وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Sunday, December 30, 2007

وعدت سنة


زي النهاردة السنة اللي فاتت كنت قاعد ع المسنجر مع علي الالفي وبعتلي لينك وقالي اقراه...وقتها مكنش ليا اي علاقة بالتدوين ولا المدونات ولا اعرف عنها حاجة اصلا الا المقالة اللي كنت قريتها في الدستور عن مدونة جمال مبارك..يومها ضربت في دماغي وقلت من باب التجديد يعني اعمل مدونة..يومها كنت لسة شغال في بحر البقر وعارف ان معنديش وقت للكلام الفارغ ده - ايامها طبعا كنت فاكر كدة - بس من باب اني الاقي حاجة اعملها لما ارجع البيت مش أكتر

يومها ...اخترت اسم للبلوج لحظات..اللي مقلتوش فعلا ان اسم لحظات ده كان اسم تجريبي ..مجرد اني كنت عملت مجلة حائط قبل كدة وسمتها لحظات وده كان اول اسم جه علي بالي..ظبطت التمبلت والسيتنج..وكتبت اول بوست اللي كان عنوانه



ولاني مش بعرف انتظم في اي حاجة ولولا ان التنفس لا ارادي كنت زهقت منه, حاولت اكتب زي مذكرات كدة بس طبعا انا مش مصطفي كامل ولقيت مذكراتي عبارة عن حاجات عبيطة زي صحيت وكلت وزعلت من مش عارف مين عشان عمل ايه..دلوقت الموضوع اختلف..بقي فيه صراعات وافكار ومعارك وافكار بتخبط في بعض وخايف بعد فترة -لما اوصل للاستقرار- انسي المرحلة دي من حياتي


كنت براهن نفسي اني حنتظم فعلا..اللي عرفني عرف اني ملول لدرجة فعلا لا تصدق...فرحت قوي بتعليق نهي كراكيب اللي كان اول تعليق لاول بوست في حياتي بعد تعليق علي الالفي


دلوقت...بعد سنة كاملة..و56 تدوينة ..نظرتي اختلفت كتير قوي لحاجات كتير قوي..الحاجة الوحيدة اللي فعلا فرقت معايا قوي في حياتي ..لدرجة اني بسأل من سنة كنت بعمل ايه ع النت قبل مبدا ادون...كتير ببقي قاعد في شغلي او في مواصلات..اضايق من موقف..افرح...اسمع اغنية تعجبني مثلا..الاقي عقلي ترجمه لا اراديا لتدوينة واقعد افكر حكتبها اذاي وحختار صورتها اذاي..حسيت ان حتي لو رايي غلط فده رايي انا وفي اللي بيهتم وبيسمع وبيناقش وبيعلق...اتعرفت علي مجتمع محترم رغم تناقضاته وشباب دماغه وزنها دهب..زي مقريت لناس تافهه وكلام عبيط قريت كلام ناضج ورؤية عميقة..عرفت اذاي ممكن تقابل حد اول مرة وتحس انه صاحبك من سنين


انا مش مرتب اي كلام اقوله في البوست ده

لكن لكل حد دخلي وقرالي وعلقلي..ودخلي وقرالي ومعلقليش...دخل يسلم او حتي دخل يهزر او يشتم..انا سعيد جدا جدا بكل كلمة اتكتبتلي ووصلتني في شات بوكس..ليا كل الشرف بكل مدون عرفته وشفته ..واتمني اني اعرف واشوف باقي المدونين


بس فعلا حتي لو انا مش مدون قوي..ليا كل الفخر اني اكون في مجتمع المدونين المحترمين


ملحوظة..في مثل بلدي بيقول بعد العيد ميتوزعش كحك او حاجة زي كدة...لكن الاحتفال باول سنة تدوين مش حيبقي احتفال عادي...تقام السرادقات والانوار وحنوزع شيكولاته وبيبسي علي الغلابة مدمني الشيكولاته والبيبسي..وحتكلم كتير عن التدوينات والتعليقات ...بس فعلا دلوقت انا عندي صداع جامد جدا ويادوب مخلص البوست ده...مازالت للاحتفالات بقية اول مالصداع يروح





Sunday, December 16, 2007

تمام الشبه


أبي ...أريد ان أكون مثلك
جعلتني المفاجأة ارتكب حماقات عدة في حياتي فلم اكترث حين ضغطت فرملة السيارة وسط ذلك الطريق
********************
حبيبتي انتي تلدين منذ اسبوع تقريبا الان...ربما تطردني امي في المرة القادمة التي اذهب بك اليها قائلا انك تلدين
لم تسلم من لساني السليط كالعادة عندما اوقظتني للمرة التاسعة وربما العاشرة هذا الاسبوع في الرابعة صباحا لتخبرني بانها تشعر بالام المخاض...لا ادري لم تعتقد كل نساء العالم ان عليهن ان يلدن في اليوم الذي يبلغ فيه ازواجهن ذروة ارهاقهم بعد حروب طويلة مع مصاصي الدماء لانقاذ العالم من نهايته المروعة علي يد قوي الشر التي ادخلت لينكولن السجن وقرر مايكل اخيه ان يذهب لانقاذه بعد أن
وقبل ان ادخل ثانية مملكة الاحلام السحرية هزتني بقوة صارخة
هل نمت ثانية؟؟؟...فلنذهب الي المستشفي ي ي ي
لم استيقظ بسبب صرختها هذه المرة بل عندما ارتطمت رأسي بشئ ما حينما قمت مسرعا لاجراء نفس المكالمات الهاتفية التي اجريها كل يوم في الرابعة صباحا...هل سيبدو الامر مريعا حينما يراني ابني لاول مرة برأس مصاب؟؟؟

