وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Sunday, October 30, 2011

الريادة المصرية بعد الثورة

الريادة المصرية بعد الثورة تعني ان تطالب بالغاء امن الدولة فيتم الغاء التوقيت الصيفي...تطالب بتغيير النظام فيتم تغيير ارقام التليفون المحمول...ان تطالب بحق تصويت المصريين في الخارج فتختار مصر الفستان البمبي.

الريادة المصرية بعد الثورة تعني ان تكون الثورة المصرية بعد الثورة مثل اعلي يحتذي به...فقد قام المتظاهرون الايطاليون بحرق وزارة الدفاع كي لا يقوم مجلسهم العسكري بحماية الثورة..وصرحت توكل كرمان الحائزة علي جائزة نوبل بأن ثوار اليمن لن يترك ايهم الميادين كي لا يلتف العسكر علي الثورة كما حدث في مصر

الريادة المصرية بعد الثورة تعني ان يعمل البلطجية بكل اجتهاد وتفاني تحت سمع وابصار رجال الامن - في الوقت الذي يضرب فيه المعلمين والمهندسين والاطباء وسائقي النقل العام والعمال – كي لا تتوقف عجلة الانتاج

الريادة المصرية بعد الثورة تعني ان يموت مجندي الجيش المصري اثناء تأدية عملهم في احداث ماسبيرو فلا تقام لهم جنازة عسكرية خوفا من الفتنة...وان يذهب وزير الاعلام للبابا شنودة كي يعزيه فيمن وصفه اعلامه ووزارته بانهم قتلة ومحرضين.

الريادة المصرية بعد الثورة تعني ان يتم استبدال جندي اسرائيلي واحد بألف اسير فلسطيني...وان تعلن تركيا عن طائرة تركية تعمل بدون طيار تستطيع التحليق اربع وعشرين ساعة..حين يعلنها المجلس العسكري صريحة مدوية..المدرعة اتسرقت لتاني مرة

الريادة المصرية بعد الثورة تعني ان يتم تطبيق قانون العزل السياسي فيسجن ايمن نور...وان يتم الحكم بالاعدام والسجن المؤبد والسجن عشر سنوات والحرق والمقصلة والهولوكست لأمين شرطة متهم بقتل المتظاهرين في الوقت الذي يسجن فيه وزير الداخلية الاسبق اثني عشر سنة في قضية لوحات معدنية

الريادة المصرية بعد الثورة تعني العديد من التحالفات بين الاحزاب..تعني العديد من فلول الحزب الوطني في انتخابات المجلس المقبلة..في الوقت الذي يستمتع فيه المواطن العادي بوقته في هس السلعوة

 الريادة المصرية بعد الثورة تعني العديد من المشاريع القومية..والعديد من الاستثمارات الوهمية...يقابلها تفشي اعنف لظاهرة البطالة...فالحاجة في الغرب ام الاختراع بينما في مصر..الحاجة ام احمد

بالمناسبة..هل يعلم احدكم من هو "السيادي"الذي هو دائما ما يصدر القرارات "السيادية "الغامضة والتي في -بالطبع-في صالح الجميع؟؟؟؟

استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله

Wednesday, October 26, 2011

علي محيط الاحداث


وربما قد حان الوقت الان بعد ان توقف الحدث الجلل و هدئت النفوس و ذهبت السكرة وجائت الفكرة ان نحلل ما حدث في مباراة الزمالك وانبي...تلك المباراة الهامة التي اثبتت وجودها في ساحة الاحداث في مصر والتي اثبتت أن حكومتنا الفتية..ذات الطلة البهية والطلعة الهنية قد اصبحت مثل شهرزاد..وقد سكتت عن الكلام المباح..واخذت تهذي بالكلام الغير مباح .

فقد رأي القائمون بادارة تلك البلاد ان تلك المذبحة التي حدثت يوم الاحد ليست بالحدث الجلل...وقد اصبح امرا يثير الملل..ان تنطلق المسيرات في المساء ويخرج بها من يشاء دون رادع ولا رد...فأعلنت الحداد علي من مات..ثم اطلقت الاحتفالات والاغنيات والمبارايات...وقد مات من مات.حسنا...

