وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Thursday, April 19, 2007

لحظـــات

حين يغفل ذلك الزمن المهيب
ذلك الوقور الاشيب الصارم
عن لحظات
تشعر بها انك عاجز عن الكلام
تشعر بتلك الخفقة الزائدة بين ضلوعك
ترتسم علي وجهك ابتسامة مراوغة
ويشرد عقلك بعيدا

تقف في منتصف تلك القاعة حيث يلفك الظلام
تري سعادته في عينيها
تبتسم حين تراه يراقصها هو الذي لم يراقص احدا قبلها
تتدافع الذكريات في عقلك
ذكريات سهركما الطويل علي شاطئ البحر
والرحلة الطويلة للبحث عن عمل
وقيادته المتعثرة لسيارته العتيقة
تتذكر كم كانت صداقة رائعة تلك التي حظيت بها
وبالرغم من ابتعادكما الا ان نداء ايكما للاخر كان يكفي
تتذكر مزاحكما عن الفتيات
وبحثكما الطويل عن ذلك الحب الذي يستحق
وتلك الفتاة التي تستحق
تتذكر وتتذكر وتتذكر
تراه يهمس في اذنيها بكلمات تعلم جيدا انه لم يقلها لسواها
وتنتهي الرقصة
وتضاء الانوار
تسير بخطوات هادئة
يراك فيضحك
تحتضنه في قوة
تتضارب في عينيه ذلك المزيج من المشاعر الذي في عينيك
مبارك يا صديق العمر



حين تعانق يد حبيبتك
في ذلك الطريق المحاط بالاشجار
ازهار يانعه عزفت الوانها تلك الموسيقا المرحة
فتبدو وكأنها تفتحت من اجلكما
تداعبكما نسمات الصباح الباكر النديه البارده
اشعة الشمس الطفلة تتساقط كشلال ذهبي
تبتسم لمرآكما
كما يبتسم ذاك العجوز الجالس يحتضن جيتاره
تقتربا منه فيبدأ بالعزف
تتسابق اصابعه علي اوتار الجيتار
تبتسم حين تري في عينيها تلك النظرة الغير مصدقة
تتحرك بخطوات بطيئة علي انغام الموسيقا
تتورد وجنتاها خجلا
تجد نفسك وقد همت بملامحها الساحره
وبخطواتها المتعثرة
تشعر بأنكما وقد خلا العالم
في تلك اللحظة الابدية التي لا تنتهي
حبا لايوصف بكلمات
امانا لا تعد بعده الدنيا مثلما كانت
تنظر في عينيها اذ تتضارب بها ذات المشاعر التي تتضارب في عينيك
كيف ضاع مني كل هذا العمر دون ان اراك؟
كيف خلا اصبعي من خاتمك ؟
كيف نبض قلبي طوال تلك الفترة التي كنت فيها بعيدا؟
تتسارع الموسيقا
تتسارع خطواتكما
تتسارع خفقات قلبيكما
وتتعالي الضحكات

حين يتحول قلقك العارم الي ابتسامة مبللة بالدموع
حين تسمع صرخة ذلك القادم الجديد
حين تري الضحكات في شفاه من حولك
الفرحة في عيون ابيك
دمع السعادة في عيون امك
تهرع ملهوفا الي تلك الحجرة المغلقة
تنظر بعيون متسائلة لتلك الفتاة ذات الرداء الابيض
ترتسم علي شفتيها ابتسامة مشفقة
وحين تفتح الباب
تراها
ملاكا رقيقا منهكا شاحبا
تهرع لتحتضن ايديهامطمئنا
تبتسم
ترفع يديها المجهدتين لتريك ذلك الطفل الذي يشبهك تمام الشبه
تجد ذلك المزيج من المشاعر يتضارب في عينيها
وبين بكائك تحفر ضحكة طريقها بين ملامحك
حين تهمس في اذنك
هل يكفي حب الدنيا كي احبك مرتين؟




Friday, April 06, 2007

ذلك الطفل



طفلا شقيا تعبث هذا انت
تجلس علي حافة تلك البحيرة الهادئة

تطل من عينيك نظرة عابثة اذ تري سكون مياهها
صمت امواجها
تلتقط حجرا صغيرا لتلقيه بين جنباتها
تراقب الدوامات الصغيرة التي تتسع
وتتسع
وتتسع
كأنها تتسابق الواحدة تلو الاخري للوصول الي الشاطئ
تضحك في مرح حين تموت الدوامات لاهثة تحت اقدامك
فتلتقط حجرا جديدا
وتلقيه محدثة ذات الدوامات التي
تتسع
وتتسع
*************************
طفلا احمق
يعلم عواقب مايفعل
وبالرغم من ذلك
يجذب ذيل القط النائم
يركل عش الدبابير
يعدو بين السيارات المتسارعة ويضحك
يفكر ان العمر كله امامه لاصلاح اخطائه
او انه يستحق معاملة افضل
ربما لانه طفل
وربما لانه
احمق
*************************
طفلا صغيرا
غريرا
ينظر مذعورا
خائفا من وحش خلف باب الخزانة المغلق
يدوي ذاك الصوت من حوله
لا تخف
واجه ما تخاف
فيزيده الصوت خوفا
الان وقد اضحي طفلا..كبيرا
وجد ان في حياته الف باب
وخلف كل باب
يكمن الف وحش
ومازال الصوت يزيده خوفا
**************************
اهداء الي ذلك الطفل بداخلي الذي لم ينضج بعد