اليوم احدثكم عن ايمانويل جولدشتاين
"و في اللحظة التالية انبعث صوت مزعج و مخيف من شاشة الرصد في طرف القاعة، كما لو أنه يصدر عن آلة قد جف زيتها. كان صوتا تصطك له الأسنان و يقف له شعر الرأس. و لم يكن ذلك إلا إيذانا ببدء فعاليات الكراهية"
المجد للكراهية..المجد للفرقة والفتنة...حي علي الخلاف والاختلاف والصراع
هل رأيتت ما فعله اهالي بورسعيد الاوغاد المتعطشين للدماء..لقد قتلوا خيرة ابنائنا في مباراة كرة القدم...فلتتجاهل الحقائق العديدة الظاهرة للعيان..فلتتجاهل التواطئ الامني المتعمد واغماض الطرف عن المسلحين الذين عاثوا فسادا في ارجاء الاستاد قبل و اثناء وبعد المباراة ..فلتتجاهل اغلاق الابواب المفترض فتحها وفتح الابواب المفترض غلقها ولتغمض عينيك عن اركان الجريمة المكتملة..لحام الابواب..اطفاء الانوار...ثم ساعتين متواصلتين من الذبح والشنق والخنق دون اي تدخل من افراد الامن...فلتتجاهل دور الالتراس الواضح الجلي منذ بداية الثورة وهتافاتهم ضد العسكر في كل مناسبة..بل ولتتجاهل احتراق استاد القاهرة في نفس وقت وقوع الاحداث ولتتجاهل كل ماتم سرقته من بنوك وسيارات نقل اموال واختطاف سائحين وقتل مواطنين علي الطرق العامة قبل تلك الاحداث علي مدار خمسة ايام ..فلتغمض عينيك عن هذا كله ولتلقي باللوم علي اهالي بورسعيد الذين وقفوا بالساعات امام بنك الدم الرئيسي للتبرع للمصابين ولتتجاهل اللجان الشعبية التي ساعدت علي نقل هؤلاء المصابين للمستشفيات..فهم قتلة يقتلون القتيل ثم يمرحون في جنازته..فلتحاصروهم حصار الماسادا مثلما فعل الرومان باليهود ولتتركوهم ليبقروا بطون الحوامل ويقتلون اطفالهم ليأكلوهم..فلتقطعوا عنهم سبل الادوية والطعام وانابي البوتوجاز..وان لم يحدث هذا فساهم معنا في اطلاق الشائعات ان هذا يحدث فعلا ولتجعل اي منهم يعيش باحساس المحاصر الغريب وطنه..المجد لامراء الرومان الذين تركوا عقدة الماسادا داخل كل يهودي الي اليوم..والمجد لكل من اشعر مواطنا مصريا بحصار الماسادا دون ان يحياه او يقرأ عنه.
"و كما جرت العادة، ظهر على الشاشة وجه إيمانويل غولدشتاين عدو الشعب. فتعالت الصيحات من كل أنحاء القاعة، في حين صدر عن المرأة ذات الشعر الذهبي صرخة امتزج فيها الخوف بالاشمئزاز، كان غولدشتاين هو ذاك الخائن المرتد الذي كان في وقت ما (و ليس من أحد يعرف متى كان ذلك) واحدا من رموز الحزب القيادية، و كانت مكانته تكاد تضاهي مكانة الأخ الكبير نفسه، و لكنه تآمر على الحزب و تورط في نشاطات معادية للثورة فحكم عليه بالموت، لكنه تمكن من الهرب في ظروف غامضة و اختفى عن الأنظار، و كانت برامج دقيقتي الكراهية تتنوع من يوم إلى يوم، و لكن لم يكن هناك برنامج إلا و غولدشتاين هو محوره الرئيسي، إذ كان أول خائن للثورة و أول من سعى إلى تشويه الصورة المشرفة للحزب، و كل الجرائم في حق الحزب و كل الخيانات و الأعمال التخريبية و الهرطقة و الانحراف عن مبادئ الحزب كانت نتيجة مباشرة لتعاليمه. و هو ما زال يعيش في مكان ما يدبر المكائد، ربما يكون في مكان ما وراء البحار حيث يعيش تحت رعاية أسياده الأجانب الذين يقدمون له التمويل اللازم، و بين آونة و أخرى تظهر شائعة أنه مختبئ في مكان ما داخل أوقيانيا نفسها".
