عام كامل من الأحداث والتحليلات والقراءات..عام من الترقب والتوتر والامل في ان تصبح مصر افضل بكثير عما كانت..ولكن لنا ان نقول بأن المجلس العسكري - حرفيا - قد اغتصب الحلم وغذي اليأس في صفوف العديدين...ودفع البلاد الي ثورة اخري ليست استكمالا لسابقتها بل للاطاحة به وبكل مايمت بصلة للنظام البائد الذي قاتل المجلس العسكري للحفاظ عليه..ثورة فتية قوية
اعتبرت من العام السابق واعتبرته مرحلة تمهيدية لثورة اقوي واقسي
ولأني كنت اتوقع تلك النهاية الفاصلة ..ولأنني الان لا اجد ما يقال..فقد فضلت ان اقتطع اجزاء من مقالاتي عبر العام المنصرم ولذلك فهي ليست مقالة جديدة...وبالتاي تستطيع توفير وقت قراءتها اذا كنت قد قرأت كل تلك المقالات واحببتها او لم تحبها او تجدها ارهاصات وخيال علمي
مابين ستيفن ارثر يانجر وخالد سعيد
هنري همفري لم يضرب ستيفن حتي الموت...لم يرطم راسه برخام ولا درابزين معدني...هنري بطريقة ما ليس ساديا كي يضرب شخصا بدون اي مبرر وقد كان كل مافعله ليحمي بلده من ارهابي قرر فجأة انه مسلم وان امريكا لابد من عقابها
الي هنا نقف لنقول ان من قتل خالد سعيد قتله بدون اي تهمة ارتكبها....قتله ضربا حتي الموت وفي هذا سادية لا شك فيها
من قتل خالد سعيد قتل امانا واحدث شرخا داخليا داخل كل مصري
من قتل خالد سعيد جعلنا نصدق ان مايحدث في مصر من الممكن ان يفوق ما يحدث في اي فيلم امريكي به ارهابي وقنابل نووية وتعذيب وعملاق زنجي هو ساميول ال جاكسون وان فيلم"لا يمكن التفكير به"رغم مايحدثه من تاثير مقبض عندما تراه لا يمكن ان يكون اكثر بشاعة مما حدث في مصر حين قتل شاب حتي الموت...وحاولت وزارة الداخلية ولا زالت تحاول ان تتستر علي تلك الجريمة...وحتي الموت والقتل...ايضا
عن شفرة اوكام...وتجارب بافلوف...والسيرك السياسي
من يذكر تجارب بافلوف يري ان هناك من يراهن علي الانعكاس الشرطي الاولي لغالبية الشعب المصري...بافلوف حبس الكلاب في اقفاصها وعرضها للتعذيب بعد سماع صوت الجرس...بعد فترة اصبحت الكلاب تعوي وتنشب مخالبها في اقفاصها حين تسمع صوت الجرس دون تعذيب...اصبح صوت الجرس رابط ذهني للالام التي تشعر بها من جراء التعذيب...الان وبعد مرور مايقارب مائة يوم علي خلع الرئيس ومايقرب من مائة وعشرين يوما علي الانفلات الامني...اصبح الشعب في حالة رعب شديد من التظاهرات التي قد تؤدي لنشر البلطجية وترويع الامنين من جديد...تكفي كلمة مليونية او تظاهرة غضب حتي يتذكر الجميع ما لاقوه من لجان امنيه وافتقاد للامن والامان...اصبح هناك من يراهن علي ذلك الخيط الواه..الحرية او الامن...فقط لتصمت كي يحل الامن وتستطيع ان تنام امنا مطنمئنا...فقط لتصمت كي لا يدق الجرس من جديد!!!
جمعة غير تقليدية
ولانها جمعة غير تقليدية فقد امتلئ التحرير علي غير العادة بالبلطجية والبلطجية والمزيد من البلطجية...وازداد التحرش بالصحفيات ورجال الشرطة...وازدادت الدعاوي بعدم تدنيس ميدان التحرير..ثم احترق قسم الازبكية الذي لم اعلم لماذا لم يحترق الي الان...وانتشرت علي صفحات الانترنت فجأة ان الشعب خط احمر..وان قوات الشرطة قد عادت باسوأ مما كانت...وتم تعذيب وقتل ثلاثة مواطنين في اقل من عشرة ايام...ثم بدات المطالبات بجمعة الداخلية التي من اهم مطالبها تجميد عمل قوات الشرطة وضمها لوزارة العدل نظرا لنزاهتها الشديدة في التعامل..واحكامها القضائية الصارمة علي امناء الشرطة الهاربين والسجن المشدد للوزراء الهاربين ايضا.