لندع حديثنا بعيدا عن اي مشاعر..ولنجرد ماحدث تجريدا منطقيا بحتا...ولننطلق من عدة نقاط ثابتة اولها انك لا تستطيع ان تحدد نقطة بداية الاحداث...تلك البداية التي سوف تجبرك علي اتخاذ الموقف الذي يجب اتخاذه...هناك من المتظاهرين السلميين – ايا كانت ديانتهم – وقد بدأ باطلاق الرصاص علي جنود الجيش فأصاب منهم من اصاب ..وبالتالي تستطيع دون اي تردد ان تقول بالفعل أن لجنود الجيش حق الدفاع عن النفس ضد تلك الاعداد الغفيرة..ولكنك بوازع من ضمير لن تستطيع ان تقبل استعمال تلك القوة المفرطة الغاشمة الظالمة القاتمة التي يجعلك تقرا تقرير طب شرعي مفاده نصا ان

" قال التقرير إن مايكل مسعد جرجس- 25 سنة توفي نتيجة إصابات هرسية ردية بالجثة، وما أحدثته من تهتك بالأحشاء الداخلية ونزيف غزير ، بينما توفى مسعد مهنى مسعد -45 سنه مصابا بكسور مفتتة بالأضلاع الصدرية واليمنى واليسرى، وتهتك شديد بالرئتين والطحال والكليتين، وكسر بالحوض، وتهتك بالأوعية الدموية الرئيسية بالحوض مما أدى إلى نزيف شديد وهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية .أما شنوده نصحي عطية- العقد الثالث فقد توفى نتيجة إصابات ردية هرسية شديدة شملت عموم الرأس والصدر، وما أحدثته من تهتك بأنسجة المخ والرئتين مما أدى إلى نزيف شديد وهبوط حاد فى الدورة الدموية والتنفسية"

بحسابات العقل والمنطق..هي ليست حربا...ولا اعتقد ان من استشهد من مجندي الجيش عاني احدهم تلك المعاناة التي شعر بها احد هؤلاء الذي كانت لحظاتهم الاخيرة اسفل مدرعة تسحق عظامه...تري هل فكر كل من انتقد كيف يشعر من مات اسفل مدرعة تسحق جمجمته وقفصه الصدري؟

 الاحتمال الاخر ان تكون رصاصة البداية كانت من قوات الجيش او الشرطة العسكرية بغرض تفريق المسيرة الضخمة وذلك الاحتمال خطير ..هذا معناه اطلاق يد الشرطة العسكرية لتحل محل قوات الامن المركزي وهي نقطة العودة لنظرية الامن "الرئاسي" من جديد...وهي نقطة لها من الظواهر ما تؤيدها ولها من شهادات الشهود من يعارضها .

النقطة الثانية تتمثل في مشهد يتكرر في كل مسيرة ضخمة يتم الحشد لها تحت اي مسمي...ظاهرة البلطجية التي تساند دوما الشرطة العسكرية وقوات الامن المركزي وتقف بالاسلحة البيضاء والشوم والمولوتوف دون ان يتم ايقافهم او القبض عليه ...

المشكلة التي تواجه كل من يحاول المزايدة او الكذب ان كاميرا التليفون المحمول اصبحت في متناول الجميع ولذلك انت لا تتعامل مع مع مادة وثائقية مسجلة باحترافية بل تتعامل مع فيديوهات حية ترصد بدقة مايحدث وهي فيديوهات عشوائية غير منظمة لا تستطيع ان تنهمها بالتزوير او المونتاج..وهي التي توضح دوما وجود بلطجية ذوي هوية ما بجوار الامن المركزي والشرطة العسكرية وهذا يقلل كثيرا من مصداقية التعامل بقانون الطوارئ او المحاكمات العسكرية بتهمة اثارة الشغب او حتي ابسط مادة في اي قانون تعطي اي رجل امن الحق في القبض علي من يحمل اي سلاح ايا كان نوعه

تلك الظاهرة تكرارها يعني ان ميليشية ما امنية ترتدي الملابس المدنية فتتسلل بين المسيرات الضخمة بغرض التصعيد واعطاء قوات الامن استخدام العنف الغير مبرر..الزي المدي يعطيها حرية اكبر في الحركة ...او هي مليشية "تحت الطلب" بطريقة ما تجدها دوما في المسيرات الضخمة وهي التي تتحكم الان بادارة الاحداث...ليس اقتحام سفارة اسرائيل اخر اعمالها الفنية علي سبيل المثال...تحدث ابراهيم عيسي في مقاله الاخير عن المائة وخمس وستين الف بلطجي الذي استعان بهم جهاز امن الدولة في الانتخابات البرلمانية 2010...هذا احتمال مخيف بما يكفي ويهدم ايقونة الثورة من اساسها ويهدم العديد من شرعيات الحكم الان.. ليس اولها شرعية الحكومة الفتية..ذات الطلة البهية والطلعة الهنية..وليس اخرها شرعية المجلس العسكري في الحكم باستخدام نظم قمعية استبدادية واطلاق البلطجية لترويع الامنين وفرض قانون الطوارئ علي اصحاب الراي والنشطاء

