وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Thursday, January 26, 2012

ما بين البرلمان..وشرعية الميدان

وبالتالي ليس عجيبا ان تستمع الي تلك الأقاويل التي تقول بأنه لم يعد هناك ما يسمي بشيوخ الثورة او شباب الثورة بل يوجد احزاب ونواب برلمان..بالبلدي "فيه مجلس شعب اقعدو في بيوتكو"..وهذا دليل دامغ علي قصر التفكير وله من الدلالات اهمها ان تلك الانتخابات والتي قد تكون قد اتسمت بالحرية فهي ابعد ما يكون عن الديمقراطية الحقة ..فلا يوجد  اي ديمقراطية في العالم تختزل الرأي العام في نواب البرلمان وارائهم فكم من حكومات منتخبة وبرلمانات منتخبة في امهات الديمقراطية الحقة قد ثار عليها شعبها وقامت المظاهرات والاحتجاجات علي قراراتها وليس اول واكبر الامثلة الاحتجاجات التي قامت ببريطانيا حين قررت حكومتها  اعلان الحرب علي العراق وانضمامها لقوات التحالف..وهذا يدفعنا دفعا للتفريق بين مايسمي بأغلبية البرلمان واغلبية الشارع..فأغلبية البرلمان تعني ان تتوافق رؤي مجموعة من الاشخاص –المنخبين اعني او القوة التصويتيه بالشارع- في برنامج سياسي ما لحزب معين لكنها لا تعني بأي حال من الأحوال موافقتها علي قرارات نواب ذلك الحزب او مساره السياسي فالموافقة تختلف اختلافا تاما عن التوافق واقرار الشعوب بمن يمثلها لا يعني الغاء مواقفه وارائه تجاه السياسات العامة او القرارات الخاطئة بدعوي اغلبية برلمانية مزعومة وليس ادل علي ذلك – علي سبيل المثال وليس الهجوم والتهجم – بالعديدين ممن اختار احزاب الاسلام السياسي ثم ندم بعد مواقفها المتخاذلة في العديد من المذابح الاخيرة- سحل الفتاة علي سبيل المثال في احداث مجلس الوزراء الاخيرة او اقامة منصات ومسيرات احتفالية في الوقت الذي يتواكب مع مرور عام علي استشهاد احد ثوار التحريروذويه بالميدان ينادي بسقوط النظام..ببساطة من اختار اي حزب من الاحزاب لا يسلم له قراراته وقناعاته فأغلبية البرلمان ليست ابدية ومن خذل منتخبيه في دورة برلمانية سوف يسعي منتخبوه الي اختيار فصيل اخر يثق به وبمواقفه...وببساطة أيضا –واكرر ان هذا ليس هجوما اوتهجما- من اختار نواب احد احزاب تيار الاسلام السياسي في البرلمان لا يعني انه ضد سياسة المجلس العسكري ولا يعني انه سوف يجلس في بيته لا يسير بمسيرات ولا يقود تظاهرات لاسقاط  النظام العسكري .
والحق احق بأن يقال..فجلسات البرلمان ليست بذلك الضعف الذي توقعه الجميع لكنها تظل جلسات استماع وتحدث دون اي قرارات فعلية ومواقف قوية..كان بالاحري في اولي جلسات البرلمان اقرار قانون استقلال القضاء مثلا او استجواب ما لوزير الداخلية والحكومة عما فعلت ابان المرحلة الانتقالية...وربما حدث هذا في جلسات اخري بعد انتهاء تشكيل اللجان وما الي ذلك..لكن الامر الذي لا يختلف عليه اثنان هو رفضه التام لبرقية الشكر التي ارسلها الي المجلس العسكري للحفاظ علي وعده باجراء انتخابات برلمانية..فلا شكر علي واجب ايها السادة وكان بالاحري ارسال تلك البرقية الي شهداء الثورة وذويهم التي تخضبت الشوارع المؤدية للبرلمان بدمائهم..فما يجب علينا جميعا ان نتذكره انه لولا الموجة الثورية الاعنف في محمد محمود ما اكتملت الانتخابات البرلمانية بعد مماطلات عدة اضاعت علي مصر وقتها ما يقرب من ثمانية اشهر كاملة واجبرت المجلس العسكري علي تبكير تسليم السلطة عاما كاملا.

يجب ان يتذكر نواب البرلمان جيدا ان اختيارهم كان من الشارع المصري بمواطنيه كافة..بشيوخه ونسائه وشبابه..يجب الا تتضارب قراراتهم قط مع شرعية الميدان الذي اتي بهم نوابا عن الشعب المصري لا اسيادا ولا سياسيين في مقام اعلي...يجب الا ينحاز البرلمان الي السلطة والحكومة والمجلس العسكري.. وليتذكر دوره في مراقبتها وحسابها وليتذكر –كالعادة- ان التاريخ يكتب وتسود صفحاته بمن 
قال وفعل ومن قال ولم يفعل ومن لم يقل ولم يفعل.

وأخيرا فانك لا تستطيع بضمير صاف ان تهنئ الشعب المصري بمرور عام علي ثورته التي لم تكتمل..وشهدائه الذي تساقطوا واحد تلو الاخر دون قصاص..ولا تستطيع ايضا ان تهنئ الشعب المصري علي برلمان ارسل برقية شكر الي المجلس العسكري للوفاء بوعده..ربما كان الامر مبكرا للحكم علي البرلمان حتي الان ولكن – كما يقول الاعلان الشهير- الانطباعات الاولي تدوم.
استقيموا...يرحمنا ويرحمكم الله

Sunday, January 22, 2012

عام من الثورة والسياسة 2

حسنا...مازلنا نلعب بنفس القواعد...تلك المقالة ليست جديدة وانما هي اقتطاع لبعض فقرات من مقالاتي خلال العام المنصرم تستطيع ان تقراها لتثبت اني احمق كبير او اكثر المحللين السياسيين عبقرية..لماذا نضيع الوقت في مقدمات حمقاء؟؟فلنبدأ علي الفور

ثورة اونطة...هاتو شهدائنا

الثورة لم تفشل..دعنا من المزاح...لقم تم اغتيال الثورة منذ زمن بعيد...هل تري معي تلك الشواهد ...تطور بيانات المجلس العسكري من "نعتذر ورصيدنا لديكم يسمح"الي تهديد الفنجري علي شاشات التلفاز الصريح الواضح...التحريض الصريح للواء الرويني ضد المتظاهرين في موقعة العباسية...بل والشواهد الاقل تأثيرا وأهمية...الصعود الغير مبرر لتصريحات طلعت زكريا وعمرو مصطفي وسبايدر الذي اصبح فجأة ابنا -ربما غير شرعي كذلك-للواء بدين والفنجري..اي عقل الذي يصدق تلك التصريحات المثيرة للفتنة ...ذلك التنظيم الغير مبرر لمليشيات مبارك المسماة بابناء مبارك السفاح بكسر السين وفتحها؟بل والادهي اللجنة الاليكترونية التي قامت بتزوير نتائج استفتاء صفحة المجلس العسكري؟هل تري البلطجة؟هل تري عدم عودة الشرطة والامن؟هل تري معي تلك الخطوط العريضة لمؤامرة كبري تستهدف اشاعة الفوضي؟الم تري هيئة الدفاع الكويتية التي اكتشفت فجأة ان مبارك زعيم الامة ؟
الخلاصة اننا كما قال موظف السينما يوما لذلك الناقد المعروف "جمهور واغش"..لم ولن يهتم احد بعد الان باهالي الشهداء ولا المحاكمات بل سنظل نتهم انفسنا بالليبرالية والرجعية والكفر...لن يهتم احد بالثورة فهي "ثورة اونطة...هاتو شهداءنا"..لانه بالفعل وبعد كل ما يحدث...لا ينبغي لأحد بأن يضحي بحياته من اجل تلك البلد التي نخر فيها الفساد

علي محيط الاحداث

بحسابات العقل والمنطق..هي ليست حربا...ولا اعتقد ان من استشهد من مجندي الجيش عاني احدهم تلك المعاناة التي شعر بها احد هؤلاء الذي كانت لحظاتهم الاخيرة اسفل مدرعة تسحق عظامه...تري هل فكر كل من انتقد كيف يشعر من مات اسفل مدرعة تسحق جمجمته
وقفصه الصدري؟
الاحتمال الاخر ان تكون رصاصة البداية كانت من قوات الجيش او الشرطة العسكرية بغرض تفريق المسيرة الضخمة وذلك الاحتمال خطير ..هذا معناه اطلاق يد الشرطة العسكرية لتحل محل قوات الامن المركزي وهي نقطة العودة لنظرية الامن "الرئاسي" من جديد...وهي نقطة لها من الظواهر ما تؤيدها ولها من شهادات الشهود من يعارضها .
النقطة الثانية تتمثل في مشهد يتكرر في كل مسيرة ضخمة يتم الحشد لها تحت اي مسمي...ظاهرة البلطجية التي تساند دوما الشرطة العسكرية وقوات الامن المركزي وتقف بالاسلحة البيضاء والشوم والمولوتوف دون ان يتم ايقافهم او القبض عليهم ...المشكلة التي تواجه كل من يحاول المزايدة او الكذب ان كاميرا التليفون المحمول اصبحت في متناول الجميع ولذلك انت لا تتعامل مع مع مادة وثائقية مسجلة باحترافية بل تتعامل مع فيديوهات حية ترصد بدقة مايحدث وهي فيديوهات عشوائية غير منظمة لا تستطيع ان تنهمها بالتزوير او المونتاج..وهي التي توضح دوما وجود بلطجية ذوي هوية ما بجوار الامن المركزي والشرطة العسكرية وهذا يقلل كثيرا من مصداقية التعامل بقانون الطوارئ او المحاكمات العسكرية بتهمة اثارة الشغب او حتي ابسط مادة في اي قانون تعطي اي رجل امن الحق في القبض علي من يحمل اي سلاح ايا كان نوعه.
تلك الظاهرة تكرارها يعني ان ميليشية ما امنية ترتدي الملابس المدنية فتتسلل بين المسيرات الضخمة بغرض التصعيد واعطاء قوات الامن استخدام العنف الغير مبرر..الزي المدي يعطيها حرية اكبر في الحركة ...او هي مليشية "تحت الطلب" بطريقة ما تجدها دوما في المسيرات الضخمة وهي التي تتحكم الان بادارة الاحداث...ليس اقتحام سفارة اسرائيل اخر اعمالها الفنية علي سبيل المثال...تحدث ابراهيم عيسي في مقاله الاخير عن المائة وخمس وستين الف بلطجي الذي استعان بهم جهاز امن الدولة في الانتخابات البرلمانية 2010...هذا احتمال مخيف بما يكفي ويهدم ايقونة الثورة من اساسها ويهدم العديد من شرعيات الحكم الان.. ليس اولها شرعية الحكومة الفتية..ذات الطلة البهية والطلعة الهنية..وليس اخرها شرعية المجلس العسكري في الحكم باستخدام نظم قمعية استبدادية واطلاق البلطجية لترويع الامنين وفرض قانون الطوارئ علي اصحاب الراي والنشطاء

الريادة المصرية بعد الثورة

الريادة المصرية بعد الثورة تعني ان يعمل البلطجية بكل اجتهاد وتفاني تحت سمع وابصار رجال الامن - في الوقت الذي يضرب فيه المعلمين والمهندسين والاطباء وسائقي النقل العام والعمال – كي لا تتوقف عجلة الانتاج

الريادة المصرية بعد الثورة تعني ان يموت مجندي الجيش المصري اثناء تأدية عملهم في احداث ماسبيرو فلا تقام لهم جنازة عسكرية خوفا من الفتنة...وان يذهب وزير الاعلام للبابا شنودة كي يعزيه فيمن وصفه اعلامه ووزارته بانهم قتلة ومحرضين.

