وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Friday, December 30, 2011

ذاكرة الاسماك


ذكر جيدا ان حريق مجلس الشوري عام 2008 قد تم اطفاؤه بهليوكوبتر اطفاء تابعة للقوات المسلحة وان حرائق غابات الكرمل باسرائيل اكتوبر 2010 قد ساهمت الحكومة المصرية الموقرة في عهد المخلوع قد ساهمت في اطفائه طائرات اطفاء تابعة للقوات المسلحة المصرية كما اذكر جيدا ان ابعد نقطة اطفاء عن المجمع العلمي تبعد عنه بما يقرب بمائة متر ..اذكر جيدا وجود اربعة بنوك ومقر الجامعة الامريكية بالقرب من المجمع العلمي..فلماذا لم يقم المجلس العسكري بدوره الفعال في حماية المنشات وارسال طائرة اطفاء للسيطرة علي حريق المجمع العلمي؟؟لماذا لم يهاجم احد اي من البنوك او مقر الجامعة الامريكية؟؟لماذا لم يذكر الجميع شهادة امين عام المجمع العلمي ان ثوار مصر القوا بأنفسهم وسط النيران والمولوتوف الملقي عليهم من جنود القوات المسلحة اعلي المجمع العلمي  لانقاذ مايمكن انقاذه من وثائق وكتب نادرة ومخططات؟لماذا لم يذكر الجميع ان خراطيم المياه التي استخدمت لتفريق المتظاهرين من اعلي مجلس الشعب كان بامكانها السيطرة علي الحريق؟؟بل ولماذا لم تقم القوات المسلحة بزيادة الحراسة علي المجمع العلمي من الاساس ومنع الاقتراب منه؟لماذا لم يتذكر الجميع شهادة احد موظفي غرفة العمليات بحي بولاق بان الثوار هم من يساهمون في الاطفاء وان القوات الموجودة لا تحرك ساكنا؟
اذكر جيدا ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لا تقتلوا امرأة ولا طفلا ولا شيخا هرما وقال رفقا بالقوارير وان سبب غزوة بني قينقاع ما حدث لتلك المرأة المسلمة زوج أحد المسلمين الأنصار، التي كانت في السوق فقصدت أحد الصاغة اليهود لشراء حلي لها، وأثناء وجودها في محل ذلك الصائغ اليهودي، حاول بعض المستهترين من شباب اليهود رفع حجابها والحديث إليها، فامتنعت وأنهته. فقام صاحب المحل الصائغ اليهودي بربط طرف ثوبها وعقده إلى ظهرها، فلما وقفت ارتفع ثوبها وانكشف جسدها. فاخذ اليهود يضحكون منها ويتندرون عليها فصاحت تستنجد من يعينها عليهم. فتقدم رجل مسلم شهم رأى ما حدث لها، فهجم على اليهودي فقتله، ولما حاول منعهم عنها وإخراجها من بينهم تكاثر عليه اليهود وقتلوه فغضب النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)لما وقع من يهود بني قينقاع الذي يدل على خيانة والغدر ونقض العهد وخرج ومعه المسلمون لمعاقبتهم فحاصروهم 15 خمسة عشر ليلة حتى اضطرهم إلى الاستسلام والنزول على حكم رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الذي قضى بإخراجهم من ديارهم جزاء غدرهم وخيانتهم وكان ذلك في منتصف شوال من السنة الثانية للهجرة..كما اذكر جيدا ان المعتصم بالله قد ارسل رسالة قائل من المعتصم بالله الي كلب الروم اطلق سراح المرأة وان لم تفعل ارسلت لك بجيش اوله عندك واخره عندي بعد ان نقل له احدهم الاعتداء علي امرأة مسلمة واحتجازها وغزا الروم وفتح عمورية…اذكر جيدا
ماقال المصطفى -صلوات الله وسلامه عليه- :”لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم”
وعن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ( لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم )
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول:يارب قتلني حتى يدنيه من العرش).
ونظر ابن عمر رضى الله عنهما يوماً الى البيت او الى الكعبة فقال: ( ما اعظمك واعظم حرمتك والمؤمن اعظم حرمة عند الله منك ).رواه الترمذي.
كما اذكر دور سيدات مصر ابتداءا من ثورة 1919 مرورا بالمقاومة الشعبية في بورسعيد والسويس..لماذا يتحدث الجميع الان عن حرق المجمع العلمي وتخريب المنشات ولا يتحدث عمن قتل وضرب وسحل وهتك عرضه وتعري من فتيات وشباب مصر..اطباء ومهندسي وشيوخ مصر؟؟..لماذا نسي الجميع ان ماقيل عن ثوار مصر في يناير صورة طبق الاصل مما يقال الان ..ترويع..تخريب..بلطجة..مؤامرات خارجية…تمويل اجنبي؟بل لماذا يؤمن بالثورة من الاساس اذا ما اقتنع اقتناعا تاما بأن المتظاهرين الان لا يعبروا عن اراء المصريين وانهم فاقدي الشرعية؟؟لماذا لم يتذكر الجميع ماقاله ائتلاف المسلمين الجدد بانه سوف يدفع بشهداء بالملايين لاقامة الانتخابات والغاء الوثيقة الحاكمة للدستور؟؟
اذكر جيدا حديثا مع احد ضباط الشرطة عن البلطجة والانفلات الامني فابتسم ساخرا وقال نصا”البلطجية دول لعبتنا”..لماذا نسي الجميع فجأة ان القوات المسلحة تمسك بقبضة من حديد بلطجيتها ومسجليها ايام الانتخابات وتطلقهم بقرار سيادي سياسي بعدها؟لماذا نسي الجميع بلطجية الانتخابات في عهد المخلوع؟لماذا يخلط الجميع الحابل بالنابل بالمعتصمين بالثوار بالبلطجية بالباعة الجائلين؟
اذكر جيدا موقف حركة 6ابريل ابان اضرابات العمال في المحلة وموقف حركة كفاية اول من وقف في وجه المخلوع هاتفة باسقاطه وظلمه وطغيانه في الوقت الذي عقدت فيه الصفقات من كافة التيارات لارضاء النظام الحاكم والحصول علي بقايا المائدة وفتات الحزب الوطني في الانتخابات؟لماذا يذكر الجميع الان شائعات النظام السابق عن تدريبات صربيا المسلحة والتمويل الخارجي وينسي ان لجان تقصي الحقائق قد برأتهم تماما من ذلك؟لماذا يتم تشويه وتصفية رموز الثورة وقادتها وناشطيها؟
لماذا يذكر الجميع ارهاصات النظام البائد عن محمد البرادعي مزدوج الجنسية الذي يستمتع بالبار الايرلندي وعن دوره في تسليم العراق للولايات المتحدة ونسي ان الاعلان الدستوري قد كفل له الترشح لرئاسة الجمهورية مما ينفي عنه ازدواج الجنسية وان البار الايرلندي نقابة محامين ومكتبة قانون بنيويورك وانه قد صرح في مجلس الامن بان العراق لا يوجد بها اسلحة دمار شامل؟لماذا نسي الجميع ان من يهاجمه الان هم تلامذة وابناء من هاجمه قبلا؟
المجلس العسكري الان ينتهج سياسة الاعلام السوري نقلا بالمسطرة…يقيم المجازر ويشتت الرأي العام..يصرح بوقاحة عن مؤامرة حرق مجلس الشعب علنا في مؤتمر صحفي  دون ان يحدث شئ..يصرح بمخطط لاحراق الدولة كي يبرر لقواته استخدام العنف…يجبر المسجونين علي الادلاء بشهادات كاذبة للاعلام تحت التهديد والضرب والقمع..يشوه الحقائق..ويعمل اله اعلامية داعرة ضخمة تسبح بحمده ليل نهار وينسي ان من في مصر من لا يمتلك ذاكرة اسماك قريبة المدي …يتعامل مع الشعب المصري بعقلية نكسة 67 واسقطت طائراتنا مائة من طيارات العدو ويتناسي ان منهم جيل تأتيه المعلومة بضغطة زر ..وانهم يملكون ذاكرة افيال لاتنسي الاهانة والظلم والقمع والاكاذيب..ينتحب علي ضباطه وجنوده وينسي ان العنف لا يولد سوي العنف..يدافع عن دولة بلا دولة ومؤسسات بلا مؤسسات واقتصاد ينهار دون اليات تفعيل لانقاذه بل ومليارات الدولارات التي تخرج من الدولة ويتسول استثمارات اجنبيه ويتناسي ان تصريحاته تقتل الاستثمارات والسياحة فلن يأتي مستثمر بعد تصريحات غبية بمؤامرات حرق وتخريب الدولة…ولا يحرك ساكنا لمحاكمة رموز النظام السابق والتحفظ علي اموالهم في الداخل والخارج في سبيل خروج امن من السلطة دون محاكمات فساد ولا قتل
استقيموا ايها السادة..استقيموا استقيموا استقيموا ..يرحمنا ويرحمكم الله