الثورة الوردية
انا شاب عادي من جيل الثورة والتي لم افعل فيها الكثير ولم اقدم لها الكثير..ولكنها فعلت بي ما فعلته لشخص يموت عشقا لتراب هذا الوطن حقا...انا الان ضد كل مايحدث...ارفض من يتحدث باسم الثورة من لم يفقد ابنا او لم يصب..ارفض التصريحات السياسية والمقابلات الاعلامية النارية...ارفض الاوضاع المتردية..ارفض واعلم جيدا ان تلك البلاد ذاهبه لثورة اخري...وتلك الثورة لن تكون بيضاء كالسابق...وان تضغط علي صبر شعب قام بثورة منذ اقل من خمسة شهور لهو امر في عداد الهزل والكوميديا السوداء...ما ارجوه من اي مسئول الان هو ان يحاول انقاذ مايحاول انقاذه فان النوقَ إن صُرِمَتْ فلن تجدوا لها لبناً ولن تجدوا لها ولدا
فلنكف قليلا عن السذاجة
في الوقت الذي اغلب المفكرين السياسيين والمحللين في حيرة من امرهم...لم تقم ثورة في التاريخ حسبما اعلم لم يتملك ثوارها من الحكم...وهذا ما وضع الثورات العربية في مشكلة...الثورات العربية قامت لتغيير انظمة فاسدة ظالمة والاطاحة بها لكي يحكمها الافضل متناسيين حقيقة بالغة الاهمية..ان ثقافة الكادر الثاني معدومة...لقد ازلت الاسوأ لكنك لا تعلم من هو الافضل...ولذلك فان نظرية المؤامرة هي الفيصل...المجلس العسكري يتامر لعدم محاكمة مبارك..الاخوان تعقد صفقة مشبوهة مع المجلس العسكري...البرادعي خائن وعمر سليمان وعمرو موسي اتباع للنظام البائد...عدم الثقة والتخوين هي الثقافة السائدة رغما عنا خاصة حين يحدث ما يؤكدها
يعيش اهل بلدي
1-نظرية تطبيق الشريعة واقامة الدولة الدينية:ربما كان جل المراد حاليا هو تطبيق الشريعة ولكن حتي اقامة الحدود في الشريعة الاسلامية مقيدة تقييدا تاما بشروط تكاد تعجز تطبيقها...ناهيك عن ان معظم الحدود المشرعة حدودا ترهيبية وربما كانت غير قابلة للتطبيق –وهذا كلام احد علماء الازهر الاجلاء-..لابد لك من برنامج ثابت محكم متكامل يتضمن كافة محاور الحياة السياسية المصرية وربطها بالشريعة الاسلامية فمازالت ايران وافغانستان في مخيلة من يقرأ او يسمع عن الدولة الدينية..لابد من معرفة كيفية التعامل مع نقاط شديدة الخطورة في المجتمع المصري كحقوق الاقباط والسياحة والتعليم والاسكان المتوسط ...لتفصح قليلا عن ذلك ولتفرد مساحة الحرية اللامحدودة كالقنوات الدينية والصحف والنشرات الدورية في التحدث عن ذلك بدلا من اتهام الليبراليين بالكفرونجيب محفوظ بالهرطقة ووصف الحضارة الفرعونية بالعفنة فهذا لا يعطي مجالا حتي لحوار متحضر بل هو اشبه بصراع الديكة وحوار الطرشان
2-حديث الرويبضة:تلك المقاطع التي تنتشر كالنار في الهشيم عن تشبيه من ينادي بالديمقراطية باهل لوط ووصف من يخالف رايك بشياطين الانس...وصف الديمقراطية الكفر وفتاوي اخفاء وجوه التماثيل افرعونية وقوانين فرض الحجاب ومنع الاختلاط. وما الي ذلك فذلك يثير الحنق والغيظ فعلا...لابد من لتيارات الاسلام السياسي-السلفيين بالذات- من يتحدث وفيم يتحدث وكيف يتحدث...لابد من الاخذ في الاعتبار ان ذلك لا يسئ فقط للتيارات الاسلامية بل يسئ للمسلمين والاسلام ككل .
