دعنا نعترف دون تعصب ان ما حدث من زياد العليمي هي سقطة سياسية كبري وخطأ يصعب ان تغفره وتبتلعه حتي وان شربت معه
الكثير من الصودا.
زياد العليمي نائبا بمجلس الشعب..وهو ايضا ايقونة من ايقونات الثورة المصرية..شاب اتي من الميدان اجتاز بنجاح مطب الانتخابات البرلمانية العصيبة..متحدث جرئ بشهادة من تابعه في جلسات البرلمان التي تتسم في الاغلب بالميوعة والخطابات المرسلة..يخوض معركته البرلمانية الخاصة بين تيار ثوري انتمي اليه وتيار اصلاحي يريد ابادة التيار الثوري واقتناص الحق في شرعية هي له طبقا لقواعد صناديق الانتخاب وليس لقواعد ]ديمقراطية تقول ان الشرعية الممثلة في اغلبية البرلمان ربما تتوافق او لا تتوافق مع شرعية القوة التصويتية التي تتغير من دورة لأخري ولهذا لها الشرعية الحقة.
ولهذا وكما نستطيع ان نقول ان لكل مقام مقال..ولكل من تلبس زيا هو الاولي ان يحترمه ..وكما نعيب دوما علي رجل الدين الذي يخطئ متسمتا بالسمت الديني..وعلي رجل الشرطة الذي يقوم بانتهاكات دون مراعاة لاحترام زيه الرسمي..ولان ثقافة التعميم في مصر هي الشائعة فمن اخطا من رجال الدين فكلهم يتاجر بالدين..ومن انتهك مرتديا زي رسميا فكلهم لا يقيمون وزنا لحقوق المواطن..فكان الاجدر ان يضع في اعتباره انه نائبا عما اختاره..ورمزا للشباب الثوري داخل الميدان..وبالتالي الا تناله وتنال من يمثله ثقافة التعميم.
أخطأ زياد العليمي بسب المشير في مؤتمر جماهيري...قالها لفظا صريحا وليس ايحاءا متسترا في مثل شعبي وبالتالي اعطي لمعارضيه الفرصة كي يعلق كل منهم له مشنقته الخاصة واعطي اعدائه الفرصة لمقاضاته واسكاته.
لكننا يجب ان نعترف دون اي تعصب ايضا ان ماحدث بعدها هي المهزلة الحقة...وربما الاجراء الاسرع حتي الان في مجلس الشعب ان يتم تحويله الي لجنة القيم...مع مراعاة ما حدث في اتهام صريح من مصطفي بكري لمحمد البرادعي بالعمالة دون اي اجراء سوي التصفيق والتحية فقد خاطب اغلبية المجلس بقناعاتهم واجج بداخلهم ايقونة الكراهية المتأججة من الاساس للبرادعي دون اي سبب..محمد البرادعي ينتمي مثل نجيب ساويرس وممدوح حمزة ومحمد ابو حامد الي باقة كراهية مكتملة لم اجد لها سببا منطقيا الي الان...سياسة الكيل بمكيالين البغيضة التي تحيل نائبا ولا تحيل اخر للجنة القيم لنفس الاسباب هي ما اثارت عاصفة من الاستياء في الرأي العام..ناهيك عن توفيق عكاشة الذي اتهم اعضاء من المجلس الاستشاري ومن مجلس الشعب بالجاسوسية متمسكا بطن من الادلة التي يمتلكها وحده دون غيره والذي لا يعلم احد لماذا لا يقدمها الي الجهات المسئولة فيريح ويستريح ويعطي مصداقية اكثر من مصداقية الشاب المراهق من الارياف الذي يدرس في العاصمة و يعود الي قريته محملا بقصص في الاغلب عن النساء والعفاريت فيجلس وتتسع العيون انبهارا بحديثه الهزيل الذي لو قيل في جلسة اخري لاثار امتعاض العديدين.
تلك السياسة التي دفعت العديدين الي الدفاع عن العليمي رغم خطئه..ذلك الاحساس بعبثية القانون الذي يحاسب من اراد ويتجاهل من اراد هي المفتاح ..وذلك الاحساس الذي اصبح لدي العديدين بأن المجلس العسكري اصبح تابو مقدس لا يمس..واصبحت شائعاته المرسلة عن حرق وتخريب وتقسيم مصر هي الكتالوج المعتمد والرئيسي لتفسير كل ما يحدث.
اخطأ زياد العليمي خطا قد لا يغفره العديدين ووضع كل من انتمي للثورة وله في ذلك الفخ البغيض..ان يلعب دور محامي الشيطان فيدافع عنه رغم خطئه لأن عين القانون مازالت قاصرة..ومكيال العدالة مازال منقوصا...والثورة المضادة تعيش الان اقوي حالاتها وتنتشي بانتصاراتها المتعددة..نواب الاغلبية لما يزيد عن الخمسين نائب قد قدموا مذكرة لرئيس المجلس بسبب تلك الواقعة وهو ما يعد موقفا غير حميد علي الاطلاق ويشي برغبتهم في كسر من عارضهم وعارض المجلس العسكري وقال كلمة حق –وضعت في غير صيغتها المحمودة– في وجه سلطان جائر ويعيد للاذهان نظرية الضحية التي تتحول دائما لجلاد متي منحها احدهم سوطا.
فليسقط حكم العسكر ايها السادة..ليسقط حكم العسكر الي الابد...وليسقط كل من والاه ودافع عنه وايده...وليسقط كل من دافع عن باطل ورضي بانصاف الحلول..وليسقط كل من باع امل شعب مصر في التغيير والعدالة الحقة...فليسقط كل من اجج جحيم الكراهية والفرقة والخلاف..ليسقط قانون سكسونيا والكيل بمكيالين الي الابد..فمن رأي ان حق الشهداء قد عاد وان العدالة الاجتماعية قد تحققت وان النظام البائد لا يعود بعنفوانه وقمعه وظلمه فليعلق لزياد العليمي المشنقة علي ما ماقاله في حق رجل يرأس فترة انتقالية مات فيها اكثر من ثمانمائه شاب دون قصاص ولا عدالة حقه وتعددت تحت رئاسته الازمات الاجتماعية والاقتصادية والفتن الطائفية دون حلول ناجزة وفي ظل فشل مريع ذريع.
استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله
No comments:
Post a Comment