النقطة الثالثة هي ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس العسكري بشأن احداث ماسبيرو...بطريقة ما –وهو مايدل علي ضعف في الخبرة السياسية – كان ذلك المؤتمر الصحفي لكي يدافع المجلس العسكري عن نفسه بشأن تلك الاحداث معتبرا نفسه متهما ومحايدا وقاضيا وضحية...كأنما هو مجلس "مستورد" او "عضو منتدب" لادارة البلاد...وبالطبع فقد تم تمرير كل ماحدث لكل الجهات كالعادة..اسرائيليين متورطين...بلطجية خبراء بسرقة المدرعات..قوات الجيش لم تضرب ولم تدهس وقتل المتظاهرين بعدضهم البعض و"اخبطو بقي راسكو في الحيط ده اللي عندنا"وهو ما ذكرني بخطاب مبارك ليلة موقعة الجمل والذي مزق المصريين شر ممزق...وهو مايحدث الان بالفعل في قضية قتل المتظاهرين حيث يحاول الجميع اقناع الجميع بان قوات الشرطة لم تضرب متظاهري يناير..وانه لم يكن هناك اوامر للجيش بضرب المتظاهرين..ولم يكن هناك اتفاقا بقطع الاتصالات...ولم يتواجد قناصة في التحرير..بل ضرب المتظاهرين بعضهم البعض مستخدمين تقنية البلطجة الشهيرة في "بطح الراس" ثم اسقاط النظام!!

انطلاقا من نقاط ثابتة كما قلت ..مايحدث الان من وقفات بالملابس السوداء والشموع والشحن وانتشار ثقافة العنف بين رجال الامن شرطة او جيش هو تكرار لما حدث بعد مقتل خالد سعيد...هناك من الغموض ما يكفي حول احداث الاحد الدامي مما يجعلنا لا نستطيع تحديد من المخطئ..ولكننا انطلاقا من فرضيات ثابتة نرفض استخدام ذلك العنف الغير مبرر-من الطرفين الي ان يثبت العكس وخاصة من رجل امن تجاه متظاهر سلمي متجاهلا بلطجي يسير بجواره مسلحا انطلاقا من فرضيات ثابتة لن تستطيع الحكم علي مدي نزاهة وحيادية لجنة تقصي الحقائق المنوط بها التحقيق في تلك الاحداث في ظل سلطة عسكرية سلطوية تجبر الجميع علي قول مايحلو لها...أكاد لا استطيع ان اتخيل ما الذي سوف يحدث لو اقرت تلك اللجنة بأن رصاصة البداية التي اشعلت الاحداث كانت من احد مجندي الشرطة العسكرية او الجيش

اكثر مايثير الاشمئزاز الان – ولا اقصد الاعلام الرسمي القذر القمئ الموجه المطبلاتي الغير محايد المتواطئ الارعن والذي تستطيع اضافة اي من الاوصاف اللائقة والتي قد اكون قد نسيتها – هو تلك النغمة الاقصائية ذات النبرة الطائفية العنصرية الشديدة والتي انفتحت فجأة من قمقمها وكانما اكتشف المسلمون و المسيحيون فجأة انهم يعيشون علي ارض واحدة بعد الثورة...يأتي قس متطرف ليتحدث فيرد عليه احد المسلمين باقذع الالفاظ والنعوت..ثم يتطور الامر لمشاحنات بين المسلمين والمسيحيين ومقارنات عدة لمساحات الاديرة والمساجد والكنائس ...مما يثير الضيق فعلا انه خلال الف واربعامئة وبضع وثلاثون عاما لم يتم خلالها قط التهجم او حرق كنائس الا بعد الثورة...تناسي الجميع كلمات الجميع عن التعقل واهمية نبذ التطرف والاجتماع في مركز الدائرة حيث يتفق الجميع واصبحت اللهجات الاقصائية اشد قسوة وخطورة اكثر من صراع ليبرالي اسلامي او يميني يساري . 