الريادة المصرية بعد الثورة تعني ان يتم استبدال جندي اسرائيلي واحد بألف اسير فلسطيني...وان تعلن تركيا عن طائرة تركية تعمل بدون طيار تستطيع التحليق اربع وعشرين ساعة..حين يعلنها المجلس العسكري صريحة مدوية..المدرعة اتسرقت لتاني مرة

الريادة المصرية بعد الثورة تعني ان يتم تطبيق قانون العزل السياسي فيسجن ايمن نور...وان يتم الحكم بالاعدام والسجن المؤبد والسجن عشر سنوات والحرق والمقصلة والهولوكست لأمين شرطة متهم بقتل المتظاهرين في الوقت الذي يسجن فيه وزير الداخلية الاسبق اثني عشر سنة في قضية لوحات معدنية


المطلب الوحيد

الثورة تعود للمربع رقم 1 ايها السادة...الشارع...كما قلنا ونقولها مرارا الثورة لها مطالبها التي لا تحيد ولا تجدي معها انصاف الحلول..الثورة تدير ولا تدار..تقود ولا تقاد..الثورة هي من تمد الشرعية وليس مجلسا عسكريا وضعه نظامه في مرتبة الاله..ومازال يعامل شعبه بأنه حامي الحمي يعطي ويمنح ويقدر ويمنع ويحيل السلطات القادمة في الدستور الجديد الي مجلس شعب كالبرميل الاجوف يصدر ضجيجا خالي من الصلاحيات ..
من ضاعت لافتاته القديمة فليبحث جيدا عن تلك اللافتة التي كتبت يوما بدم ثمنمائة وثلاثون شهيدا...فلينقب بين اكوام الاتربة التي غطت ذاكرته...فليبحث عند جار كان يوما زميلا في لجنة شعبية يدافع عن بلاد افترسها من يمنحها الامان...فليفتش في ضمير اعلام يخرسه مقص الرقيب الان او ليبنش بين اكوام الورق المفروم في مكاتب امن الدولة التي دفنت اسرارا واسماء ومتهمين بقضية اغتيال شعب باكمله...او ليسأل احد الصحفيين الذي تم فرم جريدته قبل صدورها او ذلك الاعلامي الذي تم تهديده او تلك الضحية التي تم تعذيبها حتي الموت في السجن او في اقسام الشرطة....فلينقب وينقب وينقب فالحل اصبح قتالا شرسا لا هوادة فيه...المطلب الوحيد الان رغم مايثيره الامر من قلق هو اسقاط نظام حكم المجلس العسكري واتفاق القوي الوطنية جميعها علي مجلس رئاسي مدني انتقالي وحكومة انقاذ وطني قوية تعبر بمصر تلك المرحلة الحرجة الي بر الامان
الشعب يريد اسقاط النظام ايها السادة...ومازال النظام يقاتل بشراسة لا هوادة فيها كي لا يسقط..ومازال المجلس العسكري اخر دعامات النظام...لقد اصبحت ظهورنا للحائط الان فالعدو امامنا والبحر من خلفنا فلم يعد هناك ادني مفر
وفي النهاية اختتم بكلمات الاعلامي القدير حمدي قنديل ثقيلة الوطء
"ان ثورتنا لم تكن لاسقاط مبارك وحده..ثورتنا كانت لاسقاط النظام...ثورتنا كانت لاسقاط مؤسسات النظام...ثورتنا كانت لاسقاط اتباع النظام..ثورتنا كانت لتحيا مصر..ثورتنا كانت لاقامة نظام جديد..نظام حر..نظام ديمقراطي...نظام به عدالة ..نظام به كرامة...نظام طاهر...نظام شريف...اذا ظن بعضهم انها كانت انقلاب او مجرد حركة اصلاح..فقد أعلناها ثورة..وسوف تكون
نشهد الله ان ما سيحدث بسبب تراخي المجلس العسكري الاقرب في معناه ومضمونه للتواطؤ والخيانة...ونشهد شعب مصر بأننا لم نكن البادئين"

الاسطول الذي...والاحتفالية التي لم

جريمة فاضحة بجميع المقاييس مايحدث في مصر الان.. حرب اعلامية نفسية شعواء مركزة مؤثرة ضارية خطط لها اقذر واقدر العقول ...تشويه منظم مركز شديد الفعالية واستهجان واستباحة لايقونة الثورة من اساسها... الاعتصامات والاضرابات والاحتجاجات تجتاح مصر في الوقت الذي لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات... تحكم محكمة القضاء الاداري بالمنصورة حكما تاريخيا بعزل اعضاء الحزب الوطني المنحل بممارسة الحياة السياسية وخوض الانتخابات البرلمانية...فتقضي المحكمة الادارية العليا في اسرع حكم طعن في تاريخ المحاكم المصرية برد حكم القضاء الاداري والسماح لاعضاء الحزب المنحل بخوض الانتخابات فيأتي الوقت في مصر بعد الثورة ليصرح احد اعضاء الحزب الوطني المنحل بان 25يناير لم تكن ثورة علي الاطلاق بل هي اقرب لانتفاضة شعبية..وتدشين ائتلاف لاعضاء الحزب المنحل ككتلة لخوض الانتخابات الذي ما زلت اقول بأنها ابن سفاح لعلاقة اثمة غير شرعية... استثارة التيارات الاسلامية التقليدية و التشويه المخطط المتعمد في اتجاه واحد يتلخص في الشذوذ والالحاد والعري واللعب علي وتر الاستباحة الاخلاقية والعبث بالتقاليد والاعراف المتوارثة ... نستطيع ان نقول ان الثورة المصرية تتحول بنجاح تام الي انقلاب عسكري صريح...خاصة مع وجود المادة الخامسة والتاسعة والعاشرة من وثيقة المبادئ الحاكمة للدستور- فلن انساق وراء من يريد ان ينسبها للدكتور السلمي .

عندما يعيد التاريخ نفسه

فلتتفق معي او تختلف لكن بقاء المجلس العسكري في الحياة السياسية المصرية ساعة واحدة ولا اتكلم عن سبعة شهور كاملة ضربا من الهذيان .. ومن ثم فان ممارسة القليل من السياسة الثورية قد يجدي نفعا الان...لا نريد تخبطا بين ثوار التحرير يزيد صراعات ايديولوجية تكسب المجلس العسكري ارضا جديدة..نريد مطلبا توافقيا علي تكوين مجلس رئاسي او حكومة انقاذ وطني لها الصلاحيات السياسية للمجلس العسكري وخطة طريق واضحة الشفافية .. لجنة تأسيسية منتخبة لوضع الدستور ..إنتخابات رئاسية ..إنتخابات برلمانية...ولا بأس من بعض القرارات الثورية كالعزل السياسي وقانون الغدر ومحاكمات ثورة فكفانا ماضاع من وقت وجهد واستنزاف لموارد الدولة.
اما عن الاحزاب فلتطلقوا عليها رصاصة الرحمة ايها السادة ولتنزعوا عنها الاجهزة الحيوية..وبعدها توضأوا واستقيموا فان كنا استقمنا يوما لصلاة الحاجة لانقاذ تلك الثورة واعادتها للحياة...فلتستقيموا الان لصلاة الجنازة علي احزابها ورموزها ..بدءا من الاخوان المسلمين التي اصابتها لوثة مفاجئة حين قابت قوسين او ادني من الوصول لسلطة حاربت من اجلها مايقرب من ثمانين عاما واصدرت مايشبه البيان الاعلامي الموحد الذي يمكن تلخيصه في "عقدة اضطهاد سياسي"...فهي لم تشارك رسميا –كالعادة – حتي لا تدفع الي معركة وتحدث مجزرة كأنما ما حدث في التحرير لمدة اربعة ايام ومازال يحدث نزهة خلوية..اما في حين نجاح الثورة فسوف تعلنها صريحة بأن شباب الاخوان قد كان لهم السواد الاعظم والدور الفعال في انجاحها...مرورا بالنخبة التي اصابتها لوثة الوثيقة التي تدفع عنهم ذلك الذعر الغير المبرر من اغلبية مزعومة تتمتع بيها تيارات الاسلام السياسي...انتهاءا بلاعقي بيادات المجلس العسكري الذين اغتصبوا حق شهداء مصر ودمائهم وجلسوا علي طاولة واحدة مع من اعطي الامر بقتلهم و تخضبت يداه بدمائهم..وكل ذلك بالطبع لانه في النهاية لاصوت يعلو فوق صوت الانتخابات..بينما في الميدان لا صوت يعلو فوق صوت الخرطوش..وسارينات الاسعاف..وهتافات الثوار

فلتطلقوا رصاصة الرحمة علي الثورة

وانني لاتعجب من قيام مظاهرة حاشدة لتأييد المجلس العسكري والمشير طنطاوي...ألم يعلم هؤلاء ان المجلس العسكري طال حكمه ام قصر هو مرحلة انتقالية تعبر بمصر الي قفزة ديمقراطية هائلة بعيدة عن حكم العسكر؟؟هل سيظل هؤلاء علي ولاءهم للمجلس العسكري والمشير بعد انتهاء الفترة الانتقالية ام سينتقل انتماءهم الي اول رئيس منتخب كما انتقل الي المجلس العسكري من الرئيس المخلوع مبارك؟
اما الاكثر عجبا وايلاما فانه في نفس الوقت الذي اجتمعت فيه القوي المناهضة للثورة في مظاهرة لتأييد حكم العسكر وتشويه صورة الثورة...فقد اختلف الثوار انفسهم في اختيار من يعبر بمصر تلك الفترة الانتقالية الضبابية الغامضة..الامر الذي اثبت للجميع ان الثورة ليست بتلك القوة..ليست بتلك الحصافة والذكاء...اثبت للجميع ان الثورة عشوائية فوضوية لا تملك الا ان تعترض وتوجه طاقتها البشرية الكبيرة في الاعتراض لمجرد الاعتراض ...وسحب شرعية الثورة من بساط ميدان التحرير نفسه لتجد من يقول بأنه لا يمثل الشعب المصري وانه لا يعبر عن نبض الشارع ورغم الخطأ القاتل لتلك الفرضية التي يهدم ايقونة الثورة من اساسها ورغم ان ميادين التحرير من شمال مصر لجنوبها ومن شرقها لغربها قد اجرت الدم في عروق الثورة لأيام وساعات طوال...فقد انتصرت الثورة المضادة لشدة تنظيمها وقوة قيادتها والاعيبها بارعة التخطيط.

