وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Sunday, July 17, 2011

ومازالت فقاعات الاختبار تتوالي!!

لم يعد ميدان التحرير كما كان كما قال الجميع ولهذا ما يبرره ...هناك تلك الروح العدائية والترقب التي انتشرت بين جوانب الميدان -ولا اعني التحرير هاهنا فقط بل اعني ميادين مصر كافة التي شهدت الاعتصام منذ الثامن من يوليو-دعنا نعترف ان الاعتصام في ذلك الحر القائظ بعيدا عن اهلك وعملك وحياتك الاجتماعية ليست ميزة..وليس مطلبا كالدستور او المجلس الرئاسي مايستحق هذا العناء..لابد لنا من بناء قاعدة اساسية وهي انه هناك شيئا اسمي وارقي يحرك كل من استغني عن الجلوس مستمتعا في بيته تحت التكييف او المروحة وبجواره زجاجة المياه الباردة كالعديدين من انصار حزب الكنبة الشهير- وانا اولهم لظروف عديدة-لا استطيع التفكير في سبب سوي حب هذا الوطن وانه يستحق الافضل في كل شئ..نعود ونقول ان تلك العدائية مبررها ذلك الشعور الممض بالخداع..قد وثقنا بالمجلس العسكري ورئيس الوزراء الذي تم تعيينه من الميدان وانتظرنا طويلا وتحملنا العديد من الغث والرث من الاقوال واحكام البراءة كأنما قامت الثورة لتطيح بمبارك فقط دون نظامه ودون ادني امل في محاكمته ورجاله بما فعلوه طوال السنين العجاف الماضية..الان صار شباب الميدان اقوي واكثر تفتحا واكثر عنفا لايطيق احدهم الخداع او نبرات التخوين والتهديد...لم تلطخ الثورة ايديها بالدماء لكنها صارت اكثر عنفوانا وقدرة في مطالبها..ودون ادني احترام لمن خان ثقتها وامالها في الارتقاء بمستقبل وطن يستحق الافضل في كل شئ
نعود فنقول ان غلق مجمع التحرير وتهديدات اغلاق القناة كان لها اكبر التأثير علي المجلس العسكري...واستطيع ان اقول بثقة انه لولا تلك التصعيدات المستمرة لما كانت تلك المكتسبات...محاكمات علنية...تغيير شامل لوزارة اعتبرت انتقالية ومازلنا نرقب اداءها بشغف...الاهتمام بمصابي وشهداء الثورة..دعك من حركة تنقلات الشرطة فمازلت اري ان تلك الوزارة بالكامل تحتاح الي اعادة هيكلة وليست بعض التنقلات واحالة بعضهم للتقاعد..لاعزاء طبعا لعجلة الانتاج فهذا يتحمل مسئوليته بالكامل من يقوم بادارة تلك البلاد وليس شباب المعتصمين...ربما مازلت لا اتصور دولة بدون تطهير للشرطة والقضاء والاعلام لكن الثورة والاعتصام لم ينته بعد علي اية حال
بالطبع مازالت تيارات الاسلام السياسي علي عهدها ولم تخن ثقتي الشديدة في السباحة ضد التيار وكل همها الانتخابات البرلمانية ولا تجد غضاضة في تقبيل بيادة المجلس العسكري من اجل ذلك...انتشرت في الفترة السابقة فيديوهات عديدة بعنوان لما يكره العلمانيون المجلس العسكري...ومع تطور الامور والرضوخ لمطالب المعتصمين تحولت الي لماذا وافق المجلس علي طلبات العلمانيين...ثم تجد من يقول ان محاكمة مبارك ليست بتلك الاهمية المهم...الانتخابات اولا..ثم السخرية المقيتة من كل من يعارضهم بتلك الطريقة الفوقية كانما ضمن كل منهم مكانه في الجنة واذا ما حاول احدهم الرد..فقط ليتهم بالكفر والالحاد والسخرية من الدين...وفي النهاية وعندما شارف المعتصمون علي النجاح يعلنوا جميعا بأنهم مشاركين في مليونية الجمعة القادمة..كعادتهم في ارتقاء سلم نجاح الثورة علي اكتاف وظهور المعتصمين
خارج النص...قامت مظاهرات (مليونية)مكونةمن مائة فرد او اقل او اكثر لدعم المجلس العسكري ورفض اعتصام التحرير بميدان روكسي وتم اتهام حركة 6ابريل -كالعادة-بالعمالة وتشبيه رجالها وشبابها بالاسرائيليين فكان رد الاخوان المسلمين علي موقعهم بانه تلك المظاهره كانت لاحترام نتيجة الاستفتاء
مازالت الحركة الوطنية الحنجرية لفلول النظام السابق تقوم بدورها علي اكمل وجه في ارسال البلطجية من كل شكل ولون علي المعتصمين في الميادين تحت رعاية ضباط شرطة سابقيين او حاليين...ورغم اعتراض العديدين علي تعامل معتصمي التحرير فانني اذكر العديدين بأنه لابد من العنف من ان لاخر كي لا تظل الميادين مرتعا للبلطجية..وكي يهاب البلطجي ان يضرب او يعلق عاريا علي نخلة...حتي الان لا اجد صورا منبوذة الا القليل من هؤلاء الذين تعلو اصواتهم من ان لاخر بمطالب مبتعدة عن صوت الجموع وهؤلاء يتم اسكاتهم بانتظام
من الجيد بل ومن الضروري ان تعلو اصوات الثورة من ان لاخر مذكرة من يقوم علي ادارة تلك البلاد بان الشعب الذي ذاق طعم الحرية بعد اكثر من ستين عاما لايرضي ان تتحول ثورته الي نزهة اسبوعية الي الميدان...ومن الرائع ان يتمسك المعتصمون بمطالبهم رغم كل مايحيطهم من تخوين واهانات واتهامات...فقط اهيب بالجميع -الي ان انضم اليهم-الا يتم تسلق الثورة مرة اخري او ان يتم تهدئتهم بمسكنات وفقاقيع اختبار التي تتوالي ومصدرها مستشفي شرم الشيخ..صحة الرئيس المخلوع لاتهم..وفاته من حياته لابد لها والا تؤثر علي مجريات الاحداث او قوة المتطلبات او علو الاصوات.
وأخيرا وللحديث بالتأكيد  بقية..فلتستقيموا ..استقيموا...يرحمنا ويرحمكم الله