ولذلك كان لابد للسلفيين من ابراهيم عيسي لكي ينتقدوه..وعمرو حمزاوي كي يكفروه....ولليبراليين محمد الزغبي كي يتهموه بالتعصب..ومحمد حسان كي يتهموه بالكذب...ولابد للاقباط من فلوبايتر لاثارة الفتنة وزكريا بطرس لاثارة قضية الاقلية ... وللطائفية من مسلمين واقباط كي يزيدوها تأججا ...ولابد للاعلام من احمق يصدقه ورئيس يعظمه وسفيه يدير وزارته.. ولابد للمطابع من رقيب عسكري والنشطاء من قانون طوارئ ...لابد من الصراع والصراع والمزيد من الصراع..والمزيد من الفرقة والفتنة وخلق العداوات وخلط الاوراق...والغموض والمزيد من الغموض..وتجاهل دعوات الترابط والتلاحم كي لا تتحول مصر في يوم من الايام الي لبنان جديد تنتشر فيها لجان الهوية فيقتل الرجل امامك فتظل تدعو الله ان يكون من ديانة غير ديانتكولابد للشعب من حكومة تحكمه وللحكومة من شعب تشكمه..لأن ضل حكومة ولا ضل عسكر...والعسكر بده يسيطر.. وربما قد حان الوقت الان بعد ان توقف الحدث الجلل و هدئت النفوس و ذهبت السكرة وجائت الفكرة ان نحلل ما حدث في مباراة الزمالك وانبي...تلك المباراة الهامة التي اثبتت وجودها في ساحة الاحداث في مصر والتي اثبتت أن حكومتنا الفتية..ذات الطلة البهية والطلعة الهنية...فلا عجب من يعيد المقال نفسه فالتاريخ يعيد نفسه حين لا يجدحمقي كي يستمعوا اليه في المرة الاولي

وفي النهاية لابد وان استعير تلك الكلمات التي قالها محمد فتحي التي تلخص كل شئ

"قد أعذرك فى جهلك لكنى لن أعذرك فى عنصريتك، خصوصا وأنت تقول إن الأقباط الذين قتلوا فى ماسبيرو يستاهلوا، لأنك تعرف أكثر منى أن أقباطنا مسالمون، وأن أى شىء فعلوه وأمسكته أنت عليهم وكأنك جبت الديب من ديله هو رد فعل لما تتغافل أنت عنه بمزاجك لمجرد أنك تكرههم، ولتعترف بأنك تكرههم، فالذى يوافق على دهس الناس بمدرعة وقتل 24 شخصا لأنهم اصطدموا مع الجيش هو فعلا شخص كريه يكره كل الناس. ستقول إنهم ...ضربوا الجيش وإنك شاهدت الفيديوهات،وسأرد: وماذا عن الفيديوهات الأخرى التى تؤكد أن القوات تعاملت بغباء، وبدأت فى الاعتداء. وماذا عن السفلة والمرتزقة والجهلة الذين خرجوا لإيقاف مسيرتهم (السلمية) بأى ثمن وضربوا عليهم نارا و«مولوتوف» وأحجارا؟ستقول إن الأقباط اندس بينهم متطرفون وإنهم سمحوا بذلك، فلأسألك: إذن وماذا عن المتطرفين الذين شجعتهم أنت باسم الدفاع عن دينك؟لماذا تكرههم إلى هذا الحد ورسولك لم يكره أحدا منهم قط؟لماذا تكرههم وربك قال إنهم الأقرب مودة؟ وحتى الكافر منهم سيحاسبه الله عز وجل، فلا تحشر نفسك بين عبد وربه وخلى عندك دم. أى هراء هذا الذى يسكن دماغك يا رجل ورسولك الكريم وقف احتراما لجنازة يهودى قائلا: «أليست نفسا؟»،بينما أنت تقول أحسن وتلوم المقتول بدلا من أن تطالب بمحاسبة القاتل. إخص."