.
3-نظرية الضحية التي تتحول لجلاد متي منحها احدهم سوطا:وهي نظرية نفسيه معروفه وتثير القلق...تخيل شخصا ظل مطاردا ومسجونا ومعذبا فترة طويلة يتحول فجاة لجبهة سياسية تتواجد بقوة في الشارع المصري...أبلغ مثال اراه الان عبود الزمر الذي سمي بشيخ المجاهدين وتسعي بعض وسائل الاعلام لاعتباره نيلسون مانديلا المصري.
.
كوميديا بعد الثورة
الان نجد ان زمن البلطجة والعمالة والكنتاكي قد انتهي وهذا يدل بما لايدع مجالا للشك ان مصر تتغير ببطء ملحوظ...وان القيادة العسكرية التي تحكم مصر الان تتسم بالتجديد والابتكار...الان مئات من الجواسيس يجوبون المعمورة ويرسلون تقاريهم السرية عبر تويتر والفيس بوك -انتهي عهد الحبر السري والميكروفيلم واجهزة الارسال العقيمة- وطائرات تخترق حاجز الصوت من باب -اخترق للصوت حاجز يطلعله 24-والفلول لم تعد فلولا وقتلة المتظاهرين هم من القتل براء براء براء...فقط تحدث كي تشكك في نزاهة القضاة وشرف القضاة الذي هو مثل عود الكبريت...لتعترض كي يكون هذا كافيا لجرجرتك الي النيابة العسكرية ويتم الحكم عليك في ست ساعات وهو رقم مقدس في العسكرية المصرية منذ حرب اكتوبر بينما وزراء النظام السابق ورئيسه لم يتم الحكم عليهم بعد ست شهور من سقوط مبارك وتولي المشير بينما تضرب كف بكف علي بطء المحاكمات تجد من يقول ان الله قد خلق الله في ستة ايام وان الدية اصبحت واجب شرعي يطبق علي اهالي الشهداء شئت ام ابيت لانه لامناص من تطبيق شرع الله...واذا ادنت ذلك قائلا بان من قتل يقتل وان لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب تجد من يقول بانك لست عالما وانك تتحدث كما لو كنت من ائمة الامة او عضو بلجنة الافتاء
انتهي عصر كرات والنار والجمال التي تضرب المتظاهرين ليحل محلها الدراجات البخارية وقنابل غاز الاعصاب وعود حميد للصفقات المشبوهة والمليونية والاعتصام التي تحولت الي مليونية فقط بأمر أعلي من مكتب الارشاد...بينما تحول المتظاهرين انفسهم الي ليبراليين واسلاميين ويساريين ودستور اولا وانتخابات اولا وظهرت مئات من ائتلافات شباب الثورة التي تدين وتتفق وتشجب وتعتصم وتضع مئات المسامير وقطع الزجاج امام عجلة الانتاج
ومازالت فقاعات الاختبار تتوالي
الان صار شباب الميدان اقوي واكثر تفتحا واكثر عنفا لايطيق احدهم الخداع او نبرات التخوين والتهديد...لم تلطخ الثورة ايديها بالدماء لكنها صارت اكثر عنفوانا وقدرة في مطالبها..ودون ادني احترام لمن خان ثقتها وامالها في الارتقاء بمستقبل وطن يستحق الافضل في كل شئ
نعود فنقول ان غلق مجمع التحرير وتهديدات اغلاق القناة كان لها اكبر التأثير علي المجلس العسكري...واستطيع ان اقول بثقة انه لولا تلك التصعيدات المستمرة لما كانت تلك المكتسبات...محاكمات علنية...تغيير شامل لوزارة اعتبرت انتقالية ومازلنا نرقب اداءها بشغف...الاهتمام بمصابي وشهداء الثورة..دعك من حركة تنقلات الشرطة فمازلت اري ان تلك الوزارة بالكامل تحتاح الي اعادة هيكلة وليست بعض التنقلات واحالة بعضهم للتقاعد..لاعزاء طبعا لعجلة الانتاج فهذا يتحمل مسئوليته بالكامل من يقوم بادارة تلك البلاد وليس شباب المعتصمين...ربما مازلت لا اتصور دولة بدون تطهير للشرطة والقضاء والاعلام لكن الثورة والاعتصام لم ينته بعد علي اية حال