*********************

زحام...زحام...زحام
من الغريب ان تأتيها الام الولادة في الثانية ظهرا بعد ان ظللت لاكثر من اسبوع لا انام
ذلك الوغد علي اليسار لا يعلم كيف يقود دراجة بثلاث عجلات..لو كنت وحدي لشوهت سيارتك الفارهه تلك ايها الاحمق
كيف يمكن ان اتوقع ان يظهر ابني الي الوجود دون ان يكون مشاكسا كأبيه؟؟
اتمني الا اضطر الي الشجار مع ذلك الاخرق
فلتبق معي هاهنا...لم يبق سوي اقل القليل لنصل الي المستشفي...هل تسمعينني

مولاي اني ببابك قد بسطت يدي
بوب يتصل بك

النغمة المميزة لابي علي هاتفي المحمول..ساتلقي التوبيخ الان...ربما اقف امام الحائط ويدي مرفوعتان وهو يسالني اين انا

اين انت الان؟؟؟
الطريق شديد الزحام ..انا في الطريق

يضرب كفه بالحائط بعصبيته المميزة لعائلتنا جميعا...يرفع يده للسماء..ربما سيخبرني انني عنيد وانه كان يتوجب علي انتظار سيارة الاسعاف

قلت لك ان تنتظر سيارة الاسعاف...لكن كالعادة لم تصغ لكلمات ذلك الرجل العجوز الاحمق الذي

صفير اله التنبيه الطويل الذي اطلقته بعد ان فقدت التحكم في اعصابي فاصبحت كسيارة مسرعة علي ارض زلقة...التفت الي الجميع في غضب فأخرجت رأسي صارخا بغضب فاق غضبهم جميعا

زوجتي تلد ايها الحمقي..افسحوا الطريق

كالعادة تفتقر الي التفكير الحكيم في كل شئ و
مازالت سماعة البلوتوث تنقل الي توبيخ ابي بينما احاول ان اجد تلك الثغرة في الطريق التي تلاحمت فيه السيارات...صفير صفير...تبدو السيارات بلا نهاية بينما عقارب الساعة تتسارع...نظرت والقلق يعتصرني اليها في الخلف لاجد وجهها الملائكي غارقا في العرق...ما الذي فعلته بنفسي وبها..ربما كان ابي علي حق ..ربما انا بالفعل ذلك الاحمق الذي لا يستمع ابدا الي صوت العقل...عندها ظهر ذلك الثقب ...دوي صرير اطارات سيارتي الصغيرة وانا ادفع عجلة القيادة بكل قوتي الي اليسار ثم الي اليمين ..ضغطت دواسة الوقود واندفعت السيارة مسرعة حتي لاح ذلك المفرق الذي اخرجني من ذلك الطريق المزدحم علي الدوام والذي لم اجد سواه ليوصلني الي المستشفي..حمدا لله...كنت علي حق في عدم انتظار سيارة الاسعاف علي اية حال فلم يكن الطريق بذلك الزحام
********************
أبي ...أريد ان أكون مثلك
جعلتني المفاجأة ارتكب حماقات عدة في حياتي فلم اكترث حين ضغطت فرملة السيارة وسط ذلك الطريق المزدحم دوما ...لم اكترث لصياح السائقين الغاضب من حولي وانا اوقف السيارة علي جانب الطريق
********************
حين خرجت الطبيبة مبتسمة تبحث بعينيها عن شخص ما كنت في نهاية ذلك الرواق الطويل...دائما متأخر...دائما متأخر..احتشد الجميع حولها في قلق وانا اسير بخطوات مسرعة وقلبي يخفق بقوة ...كثير من الكلمات احتشدت في طابور طويل في عقلي تتسابق لتصل الي لساني مما جعلها تصطدم ببعضها فتخرج كلمات جديدة لا معني لها علي الاطلاق

مبروك....رزقك الله ..لد....الام في حالة..ستقرة

لم اسمع منها اي كلمات وقدماي تسابق خفقات قلبي حين رايتها... ابتسمت وابتسمت في انهاك...اشارت الي الطفل الممتلئ في وهن سبقتها بالقول
حمد لله علي سلامتك يا حبيبتي
لم اعلم ان الولادة مرهقه الي هذا الحد الا حينما حاولت ان تتكلم فخرجت الكلمات من بين شفتيها منهكة..جلست علي ركبتي امسك يدها الرقيقة واقتربت برأسي منها لكي اسمعها تقول في ضعف
الان احتاج الي قلب يسع ضعف حبي لك...انظر..انه يشبهك تمام الشبه