فلتستقيموا ايها السادة...استقيموا استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله

فلقد برئت من المجاملة


ضقت ذرعا بمحاولات الحيادية والكلام المعسول المغلف باكثر من معن فقد أعطي هذا الحق للعديدين في التنصل والتحذلق والفلسفة وتحميل المواقف والأمور بأكثر من معناها وتأويلها بغير مرادها حتي تاهت الحقائق وذهبت الرؤي وفقدت الثورة زخمها والمليونيات تأثيرها واصبح الوضع اشبه بغمغمات غير مفهومة لحشد يتكلم دون ان يستطيع احد تمييز مايقول .ولهذا – وللجميع حق النقد والمعارضة والنقاش والخلاف والسباب والضرب – فانني افرد بعض سطور لا مجال فيها لكلام معسول متحذلق مفلسف 
بل هو اقرب لصفعة الافاقة الشهيرة في حالات الانهيار العصبي او الصدمات الكهربائية لثورة علي وشك الموت اكلينيكيا.

رسالتي الأولي للاخوان المسلمين ..قلتها واقولها مرارا ما يمارسه مكتب الارشاد اكثر فقرات السيرك السياسي ترفيها علي الساحة...محاولات الميوعة وامساك العصا من المنتصف فاشلة تماما في وسط صارم حازم لا يقبل بأنصاف الحلول...وبالطبع فآخر تلك الفقرات كانت موافقة حزب الحرية والعدالة علي ميثاق الشرف الوهمي في اجتماع الاحزاب الاخير..والاخوان تتحفظ..مثلها مثل سائر الاحزاب التي تنصلت من توقيع مندوبها ... الترامادول لن يجدي نفعا ايها السادة فلم يكن احدكم مغيبا حين فوض من يتحدث باسمه..وقاعدة اعمل نفسك ثوري تثبت فشلها اليوم بعد الاخر...وهي التي تتلخص في جس نبض الراي العام..ولا بأس بعدها من القاء بعض الجثث للكلابلا استطيع انكار دور شباب الاخوان في الثورة...ومواقفهم النبيلة اليوم بعد الاخر يثبت اتساع الهوة بين الاخوان المسلمين والثورة نفسها..لولا بقية من ولاء لتبرأ شباب الاخوان من تلك المواقف الهزيلة –وقد حدث هذا فعلا واثبت منهم حضورا قويا في مليونيات قرر مكتب الارشاد عدم الخوض فيها لانهم لا يضمنون لها نجاحا-الاسراع في انتخابات برلمانية وتلك الضمانة الزائفة بقوة الشارع واغلبية البرلمان لن تفيد اذا ما زادت الهوة اكثر واكثر ووجد الاخوان انفسهم في حالة تضحية دائمة بالثورة للمجلس العسكري لضمان سرعة اجراء الانتخابات..فالبرلمان..فالدستور..الخالخ

اما عن رسالتي الثانية فهي لليبراليين الذي لم يكلف احدهم خاطره بالقيام بخطوة واحدة لتوعية الشارع..اجتماعاتهم معقمة نقية في قاعات مؤتمرات فنادق ضخمة...هؤلاء الذي لم يحترم منهم راي الاغلبية في الاستفتاء الهلامي الذي قام به المجلس العسكري والذي كان القشة التي قصمت ظهر بعير الثورة والتي فرقت الجميع عن ايقونة الثورة من الاساس..قواعد اللعبة معروفة ايها السادة فلا داعي للمحايلة والغش وادعاء العلم وتلك النظرة الفوقية للطبقة البسيطة التي لا تحمل دكتوراة في العلوم السياسية والتي عمرها السياسي لا يزيد عن تسعة شهور هي عمر الثورة.

رسالتي الثالثة للحكومة المؤقتة المغيبة الغائبة فاقدة الصلاحيات وربما الاهلية لادارة الازمة المصرية والمرحلة الانتقالية الحالية...دوركم ايها السادة ادارة المرحلة الانتقالية لما يريد شعب قام لتوه بثورة واصبح يتسول مطالبها لا لما يريد فلول واتباع النظام السابق..وهذا يذكرني اكثر ما يذكرني بمشهد الديكتاتور العبقري للفنان الاكثر عبقرية"محمد صبحي"في مسرحية تخاريف حين قرر تطبيق الاشتراكية فقامت الراسماليون بثورة لعدم تطبيق الاشتراكية فطبق الراسمالية فثار الاشتراكيون رافضين الرأسمالية...هناك مطالب محددة توفقية بالاجماع الشعبي..حين تطالب بتطبيق الحد الادني والاقصي للأجور لا تتحدث عن بدء دراسة تطبيق الحد الأدني ..قصة الحاخام والخنزير الشهيرة...حين تطالب بتطبيق قانون الغدر والعزل السياسي فلا تضع العراقيل لضمان استحالة التطبيق..دوركم ليس في توفير الطعام الغير موجود ولا البنزين الذي يتم اخفاؤه او تهريبه..انتم من سميتم يوما بحكومة الثورة وقد اضعتم بالفعل هذا الشرف.