بالطبع مازالت تيارات الاسلام السياسي علي عهدها ولم تخن ثقتي الشديدة في السباحة ضد التيار وكل همها الانتخابات البرلمانية ولا تجد غضاضة في تقبيل بيادة المجلس العسكري من اجل ذلك...انتشرت في الفترة السابقة فيديوهات عديدة بعنوان لما يكره العلمانيون المجلس العسكري...ومع تطور الامور والرضوخ لمطالب المعتصمين تحولت الي لماذا وافق المجلس علي طلبات العلمانيين...ثم تجد من يقول ان محاكمة مبارك ليست بتلك الاهمية المهم...الانتخابات اولا..ثم السخرية المقيتة من كل من يعارضهم بتلك الطريقة الفوقية كانما ضمن كل منهم مكانه في الجنة واذا ما حاول احدهم الرد..فقط ليتهم بالكفر والالحاد والسخرية من الدين...وفي النهاية وعندما شارف المعتصمون علي النجاح يعلنوا جميعا بأنهم مشاركين في مليونية الجمعة القادمة..كعادتهم في ارتقاء سلم نجاح الثورة علي اكتاف وظهور المعتصمين
خارج النص...قامت مظاهرات (مليونية)مكونةمن مائة فرد او اقل او اكثر لدعم المجلس العسكري ورفض اعتصام التحرير بميدان روكسي وتم اتهام حركة 6ابريل -كالعادة-بالعمالة وتشبيه رجالها وشبابها بالاسرائيليين فكان رد الاخوان المسلمين علي موقعهم بانه تلك المظاهره كانت لاحترام نتيجة الاستفتاء
مازالت الحركة الوطنية الحنجرية لفلول النظام السابق تقوم بدورها علي اكمل وجه في ارسال البلطجية من كل شكل ولون علي المعتصمين في الميادين تحت رعاية ضباط شرطة سابقيين او حاليين...ورغم اعتراض العديدين علي تعامل معتصمي التحرير فانني اذكر العديدين بأنه لابد من العنف من ان لاخر كي لا تظل الميادين مرتعا للبلطجية..وكي يهاب البلطجي ان يضرب او يعلق عاريا علي نخلة...حتي الان لا اجد صورا منبوذة الا القليل من هؤلاء الذين تعلو اصواتهم من ان لاخر بمطالب مبتعدة عن صوت الجموع وهؤلاء يتم اسكاتهم بانتظام
خيط رفيع
من العجيب ان يتم خلال فترة قصيرة جدا الهجوم علي عمرو حمزاوي وبسمة ود.محمد البلتاجي واحمد ابو بركة قيادي الاخوان المسلمين...وان يتم القبض علي اسماء محفوظ ولؤي نجاتي..وان يتم تخوين حركة 6 ابريل وحركة كفاية..وان يتم استبعاد المقدم محمود عبد النبي..وترقية سفاح الاسكندرية وائل الكومي..ان يتم ارهاب النشطاء واختطافهم..ان نكتشف فجاة ان موبينيل قد ساعدت اسرائيل في التجسس علي مصر..ان يتم استبعاد د.حازم عبد العظيم من الوزارة لتصريحاته النارية عن وزير داخلية مدني واحقية تصويت المصريين في الخارج..ان يتم تجاهل البلاغ المقدم ضد اللواء حسن الرويني عن تصريحاته ان الشائعات التي كان هو مصدرها وعن تحريضه المتعمد في احداث 23يوليو الاخيرة في العباسية...ان نكتشف ان انقطاع الاتصالات ونفاد بطاريات اجهزة اللاسلكي تحول دون وصول اوامر محددة بانسحاب الشرطة في 28يناير والتسبب في الانفلات الامني..وتستطيع ان تعدد تلك الاحداث الي مالانهاية حتي تصل الي السؤال المحدد ..الان وبعد الثورة...من الذي يقوم بتصفية حساباته من كافة التيارات السياسية التي قامت بالثورة...بالمناسبة المستشار احمد رفعت شارف علي المعاش..والعفو عن مبارك لا يصدر الا عن رئيس جمهورية فيما يسمي عفوا رئاسيا...وتم تدشين حملة عمر سليمان لانتخابات الرئاسة...انتظر ماسيحدث للدكتور ممدوح حمزة بالمناسبة..!