Saturday, December 17, 2011

دعني اخدعك...دعني انخدع


لماذا لا تشحذون الهمم أكثر يا أعضاء المجلس العسكري؟؟لماذا لا تعملون الاتكم الاعلامية الضخمة بطريقة اكثر منهجية..مازال من شعب مصر من هو ثائر حقا لا يهتم بتفاهاتكم ومجلسكم الاستشاري وانتخاباتكم...لماذا الاصرار علي لهجة البلطجية والطرف الثالث والمسلحين قاطني كوكب المريخ؟
لماذا لم تتعلموا من مبارك؟..لماذا لا تقيمون احتفالات وهمية او صراعات تخيلية او مباريات كرة مع اشقاء عرب تزيد الاحتقان بين الشعوب العربية اكثرفتشغل الشعب المصري عن ثورته؟؟
مازال المعتصمين يقاتلون الاتكم الحربية وشرطتكم العسكرية...مازالوا كما هم علي الصف صامدون..لا يأبهون...هم محاربي قضية ايها السادة ومحاربي القضية لا يتنازلون بسهولة..لا ينكسرون بسهولة...لقد قتلتم بداخلهم الخوف ولم تعملوا بنظرية علماء النفس ربما لأنكم لا تقرأون..اي طاغية في العالم يجب ان يعطي من يقمعه شيئا ليخاف منه...ومن يتم تعذيبه بالكهرباء تنقسم حياته الي ماقبل الصعق بالكهرباء...وبعد الصعق بالكهرباء اذا ما بقي حيا..وقد جابهتموهم الجمال والخيول وقنابل الاعصاب والمولوتوف والخرطوش والرصاص الحي..بل والطعام المسموم والقناصة وكسر الرخام فلم يحدث ذلك أثرا..وأكرر ماقلته نصا من قبل:

العنف لا يولد سوي العنف...وموجات العنف المتتابعة من قوات الشرطة التي اصرت علي سحق كبرياء شعب ثائر ولدت لدي الثوار افكارا فعالة بسيطة لتطوير دفاعها من تلك الهجمات المتتالية بدءا من الخميرة والخل والبصل لتفادي تأثير القنابل المسيلة للدموع وغازات الأعصاب حتي "سلك الشبك"المستخدم في اعمال المحارة لعمل قناع ضد الرصاص المطاطي..وعندما تصل الامور الي تلك المرحلة التي لا تجدي معها اسلحة القمع نفعا سوف يلجأ الثوار الي تطوير اساليب هجومها..ومع تزايد اعداد المتظاهرين سوف يغدو الحل الامني ضربا من الجنون .
قلتنتظروا قليلا حتي تفرغ جعبتكم من السهام ويفقد المتظاهرون ايمانهم بالسلمية ...فلتنتظروا بسبب سياستكم الامنية ان تقع مصر في حرب اهلية اعمالا بالقاعدة الجغرافية الشهيرة"لكي تصل الي تونس... لابد لك من المرور علي ليبيا"
فلننظر قليلا الي ما فانتازيا سياسية لا حدود لها..لواءات المجلس العسكري تطلق فقاعات اختبار متتالية..مجلس الشعب القادم لن يشكل الدستور كما قال اللواء الملا لاحدي الصحف الاجنبية فيتراجع المجلس العسكري عن تلك التصريحات قائلا بأن البرلمان القادم هو المنوط بتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور...يأتي الدكتور الجنزوري فيرفض بسماحة فض اعتصام مجلس الوزراء بالعنف فتنتشر وجبات مسسمة بين المعتصمين بفعل فاعل...
لا تفسير لما يحدث سوي
1- ان هناك تخبطا فينفرد كل فرد بالتصريحات – عامدا او مفجرا لفقاعة اختبار – وعندما يأتي رد الفعل عنيفا يتراجع الكل عن تصريحاته
2- ان يكون المجلس العسكري بالفعل يدير عملية شيطانية ضخمة لضمان خروجا امنا من السلطة وتغوص قدماه اكثر في دماء الشهداء مما يزيده تمسكا بالسلطة
3-ان المجلس العسكري بالفعل لا يملك سلطة حقيقية علي مايجري في مصر حاليا..وان هناك قوي اكبر وأضخم منه تدير الامور وهو بين ايديها كعرائس الماريونيت..
ولكل الاحتمالات السابقة فنحن نرفع القبعة اجلالا وتكبيرا لثوار المعتصمين...هم دون غيرهم يرون الصورة الشاملة الكبري ويتمسكون بمطالبهم...هم من ادانهم الجميع وغمس اصبعه في دمائهم من اجل انتخابات هي دعارة سياسية وعهر بكل ما تحمله الكلمة من معني
المجلس العسكري الان يتمسك بلعبة "دعني اخدعك..دعني انخدع" الشهيرة..يخدع الجميع ببياناته ومؤتمراته الصحفية ومجالسه الاستشارية ...يخدع الجميع بحفاظه علي الثورة وعلي مصر ومما يؤسف له ان هناك من يصدق ..ومن يستنكر..ومن يخون جميع الاطراف...ومن يكفر..ومن يدعو له ويهتف باسمه في كل مناسبة.
عار علي كل ضابط وكل مجند اشترك في ضرب اهل بلده..عار علي مجلس انتهك عذرية فتيات مصر...عار علي نخبة وقوي سياسية واحزاب  باعت مصر من اجل مقاعد البرلمان..عار علي كل من جلس يشاهد انقي من في مصر يقتله اسوأ واقذر من في مصر
مازال المطلب الوحيد قائما ايها السادة...اسقاط اخر اذناب النظام ...ولم يعد الامر اسقاطا وخروجا امنا بل وتحقيق ثوري شامل عن كل ماحدث من انتهاكات في الفترة الانتقالية...بل ومحاكمة من قتل فقء عيون شباب مصر محاكمة ثورية..فليس العار الاكبر في انعدام العدل...بل في غياب العدالة...العدالة التي ضرب وسحل قضاتها وكهربتهم في اسوأ حادثة بعد مذبحة القضاة الشهيرة عام 2005
رحم الله شهداء مصر...رحم الله شيوخ مصر ...رحم الله رجالات مصر الذين رأوا نساء مصر يضربون ويسحلون وتنكشف عذريتهم فطعنوهم بخنجر الخيانة المسموم في ظهورهم احتفالا بانتخابات هي عار علي كل من نجح فيها وتمسك بلعق بيادات جنرالات المجلس العسكري وسب ثوار مصر بأقذع النعوت والالفاظ...ونذكرهم جميعا بأن البلطجية المأجورين يفرون عند اطلاق اول رصاصة...فلتر كم تطلب من اموال لكي تنام في العراء ويطلق عليك الرصاص الحي وتفقد عينيك .
استقيموا ايها السادة...استقيموا..استقيموا...فمازال شهداءنا يتساقطون...شيوخ الازهر يضربون ويقتلون...شباب مصر يفقدون زهرة حياتهم من اجل هدف اسمي...ستعلق المشانق قريبا ايها السادة وسينتصر من هو علي حق..ولنتذكر ان الشعب الثائر من اجل بلده يعشق الموت بقدر عشقكم للحياة
استقيموا...يرحمنا ويرحمكم الله