رسالتي الرابعة للدعوة السلفية وانصارها واتباعها ومريديها...تذكرة بسيطة لمن نسي منكم ان تواجد السلفيين في الميدان كان شخصيا وليس باسم الدعوة السلفية اوغيرها مثلهم كمثل كل من قام بالثورة..في الوقت الذي ظل شيوخ السلفية يخرجون بالفتوي تلو الاخري بحرمانية الخروج عن الحاكم وان المظاهرات فتنة..لا داعي الان للقول بانه لولا وجود تيارات الاسلام السياسي في الميدان لفشلت الثورة..هذا كذب وافتراء صريح...لا تستطيع انكار ان بعض شيوخ السلفية تواجد في الميدان بالفعل وحث الجميع –اسلاميين وغير اسلاميين-علي التواجد والجهاد ضد حاكم ظالم ولكني اتحدث عمن ملات صورهم وتصاريحهم الاعلام والصحف والانترنت.ليس منا من يرفض تطبيق الشريعة ولكن الجميع يختلف في مسمي الدولة الدينية التي قال عنها احدهم ان الديمقراطية بها حرام وان الحاكم يحكم حتي مماته وانه لا وجود لاحزاب معارضة...هذا وان افقد الجميع مضمون حقوق المواطنة والعدالة فهو يفقده اكثر شعور اكثر اهمية...وهو الخوف من الاسلام..واعود واقولها ان من يتكلم وان اساء لنفسه فهو يسئ للاسلام اكثر...واتذكر هاهنا مقولة حازم صلاح ابو اسماعيل حين قال لا تستمعوا لكلام شيوخ السلفية في السياسة .

رسالتي الخامسة لكل من عمل يوما في وزارة الداخلية ضابطا او جنديا او حتي اداريا...الا القليل الشرفاء منهم بالطبع...كل من قام يوما باستغلال منصبه ..كل من قام بتعذيب مواطن لا لشئ الا لاشباع رغبة سادية..كل من اطلق رصاصة ..كل من جعل طفلا يتيما لن يري والده ولا اب انفطر ابنه علي ولده ولا ام مكلومة مازالت تحمل حتي الان الرصاصة التي استخرجها الطب الشرعي من جسد ولدها..اقولها دون شفقة ..انت تستحق ماهو اكثر...تستحق موتا بطيئا معذبا قاسيا واعدا جائرا...تطهير الداخلية ليس حلا لأن البذرة الفاسدة لن يستخرج منها اطايب الطعام بل الحل حرقها في ميدان عام وتركها تتعذب حتي تتفحم...وهذا اقل ما يجب للقصاص.

رسالتي الاخيرة للمجلس العسكري...دوره الغامض في حماية الثورة ينكشف يوما بعد الاخر..هناك العديد من الشواهد التي تؤكد عدم مناصرته للثورة من الاساس منذ بدايتها بل هو اقرب للتضحية برأس النظام للحفاظ علي النظام نفسه...ليس اول تلك الشواهد ولا اخرها الطائرات المقاتلة التي جابت سماء التحرير والمحافظات المختلفة علي ارتفاعات منخفضة والتي لا تفسير لها سوي اثارة رعب الثوار...وليس اولها ولا اخرها الحيادية التامة اثناء حرق المنشات او حتي دخول الجمال بجوار مدرعات الجيش بل وفتح الطريق لها...السياسات المتخبطة التي تحاول ارضاء جميع الاطراف والتي تروج لمخاوف المجاعة وعجلة الانتاج... من يبحث عن الف قرينة لادانة المجلس العسكري فسوف يجد...ومن يبحث عن الف قرينة لاثبات ولائه للثورة فسوف يجد..وهذا يدل علي انه في بعض الاحيان ما يكون التلميذ امهر و"اشطر"من استاذه

التاريخ يكتب الان ايها السادة..تسود صفحاته بمن قال وفعل ومن قال ولم يفعل ومن لم يقل ولم يفعل...كلنا الان نختار مكاننا في كتب التاريخ ولنتذكر ان من استطاع تزوير التاريخ ثلاثون عاما في قفص الاتهام الان ..وان التاريخ رقيب حازم صارم اشيب الشعر ملأت التجاعيد وجهه وزادته خبرة تجعله اليوم تلو الاخر لا يسمح بالغش ولا بالتدليس ولا بالمراوغة.