دعني اخدعك...دعني انخدع

لماذا لا تشحذون الهمم أكثر يا أعضاء المجلس العسكري؟؟لماذا لا تعملون الاتكم الاعلامية الضخمة بطريقة اكثر منهجية..مازال من شعب مصر من هو ثائر حقا لا يهتم بتفاهاتكم ومجلسكم الاستشاري وانتخاباتكم...لماذا الاصرار علي لهجة البلطجية والطرف الثالث والمسلحين قاطني كوكب المريخ؟
لماذا لم تتعلموا من مبارك؟..لماذا لا تقيمون احتفالات وهمية او صراعات تخيلية او مباريات كرة مع اشقاء عرب تزيد الاحتقان بين الشعوب العربية اكثرفتشغل الشعب المصري عن ثورته؟؟
مازال المعتصمين يقاتلون الاتكم الحربية وشرطتكم العسكرية...مازالوا كما هم علي الصف صامدون..لا يأبهون...هم محاربي قضية ايها السادة ومحاربي القضية لا يتنازلون بسهولة..لا ينكسرون بسهولة...لقد قتلتم بداخلهم الخوف ولم تعملوا بنظرية علماء النفس ربما لأنكم لا تقرأون..اي طاغية في العالم يجب ان يعطي من يقمعه شيئا ليخاف منه...ومن يتم تعذيبه بالكهرباء تنقسم حياته الي ماقبل الصعق بالكهرباء...وبعد الصعق بالكهرباء اذا ما بقي حيا..وقد جابهتموهم الجمال والخيول وقنابل الاعصاب والمولوتوف والخرطوش والرصاص الحي..بل والطعام المسموم والقناصة وكسر الرخام فلم يحدث ذلك أثرا..وأكرر ماقلته نصا من قبل:
العنف لا يولد سوي العنف...وموجات العنف المتتابعة من قوات الشرطة التي اصرت علي سحق كبرياء شعب ثائر ولدت لدي الثوار افكارا فعالة بسيطة لتطوير دفاعها من تلك الهجمات المتتالية بدءا من الخميرة والخل والبصل لتفادي تأثير القنابل المسيلة للدموع وغازات الأعصاب حتي "سلك الشبك"المستخدم في اعمال المحارة لعمل قناع ضد الرصاص المطاطي..وعندما تصل الامور الي تلك المرحلة التي لا تجدي معها اسلحة القمع نفعا سوف يلجأ الثوار الي تطوير اساليب هجومها..ومع تزايد اعداد المتظاهرين سوف يغدو الحل الامني ضربا من الجنون .
قلتنتظروا قليلا حتي تفرغ جعبتكم من السهام ويفقد المتظاهرون ايمانهم بالسلمية ...فلتنتظروا بسبب سياستكم الامنية ان تقع مصر في حرب اهلية اعمالا بالقاعدة الجغرافية الشهيرة"لكي تصل الي تونس... لابد لك من المرور علي ليبيا"

رحم الله شهداء مصر...رحم الله شيوخ مصر ...رحم الله رجالات مصر الذين رأوا نساء مصر يضربون ويسحلون وتنكشف عذريتهم فطعنوهم بخنجر الخيانة المسموم في ظهورهم احتفالا بانتخابات هي عار علي كل من نجح فيها وتمسك بلعق بيادات جنرالات المجلس العسكري وسب ثوار مصر بأقذع النعوت والالفاظ...ونذكرهم جميعا بأن البلطجية المأجورين يفرون عند اطلاق اول رصاصة...فلتر كم تطلب من اموال لكي تنام في العراء ويطلق عليك الرصاص الحي وتفقد عينيك .
استقيموا ايها السادة...استقيموا..استقيموا...فمازال شهداءنا يتساقطون...شيوخ الازهر يضربون ويقتلون...شباب مصر يفقدون زهرة حياتهم من اجل هدف اسمي...ستعلق المشانق قريبا ايها السادة وسينتصر من هو علي حق..ولنتذكر ان الشعب الثائر من اجل بلده يعشق الموت بقدر عشقكم للحياة

ذاكرة الاسماك

اذكر جيدا ان حريق مجلس الشوري عام 2008 قد تم اطفاؤه بهليوكوبتر اطفاء تابعة للقوات المسلحة وان حرائق غابات الكرمل باسرائيل اكتوبر 2010 قد ساهمت الحكومة المصرية الموقرة في عهد المخلوع قد ساهمت في اطفائه طائرات اطفاء تابعة للقوات المسلحة المصرية كما اذكر جيدا ان ابعد نقطة اطفاء عن المجمع العلمي تبعد عنه بما يقرب بمائة متر ..اذكر جيدا وجود اربعة بنوك ومقر الجامعة الامريكية بالقرب من المجمع العلمي..فلماذا لم يقم المجلس العسكري بدوره الفعال في حماية المنشات وارسال طائرة اطفاء للسيطرة علي حريق المجمع العلمي؟؟لماذا لم يهاجم احد اي من البنوك او مقر الجامعة الامريكية؟؟لماذا لم يذكر الجميع شهادة امين عام المجمع العلمي ان ثوار مصر القوا بأنفسهم وسط النيران والمولوتوف الملقي عليهم من جنود القوات المسلحة اعلي المجمع العلمي لانقاذ مايمكن انقاذه من وثائق وكتب نادرة ومخططات؟لماذا لم يذكر الجميع ان خراطيم المياه التي استخدمت لتفريق المتظاهرين من اعلي مجلس الشعب كان بامكانها السيطرة علي الحريق؟؟بل ولماذا لم تقم القوات المسلحة بزيادة الحراسة علي المجمع العلمي من الاساس ومنع الاقتراب منه؟لماذا لم يتذكر الجميع شهادة احد موظفي غرفة العمليات بحي بولاق بان الثوار هم من يساهمون في الاطفاء وان القوات الموجودة لا تحرك ساكنا؟

المجلس العسكري الان ينتهج سياسة الاعلام السوري نقلا بالمسطرة...يقيم المجازر ويشتت الرأي العام..يصرح بوقاحة عن مؤامرة حرق مجلس الشعب علنا في مؤتمر صحفي دون ان يحدث شئ..يصرح بمخطط لاحراق الدولة كي يبرر لقواته استخدام العنف...يجبر المسجونين علي الادلاء بشهادات كاذبة للاعلام تحت التهديد والضرب والقمع..يشوه الحقائق..ويعمل اله اعلامية داعرة ضخمة تسبح بحمده ليل نهار وينسي ان من في مصر من لا يمتلك ذاكرة اسماك قريبة المدي ...يتعامل مع الشعب المصري بعقلية نكسة 67 واسقطت طائراتنا مائة من طيارات العدو ويتناسي ان منهم جيل تأتيه المعلومة بضغطة زر ..وانهم يملكون ذاكرة افيال لاتنسي الاهانة والظلم والقمع والاكاذيب..ينتحب علي ضباطه وجنوده وينسي ان العنف لا يولد سوي العنف..يدافع عن دولة بلا دولة ومؤسسات بلا مؤسسات واقتصاد ينهار دون اليات تفعيل لانقاذه بل ومليارات الدولارات التي تخرج من الدولة ويتسول استثمارات اجنبيه ويتناسي ان تصريحاته تقتل الاستثمارات والسياحة فلن يأتي مستثمر بعد تصريحات غبية بمؤامرات حرق وتخريب الدولة...ولا يحرك ساكنا لمحاكمة رموز النظام السابق والتحفظ علي اموالهم في الداخل والخارج في سبيل خروج امن من السلطة دون محاكمات فساد ولا قتل

سياسة وحش الخزانة

حين يتم القبض علي مواطن مصري يوزع منشورات ضد حكم العسكر فتتم محاكمته وسجنه في ثلاثة ايام فقط في الوقت الذي ظلت محاكمة قتلة خالد سعيد وسيد بلال مايقرب من عام ونصف تتيه بين الاعيب المحامين و روتينية القضاء ثم يتم الحكم علي قتلة خالد سعيد بعقوبة واهية وتحويل قضيته من قتل عمد الي قتل افضي الي موت وبراءة قتلة المتظاهرين في السيدة زينب ..اذكر جيدا ان فيديو قتل المتظاهرين من قبل ضباط شرطة السيدة زينب كان من اوائل الفيدوهات التي رأيتها في بدايات الثورة..والان وقد تم الحكم ببراءتهم جميعا فما هي الرسالة الخفية التي يرسلها القضاء المصري النزيه المحترم الي الشعب المصري؟؟
دعنا نعترف ان الرسالة الخفية قد وصلت تماما الي ضباط الشرطة...فلتقتلوا من تقتلون وليستمر قمعكم واذلالكم للشعب المصري فلن يكون لكم رادع بعد الان...فتشحذوا اسلحتكم في وجوه المواطنين العزل ولا يأبه احدكم باشياء تافهة كعقوبة من اخطا فهذا لن يحدث...براءة قتلة المتظاهرين في السيدة زينب بوضع الامر كحالة دفاع شرعي عن النفس هي استكمال للصورة المشوهه التي رسمها الجميع عن الثورة وبداية لحملة براءات موسعة بدءا من ضباط الشرطة وصولا بمن اعطي لهم الاوامر بقتل المتظاهرين وشرعية الدفاع عن النفس..وان كانت الثورة قد قامت لتطهير فساد الداخلية فقد تحول الامر الان الي اعتداء وحشي علي ضباط الداخلية واقسام الشرطة.