Tuesday, December 13, 2011

كرة الديمقراطية الزرقاء


شعبا لم يتعلم ثقافة المقاطعة بعد...المقاطعة تأتي بثمارها ومفعولها حين يكون قرارا بالاجماع وقد اثبتنا فشلا ذريعا في مقاطعة اي شئ..بدئا بمقاطعة البضائع الامريكية حين اغتيل محمد الدرة بين يدي والده...مرورا  بمقاطعة البضائع الدانمركية ابان نشر الرسوم المسيئة للرسول..انتهاءا بمقاطعة مسلسلات رمضان الاباحية ومقاطعة الانتخابات البرلمانية
ولهذا نجد ان قرار مقاطعة الانتخابات قرارا فرديا في معظمه...لم يؤت ثماره كالعادة بل واعطي الجميع فرصة لمهاجمة من يقاطع عرس الديمقراطية المذهل...وياتي مذهلا لأن من وقف بالساعات في طوابير الانتخاب –بعد تدريبات طويلة في الوقوف في طوابير الخبز وأنابيب البوتوجاز-وقف ليختار نائبا في برلمان لا يملك من الصلاحيات سوي اختيار اعضاء اللجنة التأسيسية لاعداد دستور البلاد القادم-الذي اعتقد انه معد سلفا-ولا يملك محاسبة او مراقبة او سحب الثقة من حكومة اصبح رئيسها –بموجب تعديل الاعلان الدستوري-رئيسا انتقاليا غير منتخب –كالعادة-مما يعطي البرلمان صفة شرفية ويصبح مصيره معلق فلا تدري هل يحل بعد اختيار رئيس الجمهورية ام بعد اعداد الدستور ام ينتهي حين تنتهي دورته البرلمانية – رغم مافي ذلك من مخالفة صريحة لأي دستور!!
الملعب السياسي يشهد صراعا بين كثير من اللاعبين...
1-      حكومة الجنزوري التي جل اهتمامها الان يتلخص في انقاذ اقتصاد بلاد شهدت تخريبا قانونيا متعمدا لسرق ثرواتها والسعي الي تحقيق امانا طال انتظاره –دون اي تدخل في اي ملفات اخري كملاحقة الفاسدين ومحاكمة من اردي بمصر الي هذا المصير المتردي..المؤتمر الصحفي الاخير للجنزوري يعطي صورة واضحة للسرقة المقننة التي حدثت خلال العقد الأخير من تاريخ مصر...شركات نظافة اجنبية تتعاقد بما يعادل نصف مليار جنيه سنويا...قطاع البترول الذي وصلت ديونه الي مايقرب من ستين مليار دولار...ملايين الامتار المربعة من الاراضي التي نهبت دون ادني تدخل من الجهات الرقابية المختصة بل واراضي زراعية تم تجريفها عن عمد...التساؤل الذي يطرح نفسه الان متي يأتي الوقت لانشاء محاكمات فساد سياسي عاجلة لكل من افسد كل هذا الفساد؟؟..أليس من حق رئيس الجمهورية –وأكررها الغير منتخب – ان يصدر قرارا استثنائيا بمحاكمات استئنائية للفاسدين؟؟هذا لا يثير السخرية فقط من صلاحيات الجنزوري بقدر مايعطي اجابة شافية لماذا استثنيت من صلاحياته القضاء وشئون القوات المسلحة..لا نية لدي احد في نظام مابعد الثورة بمحاكمة من افسد الحياة السياسية ودمر الاقتصاد المصري..وهذا وان اعطي دليلا واضحا علي صحة ما اطلقه الثوار بضرورة انشاء حكومة انقاذ وطني تدير شئون البلاد والعمل علي جميع الملفات الثورية بالتوازي لتخفيف احتقان الشعب المصري واعطائه شعورا بأن ما حدث كان ثورة فعلية وليست انتفاضة شعبية انتهت باعادة استنتاخ مشوه لنظام مبارك.
2-      المجلس الاستشاري –فزاعة المجلس العسكري- الذي لا يعرف احد حتي الان ماهي صلاحياته ولا لما انشئ من الاساس سوي اعلان دستوري غامض الملامح يعطيه صلاحيات مجلسي الشعب والشوري-وهي صلاحيات وهمية بالطبع-هو بالأحري كيس الملاكمة الذي يقي المجلس العسكري شر ضربات الثوار..وهو ليس بالفكرة المبتكرة بالمناسبة بل هي نقلا عن مجلس قيادة ثورة 1952..وهذا يعطي دليلا واضحا علي قلة خبرة المجلس العسكري بالشئون السياسية –ناهيك عن تواطئه الواضح منذ استفتاء 19مارس-كما يعطي صورة كاملة علي نفاذ خيارات المجلس العسكري وعدم قدرته علي التجديد او اتخاذ أي قرارت ثورية .