جيفارا مات ايها السادة...وللحديث بقية ان شاء الرحمن..وحتي حينها.. فلتستقيموا..استقيموا..يرحمنا ويرحمكم الله.


Monday, October 03, 2011

المربع رقم 1

من قرا قصة الحاخام و الخنزير يعرف ما اتكلم عنه...يهودي ذهب للحاخام يشتكي له ان بيته ضيق كريه الرائحة فطلب منه الحاخام يوم ليحل مشكلته...في اليوم التالي جاءه الحاخام بخنزير ضخم كريه الرائحة وأمره ان يضعه معه في البيت ..ولم يملك اليهودي ان يرفض رغم دهشته وهكذا عاد الي المنزل بالخنزير..مرت تلك الايام والليالي والرجل يتعذب..البيت صار اضيق...قذارة الخنزير في كل مكان والرائحة لا تطاق...حتي اذا مر الشهر هرع الرجل الي الحاخام يتوسل اليه ان يأخذ الخنزير..جاءه الحاخام واخد الخنزير في
اليوم التالي وقال لليهودي:الان ستجد كم ان حياتك رائعة...البيت صار واسعا طيب الرائحة...الان ستري كم ان حياتك سعيدة!

وهو ما يفعله المجلس العسكري الان...يطالبون بقانون العزل السياسي اعطهم وعدا بدراسة الغاء قانون الطوارئ..يطالبون بتسليم السلطة اعطهم وعدا بالغاء المحاكمات العسكرية...ضع دائما موادا محل مطمع كي لا يثار حول مواد اخري الاقاويل ودعهم يطالبون بتعديلها...قبل ان يتكلم خصمك عن اللكمة التي وجهتها له في فكه وجه له ركلة في ساقه وقبل ان يشكو من ركلة ساقه فلتصفعه علي وجهه..وهكذا تظل القوي السياسية في حالة سخط وطمع دائم وامل زائف الي السلطة ...ما الذي حدث اليوم ؟ببساطة...مجموعة من الرجال المتانقين ذوي البزات الرسمية والعسكرية تناولوا الشاي مع الكثير من الضحكات والمناقشات الجادة التي انتهت في النهاية بوثيقة عبثية غير ملزمة وانما هي "ميثاق شرف"...شرف؟؟؟

لم اقرا في كل ما قرات عن دول تدار بمواثيق شرف او "قعدات عرب"..كما انني تعلمت ان العقد ملزم بين طرفي المتعاقدين...لم ار في الواقع سوي امضاءات ممثلي احزاب كرتونية تلهث الي السلطة بينما لم يظهر اسم ممثل المجلس العسكري سوي في التلفاز والصحف وصفحات الانترنت...

دون مواربة...وانكاء لجرح لابد منه...وبالخط المستقيم الذي هو اقرب مسافة بين نقطتين...فاننا نجد ان المجلس العسكري يتخبط بين نظام فاسد كان احد اجزائه وربما اركانه يوما ما..وبين ثورة تطالب دوما بالمزيد...وهو لن يعترف يوما بالثورة ولا مطالب الثورة كما تقول دوما بياناته...هو فقط يعيد انتاج نظام يعلم جيدا انه لن يأتي ذلك اليوم الذي سوف يحاسب اعضاءه فيه ...لابد لنا وان نذكر ان موقعة الجمل كانت محطة فارقة في الثورة المصرية ولابد لنا وان نتذكر ايضا انه وقف منها موقف المتفرج..بل وساعد بعض الجمال علي المرور بجوار المدرعات كما كشفت العديد من مقاطع الفيديو...يجب ان نتذكر التعارض بل والتناقض الشديد بين شهادة المشير طنطاوي وتصريح سامي عنان في الجريدة الكويتية الذي كان نصه"رفضنا اوامر رئاسية بسحق المتظاهرين ومحو ميدان التحرير!!"

والان واحقاقا لجميع الحقوق فان المجلس العسكري كسلطة سياسية تدير البلاد اشبه بسائق ارعن يقود حافلة مسرعة في نفق مظلم...وما يفعله من اجراءات ومحاكمات ومعارضات ماهو الا زيادة لسرعة الحافلة لتخرج من ذلك النفق المظلم دون اي احتمال بارتطامها او انقلابها...لن نظل نحوم وندور في بوتقة مبارك والاعلام المضلل الذي عارض وهاجم وزرائه ووضعه في مرتبه اشبه بالالهه ..نفس المرتبة التي يضعها الان للمجلس العسكري.