لم يعد وحش الخزانة يخيف احدا ايها السادة..قد كبرنا جميعا ولم تعد تخيفنا عباءته السوداء ولا عينيه الحمراوين الكبيرتين...ان الاوان لاحترام عقل ومقدرات..بل وكرامة هذا الشعب...لم يعد يخيفنا الانفلات الامني ولا الازياء الرسمية ذوات الرتب...لم تعد تخيفنا هراوات واقنعة ودروع الامن المركزي والشرطة العسكرية..لم تعد تخيفنا احاديثكم –اعزكم الله – عن المجاعة وعجلة الانتاج..لن يستطيع احدا بعد اليوم السيطرة علي مقدراتنا بافتعال ازمات الغلاء والبنزين والسولار...هذا شعب قد قام ينتفض ضد من عبث بامنه وامانه وحريته...وسيظل ينتفض ويثور حتي يتحقق له ما اراد...ولاذكركم بانه ليس اشرس من شعب كبل بالاغلال فانتفض وثار وشعر بطعم الحرية..من ذلك الشعب الذي انتفض وثار ومزق اغلاله واقتنص حريته..ليكتشف بأن ثورته كانت لعبة...وان ماحدث ان ازداد طول السلسلة التي كانت تغله حتي اذا ماحاول ان يثور...جذب جلاديه قيوده بقبضة من حديد مهلهل ليحني رقبته ويكشف له انه مازال مغلولا اسيرا عبدا يتحرك في محيط دائرة اغلاله ...الامل الزائف ياسادة اقسي وامر واكثر هوانا من انعدام الامل علي الاطلاق


ارهاصات نظرية المؤامرة

منذ يومين او ثلاثة علي الاكثر بدا الحديث عن موضوع مشوق بالفعل وهو موجود ما يزيد او يقل عن عشرة ملايين صوت مزور في الانتخابات البرلمانية الفائتة...هو خبر اوحد وحيد قد يؤكد او ينفي ما تواتر الي الجميع من حوادث الورقة الدوارة –وذلك التصريح الذي أتذكره جيدا عن ان القوة التصويتية اربعون مليون صوت ابان استفتاء 19مارس - ويضاف الي ملف الانتهاكات التي لا تنتوي اللجنة العليا للانتخابات التحقيق فيها..ولكن حين يضاف اليه خبر الامس عن وجود عملاء عرب وتمويل خارجي بملايين الجنيهات لتنظيم مجهول يتورط فيه مجموعة من اعضاء مجلس الشعب المبجل نري بمنتهي البساطة ان الخطوة التالية هي حل مجلس الشعب بأكمله حين يقوم باستجواب ما يهدد جهة ما (مسئولة) او المطالبة –علي سبيل المثال- بمجلس رئاسي مدني من داخل مجلس الشعب - ويضع من يحافظ علي الانتخابات كمكسب تاريخي في ذلك الموضع الذي تريده الجهة (المسئولة)بالضبط...فلتكتف بمعارضة التظاهرات والثورة القادمة والمجلس الرئاسي وعمل انتخابات رئاسية قبل كتابة الدستور كي لا يتم حل مجلس الشعب وتفقد ذلك المكتسب - وقد تكرر ذلك التهديد علي اية حال.


منذ مايزيد عن اسبوع قرأت عن انقطاع كابل الانترنت الذي ينقطع دوما اسفل قناة السويس وهو خبر قد تكرر كثيرا علي اية حال ابان العصر البائد ويذكرني بذلك المشهد العبقري للنجم احمد مكي في فيلم "طير انت" الذي قطع فيه رجاله كابل الانترنت اسفل قناة السويس لكي يمنع زوجته من استخدام الانترنت..وهو خبر قد يأتي منفردا ولا يثير الشكوك الا اذا اضفنا اليه خبر اعتصام العاملين باحدي شركات الانترنت الشهيرة – تي اي داتا بدون ذكر اسم الشركة- كما يمكننا اضافة خبر انقطاع خدمة الهواتف المحمولة عن الهواتف (الغير مرخصة) لنري ان خطة قطع الاتصالات هذه المرة قد تتم بأسباب قانونية ودون ملاحقة قضائية فالخطا وارد علي اية حال وقد تختلط الهواتف المرخصة بالهواتف المرخصة نتيجة عطل فني وقد تنقطع خدمات الانترنت نتيجة الاعتصام او الكابل المقطوع او"الكبير" حين يريد ان يقطع خدمات الانترنت عن زوجته!!

المواطنون الشرقاء...لا يضاجعون الابقار

قناعاتك ملك لك وحدك...تستطيع ان تصدق ببساطة ان 6 ابريل مجموعة من العملاء الاوغاد المدربين خارجيا الممولين لاسقاط الدولة وان الاشتراكيين الثوريين هم مجموعة اناركية ملعونة تريد حرق البلاد وتتناسي دور 6 ابريل طيلة الاعوام الماضية في النضال الحق ضد النظام وتظاهرات الاشتراكيين الثوريين تضامنا مع معتقلي الاخوان المسلمين في السجون الحربية وغيرها...تسطيع ان تبرر النداء الي ثورة اخري الي اعتراض اغلبية ليبرالي مصر علي نتيجة الانتخابات والمطالبة بحل البرلمان واعادة الانتخابات وتتناسي مذابح ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وازمة السولار والبنزين وانابيب البوتوجاز والغلاء وهزلية المحاكمات والانفلات الامني المتعمد ورجال مبارك الذين ظلوا الي الامن يحكمون و يتحكمون في ادق تفاصيل المرحلة الانتقالية وصناديق رعاية شهداء الثورة واعتقال النشطاء وتعقبهم وعودة امن الدولة وانتهاكات الشرطة لتظل تسبح كثيرا بحمد المجلس العسكري حامي الثورة وتطالب بخروج امن له من السلطة وعودة للثكنات...تستطيع ان تفسر انسحاب البرادعي من انتخابات الرئاسة علي انه ضعف وخوف من الهزيمة لضعف شعبيته واتجاه اغلبية البرلمان نحو الاسلام السياسي وتتناسي ان مطالب الجمعية الوطنية للتغيير العشرة التي وقع عليها الالاف هي اهم مكتسبات الثورة حتي الان...تتناسي انه اكثر السياسيين المصريين الذي تم تشويههم عبر العصور ..وانه ايضا اكثر السياسيين المصريين ثباتا علي مبادئه قويا في مواقفه وفي بياناته وحواراته وانه –رغم انف الجميع- هو من اشعل شرارة التغيير والثورة في مصر.

اعلان محمد البرادعي انسحابه من سباق الرئاسة يعني ببساطة موت حلمه في التغيير...يعني ان الامور قد عادت الي سابق عهدها حين رفض الترشح امام مبارك الا بعد تعديل الدستور...يعني ان نظام مبارك مازال قائما بكل عنفوانه ..يعني انه قد قرر نهائيا الا ينفي عن نفسه تهمة مضاجعة الأبقار فالمواطنون الشرفاء ايها السادة لا ...يضاجعون الابقار..ولا يصدقون ان احد يفعلها ولا ينتظرون من احد نفي ذلك..كما انهم بكل بساطة لا يتظاهرون في ميدان العباسية مؤيدين للقتلة السفاحين الطغاة

استقيموا ايها السادة يرحمنا ويرحكم الله

Saturday, January 21, 2012

1عام ...من الثورة والسياسة


عام كامل من الأحداث والتحليلات والقراءات..عام من الترقب والتوتر والامل في ان تصبح مصر افضل بكثير عما كانت..ولكن لنا ان نقول بأن المجلس العسكري - حرفيا - قد اغتصب الحلم وغذي اليأس في صفوف العديدين...ودفع البلاد الي ثورة اخري ليست استكمالا لسابقتها بل للاطاحة به وبكل مايمت بصلة للنظام البائد الذي قاتل المجلس العسكري للحفاظ عليه..ثورة فتية قوية
اعتبرت من العام السابق واعتبرته مرحلة تمهيدية لثورة اقوي واقسي

ولأني كنت اتوقع تلك النهاية الفاصلة ..ولأنني الان لا اجد ما يقال..فقد فضلت ان اقتطع اجزاء من مقالاتي عبر العام المنصرم ولذلك فهي ليست مقالة جديدة...وبالتاي تستطيع توفير وقت قراءتها اذا كنت قد قرأت كل تلك المقالات واحببتها او لم تحبها او تجدها ارهاصات وخيال علمي

مابين ستيفن ارثر يانجر وخالد سعيد

هنري همفري لم يضرب ستيفن حتي الموت...لم يرطم راسه برخام ولا درابزين معدني...هنري بطريقة ما ليس ساديا كي يضرب شخصا بدون اي مبرر وقد كان كل مافعله ليحمي بلده من ارهابي قرر فجأة انه مسلم وان امريكا لابد من عقابها

الي هنا نقف لنقول ان من قتل خالد سعيد قتله بدون اي تهمة ارتكبها....قتله ضربا حتي الموت وفي هذا سادية لا شك فيها

من قتل خالد سعيد قتل امانا واحدث شرخا داخليا داخل كل مصري

من قتل خالد سعيد جعلنا نصدق ان مايحدث في مصر من الممكن ان يفوق ما يحدث في اي فيلم امريكي به ارهابي وقنابل نووية وتعذيب وعملاق زنجي هو ساميول ال جاكسون وان فيلم"لا يمكن التفكير به"رغم مايحدثه من تاثير مقبض عندما تراه لا يمكن ان يكون اكثر بشاعة مما حدث في مصر حين قتل شاب حتي الموت...وحاولت وزارة الداخلية ولا زالت تحاول ان تتستر علي تلك الجريمة...وحتي الموت والقتل...ايضا

عن شفرة اوكام...وتجارب بافلوف...والسيرك السياسي

من يذكر تجارب بافلوف يري ان هناك من يراهن علي الانعكاس الشرطي الاولي لغالبية الشعب المصري...بافلوف حبس الكلاب في اقفاصها وعرضها للتعذيب بعد سماع صوت الجرس...بعد فترة اصبحت الكلاب تعوي وتنشب مخالبها في اقفاصها حين تسمع صوت الجرس دون تعذيب...اصبح صوت الجرس رابط ذهني للالام التي تشعر بها من جراء التعذيب...الان وبعد مرور مايقارب مائة يوم علي خلع الرئيس ومايقرب من مائة وعشرين يوما علي الانفلات الامني...اصبح الشعب في حالة رعب شديد من التظاهرات التي قد تؤدي لنشر البلطجية وترويع الامنين من جديد...تكفي كلمة مليونية او تظاهرة غضب حتي يتذكر الجميع ما لاقوه من لجان امنيه وافتقاد للامن والامان...اصبح هناك من يراهن علي ذلك الخيط الواه..الحرية او الامن...فقط لتصمت كي يحل الامن وتستطيع ان تنام امنا مطنمئنا...فقط لتصمت كي لا يدق الجرس من جديد!!!