3-      تيارات الاسلام السياسي التي باتت بعد انتهاء المرحلة الاولي من الانتخابات تتعامل بمنطق استقوائي واضح من التصريحات العنترية بضرورة تشكيل الحكومة او التعامل بصفتها اغلبية البرلمان..كقاعدة احصائية ماحدث في المرحلة الاولي اشبه بالتعامل مع عدة اشخاص في غرف مغلقة مظلمة يختر كل منهم كرة زرقاء او حمراء ..لن تأتي الاغلبية ايها السادة الا حين تنتهي جميع المراحل ويتم حساب عدد الكرات الزرقاء والحمراء..وماحدث ليس مؤشرا بل نتيجة طبيعية منطقية شابها العديد من التجاوزات والتشوهات والانتقادات...فلتعطي من ينتخبك فرصة لاختيارك عبر برنامج سياسي قوي وليس عبر خطب المساجد وفتاوي التكفير فشعب مصر متدينا بطبعه يؤرقه الحلال والحرام اكثر مايؤرقه...اعطه خططا مستقبلية مختلفة وليست فكر نظام سابق مذبوح علي الطريقة الاسلامية..اعطه اشخاصا يتحدثون باسمك لا باسم الاسلام..اعطه وسطية وعقول مستنيرة ذات بصيرة صائبة ولا تروعه بحرمانية السياحة وادب نجيب محفوظ وسن قوانين تتدخل في حريته الشخصية ولتتركه بعدها ليختار.

4-      ثوار التحرير الذين لعبوا برغمهم دور "الشرطي السئ" في لعبة الافلام الامريكية الشهيرة "الشرطي الجيد .الشرطي السئ"....good cop ,,,bad cop""...هم دائما في الشارع ينتقدون ويرزخون تحت نار البلطجية وبلطجية الزي الرسمي وبين حملات التشويه وايقاف عجلة الانتاج رغم شرعية مطالبهم التي لا يشكك بها احد والذي اهم ما يؤخذ عليهم عدم توحيد الرأي وكثرة الخلاف مما اعطاهم مظهر المعترض للاعتراض فقط دون حصافة سياسية تمكنهم من نقل ثورتهم الي ثورة سياسية في الاساس..ورغم كل شئ هم انقي صورة للمشهد السياسي المصري حاليا بدون مواربة ولا تلفيق ولا ميكيافيللية القوي السياسية والاحزاب .

مما يؤسف له ان تحول الشعب المصري الي شعب "يتظاهر"...يتظاهر بالمعيشة الكريمة في ظل رواتب متدنية وغلاء مستعر ونقص في المواد الاساسية كانابيب البوتوجاز..يتظاهر بالعلاج الممتاز في ظل تدن واضح لمنظومة علاجية يتظاهر العاملين فيها ببذل جهد لتقديم خدمات علاجية...يتظاهر بالتعليم في ظل منظومة تعليمية هزلية يتظاهر العاملين بها بتقديم افضل تعليم ممكن...يتظاهر ببنية تحتية متردية معتبرا انقطاع المياه او الكهرباء او حتي امتلاء الشوارع بالمياه بعد الامطارشيئا عاديا طبيعيا..يتظاهر في احساسه بالامن رغم امتلاء الشوارع بالبلطجية وانتشار حوادث الاختطاف والسرقة بالاكراه والاغتصاب والقتل...يتظاهر بممارسة حقه الديمقراطي في ظل قانون يغرم من يقاطع الانتخابات بغرامة خمسمائة جنيه لا تتوافر للكثير منه..بل والانكي والادهي والامر ان تلك الانتخابات لن تحقق له برلمان قوي له صلاحيات.

ومما يؤسف له اكثر...ان يعتبر المجلس العسكري ثورته علي كل ذلك مجرد "تظاهر"..وان يظل في فترة انتقالية يجاهد ويقاتل ويبذل جهدا لاعادة انتاج نظام يحمي جنرالاته من المحاكمة والملاحقة القانونية بتهم فساد مالي – نتاج طبيعي لنظام سابق اقرب لعصابة سرقة منظمة فاقت عصابات المافيا – وتهمة قتل ثوار محمد محمود بالرصاص الحي والخرطوش بل والتغاضي عن القاء قنابل غاز محرمة دوليا ومحاكمته كمجرم حرب.

فلتتقوا الله في مصر ايها السادة...ولتستقيموا...استقيموا يرحمنا ويرحكمم الله..

