمقت المركز ..هو العدو الذي ينبغي ان نحاربه ولا نطالب بمحاكمة من اساء وقتل وافسد وحرق ودمر ويتم وسحل وعري...ايمانويل جولدشتاين هو من حرق المجمع العلمي وهو من فقا اعين المتظاهرين وهو من جعل البلاد في انفلات امني متعمد..ايمانويل جولدشتاين هو المؤسسات الحقوقية...هو من يدافع جاهدا عن شرف بنات مصر ويحقق في قضايا كشف العذرية...ايمانويل جولد شتاين هو شيوخ السلطان..هو بوق اعلامي فاسد...هو شائعات منتشرة..هو كلمة حق في وجه سلطان جائر...ايمانويل جولدشتاين هو مخطط حرق مصر..هو خارطة تقسيم مصر...ايماويل جولد شتاين هو الحرية..هو العدالة الاجتماعية.
.
فلتستقيموا ايها السادة يرحمنا ويرحكمكم الله..كي لا تكون شعار الحزب الحاكم في مصر
الحرب هي السلام
الحرية هي العبودية
الجهل هو القوة
لكي لا نظل نرزخ ثلاثين عاما اخري تحت ظل حكم الاخ الاكبر...لكن لا ينتشر التفكير المزدوج وشرطة الافكار..
وليسقط حكم العسكر..ليسقط حكم العسكر الي الابد...وليسقط كل من والاه ودافع عنه وايده...وليسقط كل من دافع عن باطل ورضي بانصاف الحلول..وليسقط كل من باع امل شعب مصر في التغيير والعدالة الحقة...فليسقط كل من اجج جحيم الكراهية والفرقة والخلاف...فليسقط كل من جعل رواية 1984 حقيقة يعيشها كل مصري الان..ليسقط كل من وضع ايمانويل جولد شتاين في راس كل مصري.