جمعة غير تقليدية

ولانها جمعة غير تقليدية فقد امتلئ التحرير علي غير العادة بالبلطجية والبلطجية والمزيد من البلطجية...وازداد التحرش بالصحفيات ورجال الشرطة...وازدادت الدعاوي بعدم تدنيس ميدان التحرير..ثم احترق قسم الازبكية الذي لم اعلم لماذا لم يحترق الي الان...وانتشرت علي صفحات الانترنت فجأة ان الشعب خط احمر..وان قوات الشرطة قد عادت باسوأ مما كانت...وتم تعذيب وقتل ثلاثة مواطنين في اقل من عشرة ايام...ثم بدات المطالبات بجمعة الداخلية التي من اهم مطالبها تجميد عمل قوات الشرطة وضمها لوزارة العدل نظرا لنزاهتها الشديدة في التعامل..واحكامها القضائية الصارمة علي امناء الشرطة الهاربين والسجن المشدد للوزراء الهاربين ايضا.

الثورة الوردية

انا شاب عادي من جيل الثورة والتي لم افعل فيها الكثير ولم اقدم لها الكثير..ولكنها فعلت بي ما فعلته لشخص يموت عشقا لتراب هذا الوطن حقا...انا الان ضد كل مايحدث...ارفض من يتحدث باسم الثورة من لم يفقد ابنا او لم يصب..ارفض التصريحات السياسية والمقابلات الاعلامية النارية...ارفض الاوضاع المتردية..ارفض واعلم جيدا ان تلك البلاد ذاهبه لثورة اخري...وتلك الثورة لن تكون بيضاء كالسابق...وان تضغط علي صبر شعب قام بثورة منذ اقل من خمسة شهور لهو امر في عداد الهزل والكوميديا السوداء...ما ارجوه من اي مسئول الان هو ان يحاول انقاذ مايحاول انقاذه فان النوقَ إن صُرِمَتْ فلن تجدوا لها لبناً ولن تجدوا لها ولدا

فلنكف قليلا عن السذاجة

في الوقت الذي اغلب المفكرين السياسيين والمحللين في حيرة من امرهم...لم تقم ثورة في التاريخ حسبما اعلم لم يتملك ثوارها من الحكم...وهذا ما وضع الثورات العربية في مشكلة...الثورات العربية قامت لتغيير انظمة فاسدة ظالمة والاطاحة بها لكي يحكمها الافضل متناسيين حقيقة بالغة الاهمية..ان ثقافة الكادر الثاني معدومة...لقد ازلت الاسوأ لكنك لا تعلم من هو الافضل...ولذلك فان نظرية المؤامرة هي الفيصل...المجلس العسكري يتامر لعدم محاكمة مبارك..الاخوان تعقد صفقة مشبوهة مع المجلس العسكري...البرادعي خائن وعمر سليمان وعمرو موسي اتباع للنظام البائد...عدم الثقة والتخوين هي الثقافة السائدة رغما عنا خاصة حين يحدث ما يؤكدها 

يعيش اهل بلدي

1-نظرية تطبيق الشريعة واقامة الدولة الدينية:ربما كان جل المراد حاليا هو تطبيق الشريعة ولكن حتي اقامة الحدود في الشريعة الاسلامية مقيدة تقييدا تاما بشروط تكاد تعجز تطبيقها...ناهيك عن ان معظم الحدود المشرعة حدودا ترهيبية وربما كانت غير قابلة للتطبيق –وهذا كلام احد علماء الازهر الاجلاء-..لابد لك من برنامج ثابت محكم متكامل يتضمن كافة محاور الحياة السياسية المصرية وربطها بالشريعة الاسلامية فمازالت ايران وافغانستان في مخيلة من يقرأ او يسمع عن الدولة الدينية..لابد من معرفة كيفية التعامل مع نقاط شديدة الخطورة في المجتمع المصري كحقوق الاقباط والسياحة والتعليم والاسكان المتوسط ...لتفصح قليلا عن ذلك ولتفرد مساحة الحرية اللامحدودة كالقنوات الدينية والصحف والنشرات الدورية في التحدث عن ذلك بدلا من اتهام الليبراليين بالكفرونجيب محفوظ بالهرطقة ووصف الحضارة الفرعونية بالعفنة فهذا لا يعطي مجالا حتي لحوار متحضر بل هو اشبه بصراع الديكة وحوار الطرشان

2-حديث الرويبضة:تلك المقاطع التي تنتشر كالنار في الهشيم عن تشبيه من ينادي بالديمقراطية باهل لوط ووصف من يخالف رايك بشياطين الانس...وصف الديمقراطية الكفر وفتاوي اخفاء وجوه التماثيل افرعونية وقوانين فرض الحجاب ومنع الاختلاط. وما الي ذلك فذلك يثير الحنق والغيظ فعلا...لابد من لتيارات الاسلام السياسي-السلفيين بالذات- من يتحدث وفيم يتحدث وكيف يتحدث...لابد من الاخذ في الاعتبار ان ذلك لا يسئ فقط للتيارات الاسلامية بل يسئ للمسلمين والاسلام ككل .
.
3-نظرية الضحية التي تتحول لجلاد متي منحها احدهم سوطا:وهي نظرية نفسيه معروفه وتثير القلق...تخيل شخصا ظل مطاردا ومسجونا ومعذبا فترة طويلة يتحول فجاة لجبهة سياسية تتواجد بقوة في الشارع المصري...أبلغ مثال اراه الان عبود الزمر الذي سمي بشيخ المجاهدين وتسعي بعض وسائل الاعلام لاعتباره نيلسون مانديلا المصري.
.
كوميديا بعد الثورة

الان نجد ان زمن البلطجة والعمالة والكنتاكي قد انتهي وهذا يدل بما لايدع مجالا للشك ان مصر تتغير ببطء ملحوظ...وان القيادة العسكرية التي تحكم مصر الان تتسم بالتجديد والابتكار...الان مئات من الجواسيس يجوبون المعمورة ويرسلون تقاريهم السرية عبر تويتر والفيس بوك -انتهي عهد الحبر السري والميكروفيلم واجهزة الارسال العقيمة- وطائرات تخترق حاجز الصوت من باب -اخترق للصوت حاجز يطلعله 24-والفلول لم تعد فلولا وقتلة المتظاهرين هم من القتل براء براء براء...فقط تحدث كي تشكك في نزاهة القضاة وشرف القضاة الذي هو مثل عود الكبريت...لتعترض كي يكون هذا كافيا لجرجرتك الي النيابة العسكرية ويتم الحكم عليك في ست ساعات وهو رقم مقدس في العسكرية المصرية منذ حرب اكتوبر بينما وزراء النظام السابق ورئيسه لم يتم الحكم عليهم بعد ست شهور من سقوط مبارك وتولي المشير بينما تضرب كف بكف علي بطء المحاكمات تجد من يقول ان الله قد خلق الله في ستة ايام وان الدية اصبحت واجب شرعي يطبق علي اهالي الشهداء شئت ام ابيت لانه لامناص من تطبيق شرع الله...واذا ادنت ذلك قائلا بان من قتل يقتل وان لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب تجد من يقول بانك لست عالما وانك تتحدث كما لو كنت من ائمة الامة او عضو بلجنة الافتاء
انتهي عصر كرات والنار والجمال التي تضرب المتظاهرين ليحل محلها الدراجات البخارية وقنابل غاز الاعصاب وعود حميد للصفقات المشبوهة والمليونية والاعتصام التي تحولت الي مليونية فقط بأمر أعلي من مكتب الارشاد...بينما تحول المتظاهرين انفسهم الي ليبراليين واسلاميين ويساريين ودستور اولا وانتخابات اولا وظهرت مئات من ائتلافات شباب الثورة التي تدين وتتفق وتشجب وتعتصم وتضع مئات المسامير وقطع الزجاج امام عجلة الانتاج

ومازالت فقاعات الاختبار تتوالي

الان صار شباب الميدان اقوي واكثر تفتحا واكثر عنفا لايطيق احدهم الخداع او نبرات التخوين والتهديد...لم تلطخ الثورة ايديها بالدماء لكنها صارت اكثر عنفوانا وقدرة في مطالبها..ودون ادني احترام لمن خان ثقتها وامالها في الارتقاء بمستقبل وطن يستحق الافضل في كل شئ
نعود فنقول ان غلق مجمع التحرير وتهديدات اغلاق القناة كان لها اكبر التأثير علي المجلس العسكري...واستطيع ان اقول بثقة انه لولا تلك التصعيدات المستمرة لما كانت تلك المكتسبات...محاكمات علنية...تغيير شامل لوزارة اعتبرت انتقالية ومازلنا نرقب اداءها بشغف...الاهتمام بمصابي وشهداء الثورة..دعك من حركة تنقلات الشرطة فمازلت اري ان تلك الوزارة بالكامل تحتاح الي اعادة هيكلة وليست بعض التنقلات واحالة بعضهم للتقاعد..لاعزاء طبعا لعجلة الانتاج فهذا يتحمل مسئوليته بالكامل من يقوم بادارة تلك البلاد وليس شباب المعتصمين...ربما مازلت لا اتصور دولة بدون تطهير للشرطة والقضاء والاعلام لكن الثورة والاعتصام لم ينته بعد علي اية حال
بالطبع مازالت تيارات الاسلام السياسي علي عهدها ولم تخن ثقتي الشديدة في السباحة ضد التيار وكل همها الانتخابات البرلمانية ولا تجد غضاضة في تقبيل بيادة المجلس العسكري من اجل ذلك...انتشرت في الفترة السابقة فيديوهات عديدة بعنوان لما يكره العلمانيون المجلس العسكري...ومع تطور الامور والرضوخ لمطالب المعتصمين تحولت الي لماذا وافق المجلس علي طلبات العلمانيين...ثم تجد من يقول ان محاكمة مبارك ليست بتلك الاهمية المهم...الانتخابات اولا..ثم السخرية المقيتة من كل من يعارضهم بتلك الطريقة الفوقية كانما ضمن كل منهم مكانه في الجنة واذا ما حاول احدهم الرد..فقط ليتهم بالكفر والالحاد والسخرية من الدين...وفي النهاية وعندما شارف المعتصمون علي النجاح يعلنوا جميعا بأنهم مشاركين في مليونية الجمعة القادمة..كعادتهم في ارتقاء سلم نجاح الثورة علي اكتاف وظهور المعتصمين
خارج النص...قامت مظاهرات (مليونية)مكونةمن مائة فرد او اقل او اكثر لدعم المجلس العسكري ورفض اعتصام التحرير بميدان روكسي وتم اتهام حركة 6ابريل -كالعادة-بالعمالة وتشبيه رجالها وشبابها بالاسرائيليين فكان رد الاخوان المسلمين علي موقعهم بانه تلك المظاهره كانت لاحترام نتيجة الاستفتاء
مازالت الحركة الوطنية الحنجرية لفلول النظام السابق تقوم بدورها علي اكمل وجه في ارسال البلطجية من كل شكل ولون علي المعتصمين في الميادين تحت رعاية ضباط شرطة سابقيين او حاليين...ورغم اعتراض العديدين علي تعامل معتصمي التحرير فانني اذكر العديدين بأنه لابد من العنف من ان لاخر كي لا تظل الميادين مرتعا للبلطجية..وكي يهاب البلطجي ان يضرب او يعلق عاريا علي نخلة...حتي الان لا اجد صورا منبوذة الا القليل من هؤلاء الذين تعلو اصواتهم من ان لاخر بمطالب مبتعدة عن صوت الجموع وهؤلاء يتم اسكاتهم بانتظام