Monday, December 12, 2011

يعيش اهل بلدي


الان نفسح المجال قليلا لمهاجمة التيارات السياسية التي تواجدت علي الساحة بعد قيام الثورة – وهو كما تلاحظون جديدا تماما عما سبق من مقالات-لذلك فان كنت قارئا من الطراز(لحية –بنطال قصير-نظرة متجهمة-تكفر العلماني والليبرالي والديمقراطي وتريدها اسلامية اسلامية)تستطيع ببساطة ان تتجه الي ذلك المربع الاحمر اعلي يمين الصفحة وتوفر وقتك في القراءة ثم التعليق باني ليبرالي كافر يستحق الاعدام…اما اذا كنت قارئا من الطراز(سترة-جينز-عوينات انيقة-تتهم الاسلاميين بالرجعية واستغلال الدين-تري الشعب غير ناضج سياسيا-تدافع عن نفسك دائما بانك مسلم ولا حق لاحد بان يكفرك)فلتلحق بالقارئ السابق لنفس المربع وتوفر وقتك ثم التعليق باني رجعي لا يفقه شيئا في السياسة 
  ”يعيش اهل بلدي وبينهم مفيش ..تعارف يخلي التحالف يعيش ..تعيش كل طايفه من التانيه خايفه وتنزل ستاير بداير وشيش ..لكن في الموالد  
ياشعب ياخالد بنتلم صحبة ونهتف يعيش…يعيش اهل بلدي” احمد فؤاد نجم
بادئ بذي بدء…نفرد بعض السطور لتعريف الليبرالية…الليبرالية – والتعريف نقلا عن ويكيبيديا
الليبرالية (بالإنجليزية    : Liberalism  ‏) اشتقت كلمة ليبرالية من ليبر      liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر. فالليبرالية تعني التحرر. وفي أحيان كثيرة تعني التحرر المطلق من كل القيود مما يجعلها مجالا للفوضى. الليبرالية حاليا مذهب أو حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، إذ تختلف من مجتمع إلى مجتمع. الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية 
وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضا. ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة والحرية وحق الفكر والمعتقد والضمير، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد ووفق قناعاته، لا كما يُشاء له. فالليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد – الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك
وعن موقف الاسلام من الليبرالية – ومازال النقل عن ويكيبيديا
يقول الباحث أحمد بن عبد الله آل الشيخ في مقال منشور على الإنترنت عن موقف الإسلام من الليبرالية    :
“الليبرالية باختصار شديد هي التحرر. يضاف لذلك المساواة وإتاحة الفرص    .
موقف الإسلام من    :
التحرر: التحرر المطلق فوضى وضياع وعصيان لله وكفر به وعبودية للشيطان. أما التحرر المنظم بالشريعة وفي إطارها فهو تحرر حقيقي من عبودية الشيطان والهوى وهو تحرر راقٍ ومنظم ومثمر ليس فيه أي ضرر    .
المساواة: في الإسلام يآ أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم    .
إتاحة الفرص: يتيح الإسلام الفرص الاقتصادية وغيرها للجميع بالتساوى في إطار الشريعة التي تحرم الربا وغيره من أنواع التعاملات المحرمة    .
إذن، لا حاجة للإسلام في الليبرالية لأن الإسلام يتضمن إيجابياتها وسالم من سلبياتها
ببساطة …انت حر مالم تصطدم حريتك بالدين ومادامت لم تصطدم بحريات الاخرين..انت حر في تشريع اي قانون يتراءي لك مادام لا يعترض ولا يتناقض مع احكام الشريعة الاسلامية – وهو قانون تم سنه بالفعل لعام 1996- واعراف وتقاليد المجتمع…حتي اذا ما تعارضت المصلحة العامة مع ذلك يتوجب عليك الاحتكام الي الشريعة الاسلامية واحكام وتقاليد المجتمع واعرافه ومعتقداته.

.مايعيب التيار السياسي الليبرالي في الوقت الحالي هو التأنق الشديد…قديما في الستينات وجدت الاشتراكية والشيوعية وكنت تجد الاشتراكيين تحت كل حجر..في المقاهي…في الاتوبيسات..في الجامعة..يتحدثون ببساطة الي رجل الشارع…الليبراليون الان يجتمعون في قاعات المؤتمرات والفنادق الكبري بعيدا عن المواطن العادي..يعيش كل  منهم في برج عاجي ينظرالي جموع الشعب الذي لا يعلم حقوقه السياسية و يراه مغيبا باشمئناط


النقطة الاخري التي تعيب الليبراليين هي اعتبار الشعب المصري ليبرالي بالفطرة وهذا خطأ..ينشغل في الدفاع عن نفسه من الهجوم الشديد من التيارات السياسية الاسلامية التي تعتبره كافرا زنديقا دون ان يحاول شرح اتجاهاته السياسية والدينية ..لسان حاله يقول ليست الليبرالية زندقة وكفر واباحة ..علي اية حال التيار الليبرالي يضيع وقتا هو في امس الحاجة اليه لعمل تكتلات انتخابية للانتخابات برلمانية في معارك خاسرة كمعركة الدستور اولا او وثيقة المبادئ الاساسية و الترويج لنظرية المؤامرة كالصفقة الكبري المشبوهة بين الاخوان المسلمين والمجلس العسكري..مما يذكرك علي الفور المقطع العبقري لاحمد فؤاد نجم  

يعيش المثقف علي مقهي ريش..محفلط مزفلط كتير الكلام..عديم الممارسة عدو الزحام… بكام كلمة فاضية وكام اصطلاح… يفبرك حلول 
المشاكل قوام…يعيش المثقف يعيش