ما وجه الصعوبة في الغاء قانون الطوارئ؟ذلك القانون الذي لا اراه مفعلا الا علي النشطاء واصحاب الرأي...واذا حدثتني عن ذلك العدد المهول الذي يتم القبض عليه يوميا من البلطجية بسبب تفعيل قانون الطوارئ..فسوف اذكرك فورا بفيلم "الجزيرة" وتلك الصفقة بين تاجر المخدرات"احمد السقا"والضابط"خالد الصاوي"الخاصة بالضبطيات والاسلحة والمسجلين!!...ما وجه الصعوبة في تفعيل قانون الغدر..تفعيل قانون العزل السياسي...ما وجه الصعوبة في اصدار قوانين تجعل من الانتخابات البرلمانية القادمة والتي هي اساس لمصر بعد الثورة اكثر شفافية وطهرا وعدلا؟؟

اما عن الاحزاب الموقعة للوثيقة فقد تبرأ منها حتي اعضاءها...سامح عاشور رئيس الحزب الناصري تبرأ تماما من امضاء ممثل الحزب قائلا انه لا يمثل الا نفسه...معظم اعضاء حزب العدل اتفقوا بالاجماع علي معارضة ماجاء بها..لا ادري كلما تذكرت تلك الاحزاب الطامعة لسلطة واغلبية برلمان مصر القادم تذكرت
ذلك المقطع من رواية العبقري راي برادبوري 451 فهرنهايت
  ذات مرة كان صبيا وقد جلس علي كثيب رملي اصفر يملأ بالرمال غربالا لأن ابن عما قاسيا قال له لو ملأت هذا الغربال بالرمال فسوف اعطيك قرشا..وكذا قضي الوقت يملأ الغربال ..ويملأ الغربال.. لكن الرمال كانت تتسرب من الاسفل بلا توقف... يداه منهكتان..والرمال حارقة..والدموع تسيل علي خديه وقد خطر له انه لو أسرع فلربما استطاع ان يملأ الغربال

المجلس يعد الجميع بالقرش اذا ما ملا الغربال بالرمال..والجميع يجاهدون ويقاتلون للحصول علي ذلك القرش..وما سوف ينتج عن تلك العلاقة الغير الشرعية الاثمة هو ابن مشوه لبلد بلا دستور  ولا سلطة منتخبة حقيقية ونظام عفن خرب يعود اكثر شراسة من ذي قبل!!

الثورة تعود للمربع رقم 1 ايها السادة...الشارع...كما قلنا ونقولها مرارا الثورة لها مطالبها التي لا تحيد ولا تجدي معها انصاف الحلول..الثورة تدير ولا تدار..تقوم ولا تقاد..الثورة هي من تمد الشرعية وليس رئيسا مخلوعا وضعه نظامه في مرتبة الاله..ومازالت حتي هذه اللحظة كتب الطلبة في المدارس والقري تحمل اسمه وانجازاته ..

من ضاعت لافتاته القديمة فليبحث جيدا عن تلك اللافتة التي كتبت يوما بدم ثمنمائة وثلاثون شهيدا...فلينقب بين اكوام الاتربة التي غطت ذاكرته...فليبحث عند جار كان يوما زميلا في لجنة شعبية يدافع عن بلاد افترسها من يمنحها الامان...فليفتش في ضمير اعلام يخرسه مقص الرقيب الان او ليبنش بين  اكوام الورق المفروم في مكاتب امن الدولة التي دفنت اسرارا واسماء ومتهمين بقضية اغتيال شعب باكمله...او ليسأل احد الصحفيين الذي تم فرم جريدته قبل صدورها او ذلك الاعلامي الذي تم تهديده او تلك الضحية التي تم تعذيبها او ذلك الطفل المهدد بين احضان امه لان بطاقة دفتر مدرسته تحمل اسمه بجوار اسم والده سيد بلال....فلينقب وينقب وينقب فالحل في تلك الكلمات الاربع والتي لا تزال حتي الان مطلب الثورة الرئيسي الذي لم
يتحقق
الشعب يريد اسقاط النظام
فلتستقيموا ايها السادة..استقيموا..استقيموا..يرحمنا ويرحمكم الله