خيط رفيع

من العجيب ان يتم خلال فترة قصيرة جدا الهجوم علي عمرو حمزاوي وبسمة ود.محمد البلتاجي واحمد ابو بركة قيادي الاخوان المسلمين...وان يتم القبض علي اسماء محفوظ ولؤي نجاتي..وان يتم تخوين حركة 6 ابريل وحركة كفاية..وان يتم استبعاد المقدم محمود عبد النبي..وترقية سفاح الاسكندرية وائل الكومي..ان يتم ارهاب النشطاء واختطافهم..ان نكتشف فجاة ان موبينيل قد ساعدت اسرائيل في التجسس علي مصر..ان يتم استبعاد د.حازم عبد العظيم من الوزارة لتصريحاته النارية عن وزير داخلية مدني واحقية تصويت المصريين في الخارج..ان يتم تجاهل البلاغ المقدم ضد اللواء حسن الرويني عن تصريحاته ان الشائعات التي كان هو مصدرها وعن تحريضه المتعمد في احداث 23يوليو الاخيرة في العباسية...ان نكتشف ان انقطاع الاتصالات ونفاد بطاريات اجهزة اللاسلكي تحول دون وصول اوامر محددة بانسحاب الشرطة في 28يناير والتسبب في الانفلات الامني..وتستطيع ان تعدد تلك الاحداث الي مالانهاية حتي تصل الي السؤال المحدد ..الان وبعد الثورة...من الذي يقوم بتصفية حساباته من كافة التيارات السياسية التي قامت بالثورة...بالمناسبة المستشار احمد رفعت شارف علي المعاش..والعفو عن مبارك لا يصدر الا عن رئيس جمهورية فيما يسمي عفوا رئاسيا...وتم تدشين حملة عمر سليمان لانتخابات الرئاسة...انتظر ماسيحدث للدكتور ممدوح حمزة بالمناسبة..!
من العجيب ان تتساءل بعد الثورة...هل سقط النظام حقا؟؟

أزهي عصور الديمقراطية

قرأت يوما عن ذلك الهندي الذي ظل مذهولا في القطار لمدة ثلاث ساعات متواصلة حين اختطف قرد عنقود من العنب كان في يده...ثلاث ساعات متواصلة تخشبت يداه علي عنقود العنب الغير موجود وفي عينيه تلك النظرة الذاهله.

ولذلك فمنذ الجمعة الماضية وانا في حالة ذهول شديد مما حدث...منطقيا وحسابيا وتفعيلا لدور العقل الذي خلقه لنا الله فجعلنا مختلفين عن سائر الكائنات الغير عاقلة كالبلطجية والبلطجية ذوي الزي الرسمي فلنا ان نقول ان ماحدث من اقتحام السفارة كان خطأ الجميع...خطأ قوات الجيش التي سمحت بهذه المهزلة..خطأ القوي السياسية التي لم تع الفخ التي تم نصبه لهم ببيان المجلس العسكري - اعزهم الله وابقاهم ذخرا للطوارئ-الذي قال فيه تحديدا انها مسئولة مسئولية كاملة عن اماكن التجمعات..وخطأ كل من هلل وكبر واقام الصلوات والابتهالات فرحا بتلك النشوة الزائفة...الان ولأن السيئة تعم فقد تم تعميم قانون الطوارئ ليشمل المدنيين ومنهم الناشطين والثوار واصحاب الرأي..والبلطجية؟؟؟والانفلات الامني؟؟...دع عقلك يعمل يارجل فلا داعي للاعتراض من اجل الاعتراض...هل من المنطقي ان يتم تفعيل الطوارئ علي البلطجية وقد تعايشنا معهم والفنا وجوههم؟هل تريد اجراءات رادعة لانفلات امني "عشرة"سبع شهور متواصلة؟؟..."ده احنا حتي نبقي قلالات الاصل"..!!!

اما عن عودة الامن ورجال الشرطة الي اعمالهم بعد اجازات مدفوعة الاجر فلنا ان نتوقع تواجد مكثف بعد تلك المكافاة العزيزة الذي نالها كل منهم..قانون الطوارئ...تكلم عن حقك يا عزيزي وسوف يتم تلفيق القضية لك كالسابق ويحتار ذووك في مكانك بعد ان تغيب يوم او اثنين...قلت يوما انه من غير المنطقي ان انهال بالسباب علي شخص واطلب منه حمايتي بعد ذلك...بالفعل من غير المنطقي ان يتم اهانة قوات الشرطة علنا ثم اطلب من احدهم منه الحماية...الان وقد استحقها كل منهم عن جدارة -المكافأة المنشودة في اعادة قانون الطوارئ -نقول...لقد ظلت البلاد في حالة انفلات كامل لمدة سبعة اشهر لم يتم تفعيل الطوارئ بها..سبعة اشهر ونيف لو شئت الدقة... وما حدث ان انهالت المحاكمات العسكرية علي الناشطين وارهاب اهالي شهداء الثورة..والبلطجية؟؟؟والانفلات الامني؟؟؟..ما من مجيب

المربع رقم 1

دون مواربة...وانكاء لجرح لابد منه...وبالخط المستقيم الذي هو اقرب مسافة بين نقطتين...فاننا نجد ان المجلس العسكري يتخبط بين نظام فاسد كان احد اجزائه وربما اركانه يوما ما..وبين ثورة تطالب دوما بالمزيد...وهو لن يعترف يوما بالثورة ولا مطالب الثورة كما تقول دوما بياناته...هو فقط يعيد انتاج نظام يعلم جيدا انه لن يأتي ذلك اليوم الذي سوف يحاسب اعضاءه فيه ...لابد لنا وان نذكر ان موقعة الجمل كانت محطة فارقة في الثورة المصرية ولابد لنا وان نتذكر ايضا انه وقف منها موقف المتفرج..بل وساعد بعض الجمال علي المرور بجوار المدرعات كما كشفت العديد من مقاطع الفيديو...يجب ان نتذكر التعارض بل والتناقض الشديد بين شهادة المشير طنطاوي وتصريح سامي عنان في الجريدة الكويتية الذي كان نصه"رفضنا اوامر رئاسية بسحق المتظاهرين ومحو ميدان التحرير!!"

والان واحقاقا لجميع الحقوق فان المجلس العسكري كسلطة سياسية تدير البلاد اشبه بسائق ارعن يقود حافلة مسرعة في نفق مظلم...وما يفعله من اجراءات ومحاكمات ومعارضات ماهو الا زيادة لسرعة الحافلة لتخرج من ذلك النفق المظلم دون اي احتمال بارتطامها او انقلابها...لن نظل نحوم وندور في بوتقة مبارك والاعلام المضلل الذي عارض وهاجم وزرائه ووضعه في مرتبه اشبه بالالهه ..نفس المرتبة التي يضعها الان للمجلس العسكري.

لا ادري كلما تذكرت تلك الاحزاب الطامعة لسلطة واغلبية برلمان مصر القادم تذكرت
ذلك المقطع من رواية العبقري راي برادبوري 451 فهرنهايت
  ذات مرة كان صبيا وقد جلس علي كثيب رملي اصفر يملأ بالرمال غربالا لأن ابن عما قاسيا قال له لو ملأت هذا الغربال بالرمال فسوف اعطيك قرشا..وكذا قضي الوقت يملأ الغربال ..ويملأ الغربال.. لكن الرمال كانت تتسرب من الاسفل بلا توقف... يداه منهكتان..والرمال حارقة..والدموع تسيل علي خديه وقد خطر له انه لو أسرع فلربما استطاع ان يملأ الغربال

المجلس يعد الجميع بالقرش اذا ما ملا الغربال بالرمال..والجميع يجاهدون ويقاتلون للحصول علي ذلك القرش..وما سوف ينتج عن تلك العلاقة الغير الشرعية الاثمة هو ابن مشوه لبلد بلا دستور  ولا سلطة منتخبة حقيقية ونظام عفن خرب يعود اكثر شراسة من ذي قبل!!

فلقد برئت من المجاملة

رسالتي الاخيرة للمجلس العسكري...دوره الغامض في حماية الثورة ينكشف يوما بعد الاخر..هناك العديد من الشواهد التي تؤكد عدم مناصرته للثورة من الاساس منذ بدايتها بل هو اقرب للتضحية برأس النظام للحفاظ علي النظام نفسه...ليس اول تلك الشواهد ولا اخرها الطائرات المقاتلة التي جابت سماء التحرير والمحافظات المختلفة علي ارتفاعات منخفضة والتي لا تفسير لها سوي اثارة رعب الثوار...وليس اولها ولا اخرها الحيادية التامة اثناء حرق المنشات او حتي دخول الجمال بجوار مدرعات الجيش بل وفتح الطريق لها...السياسات المتخبطة التي تحاول ارضاء جميع الاطراف والتي تروج لمخاوف المجاعة وعجلة الانتاج... من يبحث عن الف قرينة لادانة المجلس العسكري فسوف يجد...ومن يبحث عن الف قرينة لاثبات ولائه للثورة فسوف يجد..وهذا يدل علي انه في بعض الاحيان ما يكون التلميذ امهر و"اشطر"من استاذه

التاريخ يكتب الان ايها السادة..تسود صفحاته بمن قال وفعل ومن قال ولم يفعل ومن لم يقل ولم يفعل...كلنا الان نختار مكاننا في كتب التاريخ ولنتذكر ان من استطاع تزوير التاريخ ثلاثون عاما في قفص الاتهام الان ..وان التاريخ رقيب حازم صارم اشيب الشعر ملأت التجاعيد وجهه وزادته خبرة تجعله اليوم تلو الاخر لا يسمح بالغش ولا بالتدليس ولا بالمراوغة.