اما التيارات السياسية الاسلامية –كالاخوان المسلمين والسلفيين-فهي لا تضيع وقتها …تنطلق من فرضيات ثابتة وتقترب من رجل الشارع …احدي ايام الجمعة رأيت صوانا ضخما للاخوان المسلمين-قبل الانتخابات البرمانيةلبيع السلع الاساسية امام المسجد بسعر اقل من سعر السوق وشعارها رفع الغلاء –رغم ما يثيره هذا من ذكريات للحزب الوطني السابق حين كان يوزع اتلك السلع مجانا في اوقات الانتخابات- تهاجم التيارات الاخري هجوما دينيا منظما اقرب للضرب تحت الحزام…دعاوي التكفير حاضرة لكل من يعارضها..دعوي نصرة الدين وتطبيق الشريعة جاهزة واللعبة السياسية مطعمة دائما بخطب المساجد او اللعب علي الاوتار الطائفية…تخوض الانتخابات البرلمانية في تنظيم شديد…اكثر مايعيبهم تستطيع حصره في ثلاثة نقاط اساسيه في نظري:

1-نظرية تطبيق الشريعة واقامة الدولة الدينية:ربما كان جل المراد حاليا هو تطبيق الشريعة ولكن حتي اقامة الحدود في الشريعة الاسلامية مقيدة تقييدا تاما بشروط تكاد تعجز تطبيقها…ناهيك عن ان معظم الحدود المشرعة حدودا ترهيبية وربما كانت غير قابلة للتطبيق –وهذا كلام احد علماء الازهر الاجلاء-..لابد لك من برنامج ثابت محكم متكامل يتضمن كافة محاور الحياة السياسية المصرية وربطها بالشريعة الاسلامية فمازالت ايران وافغانستان في مخيلة من يقرأ او يسمع عن الدولة الدينية..لابد من معرفة كيفية التعامل مع نقاط شديدة الخطورة في المجتمع المصري كحقوق الاقباط والسياحة والتعليم والاسكان المتوسط …لتفصح قليلا عن ذلك ولتفرد مساحة الحرية اللامحدودة كالقنوات الدينية والصحف والنشرات الدورية في التحدث عن ذلك بدلا من اتهام الليبراليين بالكفرونجيب محفوظ بالهرطقة ووصف الحضارة الفرعونية بالعفنة فهذا لا يعطي مجالا حتي لحوار متحضر بل هو اشبه بصراع الديكة وحوار الطرشان
2-حديث الرويبضة:تلك المقاطع التي تنتشر كالنار في الهشيم عن تشبيه من ينادي بالديمقراطية باهل لوط ووصف من يخالف رايك بشياطين الانس…وصف الديمقراطية الكفر وفتاوي اخفاء وجوه التماثيل افرعونية وقوانين فرض الحجاب ومنع الاختلاط. وما الي ذلك فذلك يثير الحنق والغيظ فعلا…لابد من لتيارات الاسلام السياسي-السلفيين بالذات- من يتحدث وفيم يتحدث وكيف يتحدث…لابد من الاخذ في الاعتبار ان ذلك لا يسئ فقط للتيارات الاسلامية بل يسئ للمسلمين والاسلام ككل .
.
3-نظرية الضحية التي تتحول لجلاد متي منحها احدهم سوطا:وهي نظرية نفسيه معروفه وتثير القلق…تخيل شخصا ظل مطاردا ومسجونا ومعذبا فترة طويلة يتحول فجاة لجبهة سياسية تتواجد بقوة في الشارع المصري…أبلغ مثال اراه الان عبود الزمر الذي سمي بشيخ المجاهدين وتسعي بعض وسائل الاعلام لاعتباره نيلسون مانديلا المصري.
.
وفي النهاية لا تستطيع رغم كل هذا ان تشكك في وطنية وحب كل الطوائف السياسية للبلاد وخوفهم علي المصلحة العامة كل بطريقته…فقط فلنضع في اذهاننا جميعا ذلك الدب الذي قتل صاحبه لا ان نتسائل عمن نقصد بذلك الدب!!

اما عن بداية المقال فهي بداية مشاغبة قليلا…من لم ينتظر لنهاية ذلك المقال هو ذلك الشخص الذي ننفر منه جميعا وهو الذي يثير الفتنة…ذلك الشخص الذي ينتظر كل مناسبة لاتهام الاخر دون ان يستمع اليه ويملك ردودا جاهزة- حمضانة اذا سمحت لي-لقطع كل سبل الحوار..ذلك الشخص الذي يتكلم علي محيط الدائرة تاركا اصحاب العقول ويتناقشون ويفعلون حقا من اجل مصر حقا ويجتمعون في مركز الدائرة


  ”يعيش اهل بلدي وبينهم مفيش ..تعارف يخلي التحالف يعيش ..تعيش كل طايفه من التانيه خايفه وتنزل ستاير بداير وشيش ..لكن في الموالد  
ياشعب ياخالد بنتلم صحبة ونهتف يعيش…يعيش اهل بلدي” احمد فؤاد نجم

Monday, December 05, 2011

فلتطلقوا رصاصة الرحمة علي الثورة

فليتذكر الجميع ان اول بطاقة انتخاب تلقي في اول صندوق في اي لجنة انتخابية هي نهاية للشرعية الثورية وأن اي مظاهرة او اعتصام في اي ميدان سوف يعد انقلابا علي ارادة الشعب الذي سيق لانتخابات برلمانية – ولن امل تكرارها – هي ابن سفاح لسلطة عسكرية غاشمة وثورة غضة جل ما ارادت ان تحيا لتري وطنا ينمو حرا شريفا.