ما الذي يفعله محمد البرادعي بالضبط؟يترك مصر بشهدائها وثورتها وحالتها السياسية المتردية ليراس مهرجان سياسي؟فلتتناسي ان المهرجان عنوانه سينما من اجل السلام..فلتتجاهل حقيقة ان الفيلم الحائز علي الجائزة يصور ببراعة ما حدث من قمع وذبح لمسلمي البوسنة..بل ولتغمض الطرف عن كون العالم قد قام محييا كلمته عن الثورة المصرية..البرادعي خائن وعميل مهما فعل...ترشح للرئاسة او لم يترشح...وضع بذرة الثورة والتغيير داخل كل مصري او لم يضع..التف حوله يوما رموز سياسية وثقافية وقانونية او لم يلتف..ولتكتفي فقط بالصراخ ولتنتفخ اوردتك وطنية وانت تقول في كل مناسبة انه خائن وعميل وملحد ولا تضيع من وقتك ادام الله عمرك واطاله دقيقتين في البحث عن تاريخ مشرف لهذا الرجل الذي اعتلي ارقي المناصب وتقلد ارفع الاوسمة...هو فقط يضاجع الابقار كما نفي نيكسون عن غريمه يوما تاركا للغوغاء من الاعلاميين والصحفيين مهمة اثبات هذا او نفيه..المجد للتخوين ايها السادة
"و في الدقيقة الثانية تصاعدت الكراهية حتى صارت سعارا، و راح الناس يثبون إلى أعلى من مقاعدهم ثم يجلسون و هم يصيحون بأعلى صوتهم حتى يطغى على الصوت الثغائي الصادر عن غولدشتاين من الشاشة. و كان وجه المرأة الصغيرة ذات الشعر الذهبي قد احتقن و اكتسى باللون الأحمر القاني فيما كان فمها يفتح و يغلق كسمكة طرحها الموج على الشاطئ، و كذلك أحمرّ وجه أوبراين الضخم. أما و نستون فكان يجلس منتصبا فوق مقعده فيما كان صدره يعلو ويهبط مع كل شهيق و زفير كما لو كان يتأهب لمواجهة موجة عاتية. وراحت الفتاة ذات الشعر الأسود التي تجلس خلف ونستون مباشرة تصرخ "وغد وغد وغد" ثم فجأة التقطت معجما للغة الجديدة و قذفت الشاشة به فأصابت غولدشتاين في أنفه ثم سقط أرضا، إلا أن صوت غولدشتاين استمر، و في هذه اللحظة ألفى ونستون نفسه يصرخ مثل الآخرين و يضرب الأرض و حافة المقعد بقدميه في عنف. و لعل أفظع ما في دقيقتي الكراهية هو أن المرء لم يكن مجبرا على تمثيل دور ما، و مع ذلك كان من المستحيل عليه أن يتجنب الانخراط في هذا المشهد، ففي غضون ثلاثين ثانية لن تصبح المشاركة في دقيقتي الكراهية بالأمر الضروري، ذلك أن نشوة من الخوف و الرغبة في القتل و الانتقام و التعذيب و تهشيم الوجوه بالمطرقة كانت تتملك الحضور و تسري في أوصالهم و كأنها تيار كهربي يدفع بالمرء رغما عنه للصراخ و الصياح كمن أصابه مس من الجنون. و مع هذه فإن الغضب الذي كان يشعر به المرء آنذاك كان انفعالا طائشا و غير محدد الوجهة و من الممكن تحويله من وجهة إلى أخرى مثل لسان لهب متصاعد. و هكذا لم تكن كراهية ونستون في لحظة من اللحظات موجهة ضد غولدشتاين إطلاقا، و إنما على النقيض من ذلك كانت موجهة ضد "الأخ الكبير" و الحزب و ضد شرطة الفكر، ففي مثل هذه اللحظات كان قلبه يخفق تعاطفا مع هذا المنبوذ الذي يظهر على الشاشة متهما بالهرطقة و مثارا للسخرية، و هو الوحيد الذي يقف حاميا للحقيقة و الحكمة في عالم زاخر بالأكاذيب و التزوير. و مع ذلك فقد كان في اللحظة التالية يشعر بما يشعره الآخرون نحو غولدشتاين و بأن كل ما قيل عن غولدشتاين هو حقيقة لا ريب فيها. و كان الأخ الكبير حينذاك يعلو مقاما و يصبح كحامي الحمى الجسور الذي لا يقهر و كأنه طود عظيم يقف في وجه جحافل الجيوش الزاحفة من آسيا. بينما غولدشتاين و رغم العزلة التي فرضت عليه و حالة العجز التي يعيشها، بل ووجوده الذي أصبح موضع شك، فإنه يبدو مثل ساحر شرير قادر بقوة صوته فقط أن يقوض بنيان الحضارة"