استقيموا...استقيموا..يرحمنا ويرحمكم الله

Thursday, January 19, 2012

المواطنون الشرفاء...لا يضاجعون الابقار


يذكر التاريخ أن الرئيس الأميركي نيكسون عندما أراد الإيقاع بمنافسه في انتخابات الرئاسة الامريكية في إحدى الولايات , فطلب من احد مساعديه ان يسرب خبر في إحدى الصحف أن منافسه "لا يضاجع الأبقار" فسأله مساعده بذهول:، وهل قال أحد إنه يفعلها؟ 
فأجابه ..اننا ننفي, ولم أقل إنه يفعلها 
واتسعت ابتسامته وقال له:فلتدعه يثبت انه لم يفعل ذلك!!

الان وقد وصلت بنا الامور الي ذلك الحد المختلط به المفاهيم وأصبحت مصر اشبه بتلك المرأة الهستيرية المصابة بصدمة عصبية قوية ..كل يغني علي ليلاه...كل يتمسك بمكاسب الفترة الانتقالية عملا بمبدا "عصفور في اليد..خير من عشرة تأتي بها ثورة اخري"...اصبح الثوار فلولا والمتظاهرين يريدون احراق البلاد وتخريبها وتقسيمها والسماح لقوات دولية بانتهاك حرماتها...اصبحت البلطجة هي اسم اللعبة وتخريب المنشات هو الهدف الرئيسي...كل يخوف ويخون ويخول لنفسه حقوقا لم يمتلكها الا بعد الثورة واصبح شرفاء مصر ممثلين فيمن يدافعون عن المجلس العسكري وقراراته الخرقاء وتواطؤه المتعمد في طمس ادلة فساد النظام السابق وملاحقة النشطاء بل وقمع حريات التعبير...اصبحت بيانات المجلس العسكري موجهة تجاه الشرفاء الذين يناصرون مخلوع مصر ليلا نهارا جهارا واصبحت اجتماعاته مع من يعده بخروجا امنا من السلطة دون ملاحقة قضائية بل ووضع مكانة خاصة له في دستور مابعد الثورة.

وحتي لا يقع العبد الفقير الي الله المتهم بالعجز والتقصير في خانة التعميم القميئة وحتي تكون الرسالة اكثر تركيزا وتوجيها فانه يجب توضيح ما يلي:

1-التيارات الاسلامية مثل السلفيين والجماعة الاسلامية التي خرجت رغما عنها عن الشرعية ابان النظام السابق لم يكن لها الدور البطولي الذي يرسمه اعضاءها في معارضة النظام السابق ولتسأل عن ذلك كل من اعتقل في غياهب امن الدولة "الامن الوطني في حلته الجديدة" لأنه فقط يلتزم بالصلاة في المسجد او يطلق لحيته...ليس هذا نضالا ايها السادة ولنتسم ببعض العقلانية فأعظم الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر وفتاوي الخروج عن الحاكم تنتشر انتشار النار في الهشيم يوما بعد يوم بدءا بمظاهرات يناير حتي مظاهرات يناير القادم ..لن أدعي البطولة ولن يزايد احدا عما عانته تلك التيارات من قمع وتعذيب ولكننا كي نسمي الامور بمسمياتها فهذا ليس معارضة للنظام بقدر ماكان التزاما دينيا شخصيا جلب لصاحبه المصاعب.
ولهذا حين يكتسب احدهم مكتسبا وثقلا سياسيا بعد ثورة عارضها من الأساس فلا يحق له ابدا ان يتهم من قام بالثورة بالتحريض والخيانة والتخريب وليس من حقه اطلاق الاتهامات جزافا علي حركات سياسية كحركة 6 أبريل وكفاية بالتمويل الخارجي والعمالة..بل واجرؤ علي القول بان معاداة الليبراليين والعلمانيين والاشتراكيين والاقباط وزهور الصبار والتماثيل الفرعونية ومياه البحار ورمال الصحراء ليس من الحصافة والكياسة في شئ في الوقت الذي قامت فيه تلك الثورة-انصافا-علي اكتافهم دون اي مبالغة وفي الوقت الذي يستعدون فيه لممارسة العمل السياسي الذي يستلزم منك التعامل مع كل التيارات والجنسيات والديانات..وليكن في تاريخ مصر عبر العصور عبرة لمن يعتبر فدائما ما استخدم الحاكم تلك التيارات لقمع المعارضة يسارية كانت او يمينية ثم يأتي الدور بعد ذلك عليها عملا بجزاء سنمار.

2- الاخوان المسلمين كما عهدتهم منذ قيام الثورة اصحاب اكثر الفقرات ترفيها في السيرك السياسي..اطلاق فقاعات الاختبار وقياس نبض الراي العام ثم التراجع عن تلك التصريحات عندما تقابل بالرفض..وامساك عصا الموقف من المنتصف حتي اخر لحظة لتحديد الموقف ..ليس ذكاءا سياسيا ايها السادة ان تجلس في غرفة مغلقة لتلعب لعبة الشطرنج السياسي مع نظام غاشم سلطوي مكتفيا بمكاسب محدودة في الوقت الذي لابد لنا من الاعتراف فيه بأن الاخوان المسلمين لهم تجربة سياسية عميقة لم يتسني لهم التفاعل معها واطلاقها من عقالها معتبرة صفقاتها السابقة جزءا من لعبة الشطرنج السياسي..ليس من الحصافة ان يذكر المتحدث الرسمي للاخوان المسلمين عن خروجا امنا للمجلس العسكري من السلطة بل ووضعية خاصة في الدستور متجاهلا ضحايا المجلس العسكري في محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء حقنا للدماء وليس من الذكاء مهاجمة الاشتراكيين الثوريين لمجرد ان قال احدهم انه يسعي لهدم دولة الفساد واقامة دولة قوية ذات مؤسسات فاعلة فهذه مطالبنا جميعا..ليس هذا وقت البيانات المائع فكما قلت قبلا:
قاعدة اعمل نفسك ثوري تثبت فشلها اليوم بعد الاخر...وهي التي تتلخص في جس نبض الراي العام..ولا بأس بعدها من القاء بعض الجثث للكلاب
لا استطيع انكار دور شباب الاخوان في الثورة...ومواقفهم النبيلة اليوم بعد الاخر يثبت اتساع الهوة بين الاخوان المسلمين والثورة نفسها..لولا بقية من ولاء لتبرأ شباب الاخوان من تلك المواقف الهزيلة –وقد حدث هذا فعلا واثبت منهم حضورا قويا في مليونيات قرر مكتب الارشاد عدم الخوض فيها لانهم لا يضمنون لها نجاحا....تلك الضمانة الزائفة بقوة الشارع واغلبية البرلمان لن تفيد اذا ما زادت الهوة اكثر واكثر ووجد الاخوان انفسهم في حالة تضحية دائمة بالثورة للمجلس العسكري .

3-باقي التيارات السياسية وضعت رغما عنها في موضع الخروج عن الشرعية البرلمانية..ومازالت الاصوات تنادي بأن نداءاتهم بالتظاهر وثورة اخري ماهي الا نتاج حضورهم الهزيل في البرلمان واعتراضهم علي نتائج الانتخابات البرلمانية رغم ماشابها من انتهاكات من اهم اسبابها الرئيسية ضعف التجربة البرلمانية في مصر و سوء الاعداد فنحن نتذكر جميعا ان اصوات المصريين كانت تذهب –احياءها وامواتها – الي الصناديق دون اي عناء في اي انتخابات سابقة.

قناعاتك ملك لك وحدك...تستطيع ان تصدق ببساطة ان 6 ابريل مجموعة من العملاء الاوغاد المدربين خارجيا الممولين لاسقاط الدولة وان الاشتراكيين الثوريين هم مجموعة اناركية ملعونة تريد حرق البلاد وتتناسي دور 6 ابريل طيلة الاعوام الماضية في النضال الحق ضد النظام وتظاهرات الاشتراكيين الثوريين تضامنا مع معتقلي الاخوان المسلمين في السجون الحربية وغيرها...تسطيع ان تبرر النداء الي ثورة اخري الي اعتراض اغلبية ليبرالي مصر علي نتيجة الانتخابات والمطالبة بحل البرلمان واعادة الانتخابات وتتناسي مذابح ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وازمة السولار والبنزين وانابيب البوتوجاز والغلاء وهزلية المحاكمات والانفلات الامني المتعمد  ورجال مبارك الذين ظلوا الي الامن يحكمون و يتحكمون في ادق تفاصيل المرحلة الانتقالية وصناديق رعاية شهداء الثورة  واعتقال النشطاء وتعقبهم وعودة امن الدولة وانتهاكات الشرطة لتظل تسبح كثيرا بحمد المجلس العسكري حامي الثورة وتطالب بخروج امن له من السلطة وعودة للثكنات...تستطيع ان تفسر انسحاب البرادعي من انتخابات الرئاسة علي انه ضعف وخوف من الهزيمة لضعف شعبيته واتجاه اغلبية البرلمان نحو الاسلام السياسي وتتناسي ان مطالب الجمعية الوطنية للتغيير العشرة التي وقع عليها الالاف هي اهم مكتسبات الثورة حتي الان...تتناسي انه اكثر السياسيين المصريين الذي تم تشويههم عبر العصور ..وانه ايضا اكثر السياسيين المصريين ثباتا علي مبادئه قويا في مواقفه  وفي بياناته وحواراته وانه –رغم انف الجميع- هو من اشعل شرارة التغيير والثورة في مصر.

اعلان محمد البرادعي انسحابه من سباق الرئاسة يعني ببساطة موت حلمه في التغيير...يعني ان الامور قد عادت الي سابق عهدها حين رفض الترشح امام مبارك الا بعد تعديل الدستور...يعني ان نظام مبارك مازال قائما بكل عنفوانه ..يعني انه قد قرر نهائيا الا ينفي عن نفسه تهمة مضاجعة الأبقار فالمواطنون الشرفاء ايها السادة لا يضاجعون الابقار..ولا ينتظرون من احد نفي ذلك..

فلتستقيموا ايها السادة يرحمنا ويرحمكم الله..