Wednesday, July 06, 2011

كوميديا بعد الثورة

الان نجد ان زمن البلطجة والعمالة والكنتاكي قد انتهي وهذا يدل بما لايدع مجالا للشك ان مصر تتغير ببطء ملحوظ...وان القيادة العسكرية التي تحكم مصر الان تتسم بالتجديد والابتكار...الان مئات من الجواسيس يجوبون المعمورة ويرسلون تقاريهم السرية عبر تويتر والفيس بوك -انتهي عهد الحبر السري والميكروفيلم واجهزة الارسال العقيمة- وطائرات تخترق حاجز الصوت من باب -اخترق للصوت حاجز يطلعله 24-والفلول لم تعد فلولا وقتلة المتظاهرين هم من القتل براء براء براء...فقط تحدث كي تشكك في نزاهة القضاة وشرف القضاة الذي هو مثل عود الكبريت...لتعترض كي يكون هذا كافيا لجرجرتك الي النيابة العسكرية ويتم الحكم عليك في ست ساعات وهو رقم مقدس في العسكرية المصرية منذ حرب اكتوبر بينما وزراء النظام السابق ورئيسه لم يتم الحكم عليهم بعد ست شهور من سقوط مبارك وتولي المشير بينما تضرب كف بكف علي بطء المحاكمات تجد من يقول ان الله قد خلق الله في ستة ايام وان الدية اصبحت واجب شرعي يطبق علي اهالي الشهداء شئت ام ابيت لانه لامناص من تطبيق شرع الله...واذا ادنت ذلك قائلا بان من قتل يقتل وان لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب تجد من يقول بانك لست عالما وانك تتحدث كما لو كنت من ائمة الامة او عضو بلجنة الافتاء
انتهي عصر كرات والنار والجمال التي تضرب المتظاهرين ليحل محلها الدراجات البخارية وقنابل غاز الاعصاب وعود حميد للصفقات المشبوهة والمليونية والاعتصام التي تحولت الي مليونية فقط بأمر أعلي من مكتب الارشاد...بينما تحول المتظاهرين انفسهم الي ليبراليين واسلاميين ويساريين ودستور اولا وانتخابات اولا وظهرت مئات من ائتلافات شباب الثورة التي تدين وتتفق وتشجب وتعتصم وتضع مئات المسامير وقطع الزجاج امام عجلة الانتاج
مايحدث بعد الثورة مهزلة...كوميديا سوداء رخيصة لن يشتريها اتحاد الاذاعة التليفزيون بعشرة ملايين جنيه ليعرضها في رمضان القادم وذلك لانه يعلم جيدا انها لن تعرض في ليبيا التي تم الغاء شهر رمضان بها لان البلاد في حالة حرب مع صليبيي العصر الحديث الذين لا يعترفون بدولة فلسطين بينما تفكر اسرائيل نفسها في الاعتراف بها واضعة مزيدا ومزيدا من العراقيل..ويظل مشروعنا القومي المحتجزات بداخل الاديرة والافراج عن ابو يحيي والحفاظ علي مكتسبات الثورة فلا احد يريد عودة التوقيت الصيفي او الافراج عن رشيد او محاكمات (فساد سياسي)لرجال النظام السابق وليست محاكمات (فساد مالي)...دعك من المزاح...هل تريد رئيس وزراء يقضي يومه في ديوان مجلس الوزراء ليري اوضاع البلاد التي تتردي يوما بعد يوم  بينما يترك رئيس وزراءنا المحبوب الذي يتناول الفول والطعمية في افطاره ويقف في طوابير الاستفتاء رحلاته المكوكية علي البساط السحري خارج مصر كاي مندوب مبيعات مخضرم يسوق لمصر بعد الثورة؟وليصحح علاقاتنا الخارجية المتردية بدول العالم كأنما قد تعيينه وزيرا للعلاقات العامة المصرية؟ او ليكتم علي انفاس وزير الداخلية المتحدث الرسمي لكوكب الشرطة رجالات مصر الاشراف الابرار الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة علي اهالي الشهداء بينما يصدر قرار لجنة تقصي الحقائق انه تم اطلاق الرصاص والخرطوش واسلحة الليزر وقنابل جاما العنقودية الموردة من كوكب ارغوران؟
مشاركتي في مظاهرات 8يوليو القادمة لن تكون لحاكمة قاتلي الشهداء..لن تكون للمحاكمات العلنية او لتصحيح مسار الثورة...لن تكون لتطهير القضاء والاعلام والداخلية..لن تكون للحد الادني للاجور....تلك المشاركة التاريخية فقط لاشهد طلائع غزو الكائنات الفضائية لكوكب الارض وهبوط مركباتهم في ميدان التحرير
فلتستقيموا...استقيموا...استقيموا..يرحمنا ويرحمكم الله