.دعارة اعلامية ايها السادة ما فعله محمد ابو حامد في جلسات البرلمان...كيف له ان يضرب باكاذيب وزير الداخلية عرض الحائط؟كيف له ان يذهب ليلتقط فوارغ الخراطيش والقنابل التي القيت علي الثوار ليؤكد لرئيس البرلمان الذي من المفترض ان وضع فيه شعبا بعد ثورة ثقته ان الداخلية المصرية ترتكب الجرائم التي لم ترتكبها الشرطة اليونانية رغم احتراق اكثر من اربعين منشاة حكومية ليصرح بعدها رئيس الحكومة اليونانية بأن حياة المواطن لديه اغلي من المنشات؟هل يعقل ان يكون نائبا عن الميدان داخل البرلمان..ما الذي جاء به الي البرلمان بعد انتخابه باكثر من مائة الف مواطن مصري؟هذا برلمان له شرعية بينما الميدان لم تعد له شرعية الان..الميدان الذي ضج هتافا كل يوم بسقوط الظلم والطغيان والذي لولاه ما ظل هؤلاء السادة الافاضل بداخل البرلمان يكرهون كل من يمت بصلة له؟والذي نسي هؤلاء الافاضل فضله في وله والجلوس تحت قبته لكي يصرخ كل منهم كلما تحدث زياد العليمي وعصام سلطان وغيره عن مسئولية المجلس العسكري السياسية المباشرة تجاه ما يحدث؟
"و لكن و في اللحظة نفسها تنفس الجميع الصعداء إذ تلاشت هذه الصورة و حلت محلها صورة الأخ الكبير بشعر رأسه الأسود و شاربه الكث و رزانته الغامضة و قوته الفياضة، و كان وجهه من الضخامة بحيث ملأ الشاشة كلها. لم يكن ثمة من يسمع كان يقوله الأخ الكبير. فقد كانت مجرد كلمات تشجيعية معدودة من تلك التي يتمتم بها في معمعة المعارك لا يستطيع المرء تمييزها، بيد أنها كانت تعيد الثقة إلى النفس بمجرد التلفظ بها. ثم تلاشى وجه الأخ الكبير و ظهرت شعارات الحزب الثلاثة بأحرف كبيرة بارزة
المجد للكراهية ايها السادة...لماذا لا تعاد تلك الايام المجيدة التي كانوا يلقون بمعارضي امون فيها الي التماسيح؟لماذا لا نلقي بابراهيم عيسي و يسري فودة الي الاسود ونستمتع بتمزيقهم شر ممزق؟لماذا لا نضع معارضي العسكر والداعين الي عصيان مدني جميعهم في قوارب التعذيب البابلية القديمة ولنتركهم يتعفون احياء وسط فضلاتهم وكلامهم الدائم عن الحرية والعدالة؟
ايمانويل جولد شتاين هو الطرف الثالث ايها لسادة..هو الكراهية والمقت المركز ..هو العدو الذي ينبغي ان نحاربه ولا نطالب بمحاكمة من اساء وقتل وافسد وحرق ودمر ويتم وسحل وعري...ايمانويل جولدشتاين هو من حرق المجمع العلمي وهو من فقا اعين المتظاهرين وهو من جعل البلاد في انفلات امني متعمد..ايمانويل جولدشتاين هو المؤسسات الحقوقية...هو من يدافع جاهدا عن شرف بنات مصر ويحقق في قضايا كشف العذرية...ايمانويل جولد شتاين هو شيوخ السلطان..هو بوق اعلامي فاسد...هو شائعات منتشرة..هو كلمة حق في وجه سلطان جائر...ايمانويل جولدشتاين هو مخطط حرق مصر..هو خارطة تقسيم مصر...ايماويل جولد شتاين هو الحرية..هو العدالة الاجتماعية.
.
فلتستقيموا ايها السادة يرحمنا ويرحكمكم الله..كي لا تكون شعار الحزب الحاكم في مصر
الحرب هي السلام
الحرية هي العبودية
الجهل هو القوة
لكي لا نظل نرزخ ثلاثين عاما اخري تحت ظل حكم الاخ الاكبر...لكن لا ينتشر التفكير المزدوج وشرطة الافكار..
وليسقط حكم العسكر..ليسقط حكم العسكر الي الابد...وليسقط كل من والاه ودافع عنه وايده...وليسقط كل من دافع عن باطل ورضي بانصاف الحلول..وليسقط كل من باع امل شعب مصر في التغيير والعدالة الحقة...فليسقط كل من اجج جحيم الكراهية والفرقة والخلاف...فليسقط كل من جعل رواية 1984 حقيقة يعيشها كل مصري الان..ليسقط كل من وضع ايمانويل جولد شتاين في راس كل مصري.
No comments:
Post a Comment