Monday, January 02, 2012

سياسة وحش الخزانة


لديك طفل صغير ادامه الله عليك وابقاه ويتربي في عزك...ظللت تخييفه بوحش الخزانة المرعب الذي سيخرج منها ليلا ليلتهم مؤخرته اذا لم يطيع كلامك ويغسل اسنانه قبل النوم..ولا يضرب الكرة بالحائط لأن ذلك يسبب لك صداعا مزمنا..وكلما قام بفعل ما لا يروقك ظللت تذكره بوحش الخزانه ذو العينين الحمراوين ويديه ذات المخالب وعباءته السوداء التي لو لامسته لأحرقته..كبر الطفل خائفا يتحسس خطواته بعيدا عن ذلك الوحش يرمق الخزانة ليلا في خوف..حتي جاء ذلك اليوم الذي هددته يوما بوحش الخزانة فانتفض في غضب وعصبية وقام يخلع ابواب الخزانة..يدمر ملابسه وكتبه باحثا عن ذلك الوحش فلم يجده...وجد كيانا ضخما متوارثا متراكما من الخوف الذي ظل حبيسه طيلة حياته مما أورثه شعورا بالحنق الممزوج بثقة وعينان دمعتا من فرحة التحرر من ذلك القيد المقيت...الا تري معي انه من العبث ان تخيفه ثانية بوحش الخزانة اذا مافعل مالا يروقك؟؟؟

وان تحدثنا عن عبث المرحلة الانتقالية فلن يكفي مقال واحد ولا سلسلة مقالات بل ومجلدات بأكملها...الواقع الان ان سيناريو اجهاض الثورة المصرية في مرحلته النهائية...مرحلة افراز النتائج ...وان خاف الجميع وارتعب في بداية الثورة من اصدار احكام قضائية في بداية الثورة فلم يعد هناك اي مبرر لذلك بعد التشويه المتعمد للثورة المصرية ووضعها في صورة انتفاضة اصلاحية لا ثورة شاملة..ما الذي تنتظره من نظام مبارك حين يحاكم مبارك؟ما الذي تنتظره من قضاء ترزخ سلطاته بأكملها تحت قمع المجلس العسكري؟؟

حين يتم القبض علي مواطن مصري يوزع منشورات ضد حكم العسكر فتتم محاكمته وسجنه في ثلاثة ايام فقط في الوقت الذي ظلت محاكمة قتلة خالد سعيد وسيد بلال مايقرب من عام ونصف تتيه بين الاعيب المحامين و روتينية القضاء ثم يتم الحكم علي قتلة خالد سعيد بعقوبة واهية وتحويل قضيته من قتل عمد الي قتل افضي الي موت وبراءة قتلة المتظاهرين في السيدة زينب ..اذكر جيدا ان فيديو قتل المتظاهرين من قبل ضباط شرطة السيدة زينب كان من اوائل الفيدوهات التي رأيتها في بدايات الثورة..والان وقد تم الحكم ببراءتهم جميعا فما هي الرسالة الخفية التي يرسلها القضاء المصري النزيه المحترم الي الشعب المصري؟؟

دعنا نعترف ان الرسالة الخفية قد وصلت تماما الي ضباط الشرطة...فلتقتلوا من تقتلون وليستمر قمعكم واذلالكم للشعب المصري فلن يكون لكم رادع بعد الان...فتشحذوا اسلحتكم في وجوه المواطنين العزل ولا يأبه احدكم باشياء تافهة كعقوبة من اخطا فهذا لن يحدث...براءة قتلة المتظاهرين في السيدة زينب بوضع الامر كحالة دفاع شرعي عن النفس هي استكمال للصورة المشوهه التي رسمها الجميع عن الثورة وبداية لحملة براءات موسعة بدءا من ضباط الشرطة وصولا بمن اعطي لهم الاوامر بقتل المتظاهرين وشرعية الدفاع عن النفس..وان كانت الثورة قد قامت لتطهير فساد الداخلية فقد تحول الامر الان الي اعتداء وحشي علي ضباط الداخلية واقسام الشرطة.

ولأن الامر قد اصبح مموها فلا تعرف له راس من ذيل فقد وصلت الرسالة كاملة غير منقوصة الي اباء شهداء الثورة كاملة غير منقوصة...لن ينصفكم قضاء مبارك والمجلس العسكري من بعده – او من خلاله – فالشعب بأكمله يعاقب علي ثورته الان وعلي اطاحته بمبارك وعلي أمله ان يحيا كريما في ظل دولة قانون يسري علي الجميع ويفتح الباب لحالة كاملة من الفوضي والعنف ولا ادل من ذلك الا بهتاف مسيرة امس امام دار القضاء العالي (ياقضاء نام وارتاح حقنا حناخده بالسلاح)...لا تلومن ابا موتورا ولا اما مكلومة حين تنتزع قصاصها وحق ابناءها قسرا  فأنت رجل عادي من البروليتاريا لا يحق لك سوي تحمل القمع والقمع والمزيد من القمع ولا امل لك في حياة كريمة ولا قضاء نزيه ولا قصاص عادل.

ثم تأتي مرحلة ما لتبرير كل ذلك العنف ..مصر تحترق وهناك مخططات كاملة لاحراقها وادخالها في دوامات من الفوضي والتخريب والتقسيم والتدخل الأجنبي وعلي الجميع التكاتف من اجل منع ذلك..لا أعلم حتي الان دور اجهزة الدولة وسط كل هذا ..ما اعلمه يقينا انني اذا كنت رب اسرة وعلمت ان هناك من يخطط لسرقة منزلي وانتهاك حرمات اهل بيتي فسوف افعل كل مايلزم للحيلولة دون ذلك...ولكني لن اظل اصرخ في وجوه ابنائي بأن يخافواويرتعبوا...يكتفي المجلس العسكري فقط بلعب دور المحلل الرياضي في استديوهات تحليل مباريات الكرة..يشرح خطط احراق مصر وينشر شائعات مضللة وهو يملك جهاز مخابرات عامة ومخابرات حربية بشهادة جميع الدول من اقوي اجهزة المخابرات في العالم..يملك جهاز امن وطني صنيعة السيكيوريتاتيا الرومانية في اوج عصرها ومجدها ...لا يستطيع عاقل ان يصدق ان اجهزة امنية بهذه القوة لا تستطيع اجهاض تلك المؤامرات والاكتفاء بنشر الرعب والفزع بل الاقرب لمنطقية الامور انه يعطي لنفسه وللعالم اجمع مبرر لاستخدام القوة المفرطة لقمع التظاهرات والاحتجاجات.

ولكن عبثية الامر تأتي حين تلعب بمقدرات شعب ثائر يريد الموت بأكثر ما يريد جنرالات المجلس ومعاونيه الحياه...بعد عام كامل من الثورة المصرية يتكرر الكلام عن المخططات والمندسين والمؤامرات الخارجية لنعلم فقط رؤية المجلس العسكري الحقيقية لثورة مصر..بعد عام كامل تقتحم مقرات المنظمات الحقوقية والتحفظ علي ملفاتها بدعوي التحقيق في تمويل خارجي ويتجاهل عامدا متعمدا مركز محمد علاء مبارك الذي تصدر اسمه اولي المنظمات التي تتلقي دعما...من المنطقي بعد الدور الذي لعبته منظمات حقوق الانسان من الحصول علي حكم ادانة في قضية كشف العذرية ومحاكمة اللواء كاطو علي تصريحاته..بل والحصول علي مستندات تكشف تورط احد قادة المجلس العسكري في قضية قطع الاتصالات وتحويل ملف احداث محمد محمود الي المحكمة الجنائية الدولية ان يتم اغلاقها بتلك الطريقة الغاشمة السلطوية ..وتجاهل الجمعيات الاسلامية التي تلقت تمويلا خارجيا بعد التأكد التام من  موالاتهم للمجلس العسكري ودورهم الذي اصبح لا يخفي علي احد في اجهاض الثورة والاكتفاء بكراسي البرلمان.

تحويل مظاهرات الخامس والعشرين من يناير القادم الي مؤامرة كبري تضمن للمجلس العسكري خروجا امنا من السلطة دون محاكمة جنائية و صناعة مناخا يجعل من فكرة السلمية مثارا للسخرية وتغذية اليأس بين صفوف الثوار وطبقات الشعب يجعل الجميع مستدرجا رغما عنه الي عنف يقابل  بعنف مماثل يبرره استخدام الشرطة العسكرية والداخلية و  تشويه المتظاهرين ووضعهم في صورة المتامرين  يدعو الجميع الي نبذهم بل واعطاء المجلس العسكري الضوء الاخضر لابادتهم ..تحويل ثورة يناير الي انتفاضة اصلاحية واختذال مكتسباتها الي برلمان منتخب وتغيير حكومة يحتاج من الجميع تكاتف اقوي ونبذ الخلافات والكف عن النواح والبكاء علي اللبن المسكوب لتحقيق مطلب الثورة الرئيسي في اسقاط النظام وتحقيق دولة القانون واحقاق العدالة والمساواة والعيشة الكريمة والعدالة الاجتماعية.

لم يعد وحش الخزانة يخيف احدا ايها السادة..قد كبرنا جميعا ولم تعد تخيفنا عباءته السوداء ولا عينيه الحمراوين الكبيرتين...ان الاوان لاحترام عقل ومقدرات..بل وكرامة هذا الشعب...لم يعد يخيفنا الانفلات الامني ولا الازياء الرسمية ذوات الرتب...لم تعد تخيفنا هراوات واقنعة ودروع الامن المركزي والشرطة العسكرية..لم تعد تخيفنا احاديثكم –اعزكم الله – عن المجاعة وعجلة الانتاج..لن يستطيع احدا بعد اليوم السيطرة علي مقدراتنا بافتعال ازمات الغلاء والبنزين والسولار...هذا شعب قد قام ينتفض ضد من عبث بامنه وامانه وحريته...وسيظل ينتفض ويثور حتي يتحقق له ما اراد...ولاذكركم بانه ليس اشرس من شعب كبل بالاغلال فانتفض وثار وشعر بطعم الحرية..من ذلك الشعب الذي انتفض وثار ومزق اغلاله واقتنص حريته..ليكتشف بأن ثورته كانت لعبة...وان ماحدث ان ازداد طول السلسلة التي كانت تغله حتي اذا ماحاول ان يثور...جذب جلاديه قيوده بقبضة من حديد مهلهل ليحني رقبته ويكشف له انه مازال مغلولا اسيرا عبدا يتحرك في محيط دائرة اغلاله ...الامل الزائف ياسادة اقسي وامر واكثر هوانا من انعدام الامل علي الاطلاق.

افيقوا...واستقيموا..يرحمنا ويرحمكم الله.