من العجيب ان تتساءل بعد الثورة...هل سقط النظام حقا؟؟
أزهي عصور الديمقراطية
قرأت يوما عن ذلك الهندي الذي ظل مذهولا في القطار لمدة ثلاث ساعات متواصلة حين اختطف قرد عنقود من العنب كان في يده...ثلاث ساعات متواصلة تخشبت يداه علي عنقود العنب الغير موجود وفي عينيه تلك النظرة الذاهله.
ولذلك فمنذ الجمعة الماضية وانا في حالة ذهول شديد مما حدث...منطقيا وحسابيا وتفعيلا لدور العقل الذي خلقه لنا الله فجعلنا مختلفين عن سائر الكائنات الغير عاقلة كالبلطجية والبلطجية ذوي الزي الرسمي فلنا ان نقول ان ماحدث من اقتحام السفارة كان خطأ الجميع...خطأ قوات الجيش التي سمحت بهذه المهزلة..خطأ القوي السياسية التي لم تع الفخ التي تم نصبه لهم ببيان المجلس العسكري - اعزهم الله وابقاهم ذخرا للطوارئ-الذي قال فيه تحديدا انها مسئولة مسئولية كاملة عن اماكن التجمعات..وخطأ كل من هلل وكبر واقام الصلوات والابتهالات فرحا بتلك النشوة الزائفة...الان ولأن السيئة تعم فقد تم تعميم قانون الطوارئ ليشمل المدنيين ومنهم الناشطين والثوار واصحاب الرأي..والبلطجية؟؟؟والانفلات الامني؟؟...دع عقلك يعمل يارجل فلا داعي للاعتراض من اجل الاعتراض...هل من المنطقي ان يتم تفعيل الطوارئ علي البلطجية وقد تعايشنا معهم والفنا وجوههم؟هل تريد اجراءات رادعة لانفلات امني "عشرة"سبع شهور متواصلة؟؟..."ده احنا حتي نبقي قلالات الاصل"..!!!
اما عن عودة الامن ورجال الشرطة الي اعمالهم بعد اجازات مدفوعة الاجر فلنا ان نتوقع تواجد مكثف بعد تلك المكافاة العزيزة الذي نالها كل منهم..قانون الطوارئ...تكلم عن حقك يا عزيزي وسوف يتم تلفيق القضية لك كالسابق ويحتار ذووك في مكانك بعد ان تغيب يوم او اثنين...قلت يوما انه من غير المنطقي ان انهال بالسباب علي شخص واطلب منه حمايتي بعد ذلك...بالفعل من غير المنطقي ان يتم اهانة قوات الشرطة علنا ثم اطلب من احدهم منه الحماية...الان وقد استحقها كل منهم عن جدارة -المكافأة المنشودة في اعادة قانون الطوارئ -نقول...لقد ظلت البلاد في حالة انفلات كامل لمدة سبعة اشهر لم يتم تفعيل الطوارئ بها..سبعة اشهر ونيف لو شئت الدقة... وما حدث ان انهالت المحاكمات العسكرية علي الناشطين وارهاب اهالي شهداء الثورة..والبلطجية؟؟؟والانفلات الامني؟؟؟..ما من مجيب
المربع رقم 1
دون مواربة...وانكاء لجرح لابد منه...وبالخط المستقيم الذي هو اقرب مسافة بين نقطتين...فاننا نجد ان المجلس العسكري يتخبط بين نظام فاسد كان احد اجزائه وربما اركانه يوما ما..وبين ثورة تطالب دوما بالمزيد...وهو لن يعترف يوما بالثورة ولا مطالب الثورة كما تقول دوما بياناته...هو فقط يعيد انتاج نظام يعلم جيدا انه لن يأتي ذلك اليوم الذي سوف يحاسب اعضاءه فيه ...لابد لنا وان نذكر ان موقعة الجمل كانت محطة فارقة في الثورة المصرية ولابد لنا وان نتذكر ايضا انه وقف منها موقف المتفرج..بل وساعد بعض الجمال علي المرور بجوار المدرعات كما كشفت العديد من مقاطع الفيديو...يجب ان نتذكر التعارض بل والتناقض الشديد بين شهادة المشير طنطاوي وتصريح سامي عنان في الجريدة الكويتية الذي كان نصه"رفضنا اوامر رئاسية بسحق المتظاهرين ومحو ميدان التحرير!!"