لأيام عدة كان رهاني الأكبر علي ثورة نضج ثوارها وتعلم خطؤه الاول في ترك الميدان دون قيادة تمثله,ولكن – نكاية في جلد الذات – وكعادتنا في ان نتفق علي الا نتفق فقد اختلفت الائتلافات والقوي في اختيار ممثليهم,واخذت كل منهم العزة بالاثم وهب الجميع صارخا يتهم الاخر بالتخوين والديكتاتورية وان اختيار هذا لا يعبر عنه وان ذاك يبحث عن مصالح شخصية وذاك يقفز علي الثورة وهذا لا يستحق ..حتي تفرق دم الشهداء بين الائتلافات وتفرقت الاراء وازدادت الهوة بين كل فصيل واخر واصبحت الثورة جسدا هائلا مكونة من كتلة بشرية تصرخ وتعترض دون عقل مفكر ولسان واحد ولغة مشتركة بل والاهم..الاتحاد.

وانني لاتعجب من قيام مظاهرة حاشدة لتأييد المجلس العسكري والمشير طنطاوي...ألم يعلم هؤلاء ان المجلس العسكري طال حكمه ام قصر هو مرحلة انتقالية تعبر بمصر الي قفزة ديمقراطية هائلة بعيدة عن حكم العسكر؟؟هل سيظل هؤلاء علي ولاءهم للمجلس العسكري والمشير بعد انتهاء الفترة الانتقالية ام سينتقل انتماءهم الي اول رئيس منتخب كما انتقل الي المجلس العسكري من الرئيس المخلوع مبارك؟

اما الاكثر عجبا وايلاما فانه في نفس الوقت الذي اجتمعت فيه القوي المناهضة للثورة في مظاهرة لتأييد حكم العسكر وتشويه صورة الثورة...فقد اختلف الثوار انفسهم في اختيار من يعبر بمصر تلك الفترة الانتقالية الضبابية الغامضة..الامر الذي اثبت للجميع ان الثورة ليست بتلك القوة..ليست بتلك الحصافة والذكاء...اثبت للجميع ان الثورة عشوائية فوضوية لا تملك الا ان تعترض وتوجه طاقتها البشرية الكبيرة في الاعتراض لمجرد الاعتراض ...وسحب شرعية الثورة من بساط ميدان التحرير نفسه لتجد من يقول بأنه لا يمثل الشعب المصري وانه لا يعبر عن نبض الشارع ورغم الخطأ القاتل لتلك الفرضية التي يهدم ايقونة الثورة من اساسها ورغم ان ميادين التحرير من شمال مصر لجنوبها ومن شرقها لغربها قد اجرت الدم في عروق الثورة لأيام وساعات طوال...فقد انتصرت الثورة المضادة لشدة تنظيمها وقوة قيادتها والاعيبها بارعة التخطيط.

لثد فشلت الثورة في الانتقال من الميدان الي السياسة الثورية وانحازت لقوي التقسيم والمصالح الشخصية..يكفي ان تفتح فمك لتتثاءب حتي يقال انك اناركي تتامر لتأجيل الانتخابات..وقومي تتظاهر دفاعا عن القضية الفلسطينية..واشتراكي تبحث عن حقوق العمال..وراديكالي تتوق للسلطة  وبراجماتي تبحث عن مصلحة سياسية....اصبح من ينادي بالحرية ليبرالي ..ومن ينادي بفصل الدين عن السياسة علماني..ومن ينادي بتطبيق الشريعة متطرف و...و...و...

هنيئا لنا ايها السادة بأول انتخابات برلمانية بعد الثورة لمجلس شعب لا يملك ان يراقب ويحاسب الحكومة المعينة من قبل المجلس العسكري بل ولا يملك سحب الثقة منها وسلطاته التشريعية مقيدة..وهنيئا لنا بحكومة انقاذ وطني لا تملك من الصلاحيات اكثر من صلاحيات الحكومة التي سبقتها والتي جثم المجلس العسكري علي انفاسها لتتحول الي سكرتارية خاصة تؤمر فتنفذ في صمت .

فلتطلقوا رصاصة الرحمة علي ثورة شابة تم اغتصابها حتي الموت ايها السادة ولتنزعوا عنها الاجهزة الحيوية..وبعدها توضأوا واستقيموا ..فان كنا استقمنا يوما لصلاة الحاجة لانقاذ تلك الثورة واعادتها للحياة...فلتستقيموا الان لصلاة الجنازة عليها..وعلي شهدائها..وعلي ابطالها...وعلي عذرية فتياتها..ولتناموا رجالا قريري الأعين راعين جميعا ذلك الابن السفاح مستريحي الضمير فيما ادت به اطماعكم بمستقبل تلك البلاد وتلك الأمة ..فقط لا تعيروا الانتباه اثناء نومكم اذا ما سمعتم صراخ ام ثكلي او اب مكلوم او شابا فقد عينا او اثنتين فأصبح ضريرا لا يري.. فقد فعلتم ما بوسعكم ...ولا ينسي احدكم ان يغرس اصبعه في دم شهيد مات يدافع عن الحرية والكرامة..فلا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات.