وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Monday, May 30, 2011

دون


Thursday, May 26, 2011

عن شفرة اوكام..وتجارب بافلوف والسيرك السياسي

في البداية لابد لنا من ان نتفق اننا لم نتحمل ما تحملناه منذ عقود من امتهان وخوف مرورا بما حدث ابان ثورة يناير من انفلات امني لكي يحل جهاز الامن الوطني محل امن الدولة ويمرح القتلة والفاسدين في ارجاء المعمورة واختيارا مريرا بين الخبز والحرية ومحاكمات اقرب للفانتازيا والهزل ومابين رئيس مخلوع تخضبت يده بدماء مايقرب من ثمانمائة شاب في مقتبل العمر وفقاعات اختبار والعاب نفسية وسياسية اقرب لممارسات مدرسات الحضانة لمجموعة من الاطفال..انتهاءا بالقبض علي نشطاء كان جل جرمهم حقهم الطبيعي في ممارسة الديمقراطية التي غابت طويلا عنهم حتي بات كل منهم متعطش لان يرفع صوته ويتنفس صعداءالحرية بكل ما أوتي من قوة

إن لم نستطع أن ننهي خلافاتنا الآن ، فيمكننا على الأقل المساعدة على أن يكون العالم مكاناً آمناً للاختلاف. 
جون كنيدي
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكي


من يذكر تجارب بافلوف يري ان هناك من يراهن علي الانعكاس الشرطي الاولي لغالبية الشعب المصري...بافلوف حبس الكلاب في اقفاصها وعرضها للتعذيب بعد سماع صوت الجرس...بعد فترة اصبحت الكلاب تعوي وتنشب مخالبها في اقفاصها حين تسمع صوت الجرس دون تعذيب...اصبح صوت الجرس رابط ذهني للالام التي تشعر بها من جراء التعذيب...الان وبعد مرور مايقارب مائة يوم علي خلع الرئيس ومايقرب من مائة وعشرين يوما علي الانفلات الامني...اصبح الشعب في حالة رعب شديد  من التظاهرات التي قد تؤدي لنشر البلطجية وترويع الامنين من جديد...تكفي كلمة مليونية او تظاهرة غضب حتي يتذكر الجميع ما لاقوه من لجان امنيه وافتقاد للامن والامان...اصبح هناك من يراهن علي ذلك الخيط الواه..الحرية او الامن...فقط لتصمت كي يحل الامن وتستطيع ان تنام امنا مطنمئنا...فقط لتصمت كي لا يدق الجرس من جديد!!! 
 

والان تأتي مرحلة خلط الاوراق بطريقة ممنهجة شديدة الترتيب...بدايات الثورة لاقت هجوما عنيفا واتهامات بالعمالة والرشوة والانفلات الاخلاقي...ولا مانع من بعض التسفيه والتشويه ..ثم مرحلة الترهيب من الانهيار الاقتصادي الذي اصاب مصر وكانها من الدول العشرين الاقتصادية الكبري..ولا بأس من بعض فتاوي الازهر بتحريم التظاهر وحرمانية الخروج عن الحاكم ..ولا مانع من بعض الماسونية والمؤامرات الموسادية...تنجح الثورة فتنادي الاصوات بضرورة تكريم شهداء الثورة واحترام عقلية ومطالب الشباب المثقف الواعي الذي قام بما لم يستطع به الاوائل...بعدها تطالب الاصوات بأن يكون الثائر ثائر حقا..يهدم الفساد ثم يبني الامجاد...ويقول الشعب نعم للدين وللمجلس العسكري ولا للمجلس الرئاسي وتظهر العلمانية والليبرالية والشيوعية واليسارية والاشتراكية والحنجورية والفتن الطائفية وتنقسم الثورة بين المنتم واللا منتم ومن يريد الكعكة لا جزءا منها ومن يريدها اسلامية وعلمانية ومدنية...ثم ينادي من ينادي بتصحيح مسار الثورة فيتهم بالكفر والعلمانية والالحاد وطمس الهوية وخروج عن الديمقراطية ..ثم يقول من يقول بان الشعب يريد اسقاط المشير فيأتي من يقول بان الجيش هو الدعامة الاساسية للوطن بعدها تطالب الاصوات بأن يكون الثائر ثائر حقا..يهدم الفساد ثم يبني الامجاد... ثم ياتي من ينادي بحرمانية الخروج عن الحاكم !!

People should not be afraid of their governments...Governments should be afraid of their people
V for vendetta

لمن يهوي السفسطائية احدثه قليلا عن شفرة اوكام
Occam's razor
ببساطة هي البحث عن تفسير واحد بسيط للعديد من الاحداث وهي لفظة تستخدم اكثر ما تستخدم في المجالات الطبية...ان تجد شخصا يعاني من التهاب الحلق وارتفاع درجة الحرارة واحتقان الانف...التفسير الاصعب ان يعاني الشخص من ثلاثة اعراض مختلفة بينما تطبيقا لشفرة اوكام نجد ان الانفلونزا هي ما تربط تلك الاعراض بعضها ببعض...الا تجد شرطيا في الشارع فلا يقترب احد من الكنائس ويساعد القبطي المسلم علي الوضوء في التحرير...ان يتم حل جهاز امن الدولة فلا تسمع عن كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين...ثم يتم استبداله بجهاز الامن الوطني فتزداد الوقفات المطالبه باسترجاع المسلمات من الاديرة وتحترق الكنائس وتحترق شوارع امبابة بنيران مايشبه حرب اهليه بقي ان تنتشر في مصر لجان الهوية التي انتشرت في لبنان ابان الحرب الاهلية...ويعتصم الاقباط للمطالبة بحماية دولية فيتم الهجوم عليهم بالمولوتوف والرصاص الحي ...الحق يقال ان ظاهرة شفرة اوكام يتم تطبيقها في مصر بطريقة مثالية 


لماذا قمنا بالثورة...انا لا اعلم لماذا قمنا بالثورة ...بالتأكيد كي لا يتم علاج الرئيس المخلوع علي نفقة الدولة..وان تتدهور نفسيته فيطلب له الجميع الرحمة غير عابئين بمئات الاباء الذين فقدوا ابناءهم ..لم نقم بالثورة كي يتم بيعها لمن يدفع اكثر وان تزداد المطالبات بأن هاتو فلوسنا واحنا مسامحين...لم نقم بالثورة كي يتم ابتزازنا مرارا وتكرارا من بعض القتلة ذوي الزي الرسمي وان يتم استبدال الحزب الوطني بالاخوان المسلمين اصحاب اكثر الفقرات ترفيها في ذلك السيرك السياسي الذي نعيش به الان حتي اصبحت فقراتها مملة ومكررة ابتداءا من الاخوان لن تشارك في تظاهرات 25يناير مرورا بانه لولا الاخوان مانجحت الثورة ثم ان شباب الاخوان هم من دعي الي الثورة ثم تبعها معظم القوي السياسية ثم تصريح الاخوان لوزارة الداخلية بأن شباب الاخوان كانوا بشخصهم في التحرير بعيدا عن الجماعة وانهم كانوا في وقفة سلمية امام دار القضاء العالي انتهاءا بان الاخوان لن تشارك في مليونية الغضب يوم 27مايو

هناك نبأ عاجل قد وردني توا..الشعب المصري قام باعظم ثورة بيضاء في تاريخ العالم توقفت عند تنحي رئيس الجمهورية واستبدال نظامه ولم يتم بعد اسقاطه كليا...وان الثورة لاتنتهي الا بالتطهير الكامل..وان الثورة تختلف تماما عن الاصلاحات السياسية ومفاوضات الحوار الوطني ...وان للثورة مطالب محددة لا تنتهي الا بعد تحقيقها... والتي بالتأكيد لم يكن من بينها احالة المدنيين للمحاكمات العسكرية في الوقت الذي يحال فيه مجرمي النظام السابق لمحاكمات مدنية طويلة المدي 




Tuesday, May 03, 2011

تفاصيل صغيرة لا تسقط بالتقادم 3

تلك الايام القلقة المترقبة التي مرت في عامي الاخير في الجامعة...والقلق الشديد من الرسوب الذي ينتاب عادة طلبة البكالريوس....كنت اذهب للجامعة صباحا لأعود الي ذلك الكورس في منزلي ظهرا...اتناول الغذاء واشاهد احدي مسلسلات مصاصي الدماء حيث المؤامرات والاجندات المظلمة للسيطرة علي العالم..ثم اجلس لاستذكر حتي الثانية بعد منتصف الليل وغدا يوم اخر
ظل الامر علي هذا المنوال مايقارب العشرة ايام حتي انهار جهازي العصبي تماما...اتذكر ذلك اليوم بعد انتهاء الكورس في الخامسة مساءا حين تناولت غذائي واستلقيت اشاهد ذلك المسلسل فلم افق الا صباحا ...شاعرا بالدوار تقابلني ابتسامة امي ان صباح الخير ثم تقترح فنجان من القهوة ...وقتئذ لم اكن اتناول اي منبهات سوي كوب الشاي صباحا ولم اكن اطيق القهوة...لكني مع ذلك الدوار الذي شعرت به وافقت.
اتذكر ذلك الشعور بالافاقة والانتعاش..اتذكر ذلك التركيز النهم الذي شعرت به بعد تناول اول فنجان قهوة في حياتي حتي ادمنتها واصبت بارتفاع ضغط الدم ونصحني الطبيب بالا اتناول سوي كوبين من القهوة يوميا بعد ان كان العدد فلكيا
من يومها..اصبحت القهوة جزءا اساسيا ورئيسيا في حياتي..اتناولها صباحا حين استيقظ.....اشعر بانها شكلت بداخلي شيئا ما لا استطيع وصفه
من يومها..اصبح اليوم الجيد لا يبدا سوي مع كوب جيد من القهوة