والان واحقاقا لجميع الحقوق فان المجلس العسكري كسلطة سياسية تدير البلاد اشبه بسائق ارعن يقود حافلة مسرعة في نفق مظلم...وما يفعله من اجراءات ومحاكمات ومعارضات ماهو الا زيادة لسرعة الحافلة لتخرج من ذلك النفق المظلم دون اي احتمال بارتطامها او انقلابها...لن نظل نحوم وندور في بوتقة مبارك والاعلام المضلل الذي عارض وهاجم وزرائه ووضعه في مرتبه اشبه بالالهه ..نفس المرتبة التي يضعها الان للمجلس العسكري.
لا ادري كلما تذكرت تلك الاحزاب الطامعة لسلطة واغلبية برلمان مصر القادم تذكرت
ذلك المقطع من رواية العبقري راي برادبوري 451 فهرنهايت
ذات مرة كان صبيا وقد جلس علي كثيب رملي اصفر يملأ بالرمال غربالا لأن ابن عما قاسيا قال له لو ملأت هذا الغربال بالرمال فسوف اعطيك قرشا..وكذا قضي الوقت يملأ الغربال ..ويملأ الغربال.. لكن الرمال كانت تتسرب من الاسفل بلا توقف... يداه منهكتان..والرمال حارقة..والدموع تسيل علي خديه وقد خطر له انه لو أسرع فلربما استطاع ان يملأ الغربال
المجلس يعد الجميع بالقرش اذا ما ملا الغربال بالرمال..والجميع يجاهدون ويقاتلون للحصول علي ذلك القرش..وما سوف ينتج عن تلك العلاقة الغير الشرعية الاثمة هو ابن مشوه لبلد بلا دستور ولا سلطة منتخبة حقيقية ونظام عفن خرب يعود اكثر شراسة من ذي قبل!!
فلقد برئت من المجاملة
رسالتي الاخيرة للمجلس العسكري...دوره الغامض في حماية الثورة ينكشف يوما بعد الاخر..هناك العديد من الشواهد التي تؤكد عدم مناصرته للثورة من الاساس منذ بدايتها بل هو اقرب للتضحية برأس النظام للحفاظ علي النظام نفسه...ليس اول تلك الشواهد ولا اخرها الطائرات المقاتلة التي جابت سماء التحرير والمحافظات المختلفة علي ارتفاعات منخفضة والتي لا تفسير لها سوي اثارة رعب الثوار...وليس اولها ولا اخرها الحيادية التامة اثناء حرق المنشات او حتي دخول الجمال بجوار مدرعات الجيش بل وفتح الطريق لها...السياسات المتخبطة التي تحاول ارضاء جميع الاطراف والتي تروج لمخاوف المجاعة وعجلة الانتاج... من يبحث عن الف قرينة لادانة المجلس العسكري فسوف يجد...ومن يبحث عن الف قرينة لاثبات ولائه للثورة فسوف يجد..وهذا يدل علي انه في بعض الاحيان ما يكون التلميذ امهر و"اشطر"من استاذه
التاريخ يكتب الان ايها السادة..تسود صفحاته بمن قال وفعل ومن قال ولم يفعل ومن لم يقل ولم يفعل...كلنا الان نختار مكاننا في كتب التاريخ ولنتذكر ان من استطاع تزوير التاريخ ثلاثون عاما في قفص الاتهام الان ..وان التاريخ رقيب حازم صارم اشيب الشعر ملأت التجاعيد وجهه وزادته خبرة تجعله اليوم تلو الاخر لا يسمح بالغش ولا بالتدليس ولا بالمراوغة.
استقيموا...استقيموا..يرحمنا ويرحمكم الله
No comments:
Post a Comment