يشبهني تمام الشبه؟؟
يشبهني تمام الشبه؟؟؟

اعتصر القلق قلبي حين سمعت تلك الكلمات...لا اريد ابن يشبهني تمام الشبه..اريد ابنا يختلف تماما عما انا عليه...ربما مازالت تحت تأثير المخدر او شئ من هذا القبيل..لا باس..لدينا العمر كله للحديث فلأتركها الان لتستريح
دموع الفرح تغرق عيون هؤلاء الاحباء..امي وابي..امها وأبيها..لم انتبه الي دخولهم وانا انظر الي وجهها الشاحب المنهك ..لم انتبه حين حملت امي ذلك الطفل بايديها ودمعت عيناها وهي تقول
حمد لله..انظر..انه يشبهك تمام الشبه

يشبهني تمام الشبه؟؟
يشبهني تمام الشبه؟؟؟

ضغطت يدي في حنان..وحدها دون العالمين تعلم جيدا مابداخلي دون ان اتحدث..حين وقفت تقدمت امي وبابتسامة حانيه وضعته بين يدي...لم تبعد يدها عنه الا حينما اطمانت اننا احمله بطريقة صحيحة..فلتحترس دائما من الراس لا تتركه حرا...حين حملته لمحت في عينيه نظرة تحدي اختفت في اللحظة التي بدأ فيها بالبكاء...وقتها فكرت في انني علي استعداد لكي اواجه الموت الف مرة قبل ان يصيبه اي اذي كما تراءت لي تلك الفكرة التي حاولت ان ائدها في مهدها..بالفعل هو يشبهني تمام الشبه
********************
ليلتها لم انم
كعادتي العتيدة كلما فكرت لم استطع ان اجلس..اخذت ادور في ارجاء المنزل لافكر..الان وقد صرت ابا ..ذلك الوغد الصغير الذي يشبهني تمام الشبه...يشبهني تمام الشبه؟؟؟..مازلت اصر علي انني اريده مختلفا عني تمام الاختلاف..تلك العصبية ...والاندفاع الاخرق...اخذت احاول تهدئة نفسي بان اعدد المزايا التي لابد وان يرثها مني فاعتصرني القلق للمرة الالف في تلك الليلة..لم اجد حلا سوي ان اتوضأ واصلي ...ادعو الله ان اكون ذلك الاب الذي يحتاجه ابني..الحكمة والعلم والمعرفة..الصبر..الصرامة والالتزام...كل ما انا لست عليه...دمعت عيناي وانا اسجد لله وبين كل مادعوت الله في تلك الليلة لم انتبه الا الي تلك الدموع التي اغرقت وجهي داعيا الله ان اكون ابا صالحا
********************
أبي ...أريد ان أكون مثلك
جعلتني المفاجأة ارتكب حماقات عدة في حياتي فلم اكترث حين ضغطت فرملة السيارة وسط ذلك الطريق المزدحم دوما ...لم اكترث لصياح السائقين الغاضب من حولي وانا اوقف السيارة علي جانب الطريق...نظرت له وبعمق مصطنع قلت وقلبي يعتصره القلق كالعادة
يتبــــــع


Sunday, December 09, 2007

انا والوحش

انا لا اكره الناس ولا اسطو علي احد
ولكني ان جعت اكلت لحم مغتصبي
فحذار حذار
من جوعي
ومن غضبي
محمود درويش...من قصيدة سجل انا عربي




غضبي كاسح عنيف فجائي كعاصفة هبت في يوم صحو
غضبي كسيارة علي منحدر زلق تكفي كلمة واحدة لكي تزال مكابحها فلا يمكن السيطرة عليها
غضبي كوحش مقيد مسجون داخل غشاء هش الجدران...وحش شرس يضرب بمخالبه جدران سجنه...يصرخ في وحشية طلبا للدماء ...وحش لم يتعلم بعد كيف يعيش بالف وجه...لم تلوثه المدنية والحضارة بميراثها المتراكم من ظاهر الابتسامات والادعاءات والزيف
وحش...برغمه يعيش داخل سجن المدنية والحضارة
يعلم جيدا رغم هشاشة جدران سجنه..الاانه لا يستطيع التحرر

يوما ما كنت قادراعلي اخضاع ذلك الوحش وابقائه داخه جدران سجنه
ويوما بعد يوم ازداد الحمقي من حولي يزيدون من هياجه
يضرب الجدران الرقيقة بوحشية واسمع زئيره وصراخه بداخلي


يوما بعد يوم اشعر بالجدران تتهاوي
لم يعد في قوس الصبر منزع

يتبـــــــــــــــع