(1)
The ringing phone has to be answered...
The ringing phone has to be answered...
قالها كيفرسوذرلاند الممثل الامريكي العبقري في فيلم كابينة الهاتف وهو علي حق...من المستحيل ان يرن هاتف امامك دون ان تنتابك الرغبة في ان ترد
The ringing phone has to be answered...
قالها كيفر سوذرلاند وهو علي حق..ولكن يبدو انها لم تشاهد الفيلم وربما لذلك لاترد علي هاتفها المحمول فهي لا تعلم تلك الحقيقة البسيطة ان الهاتف الذي يرن لابد وان يرد عليه
كنت في المعدية..وكنت اعلم انها تستغرق مابين سبع الي عشر دقائق..لا باس ..اخترت مكانا هادئا بين سيارتين كي اتمكن من سماعها حين ترد..استندت علي سيارة مرسيدس بيضاء صاحبها شاب متأنق نوعا يرتدي بول اوفر ابيض اللون ..رفعت الهاتف وضغطت زر الاتصال السريع"1"..ذلك حين
بعد اما ارتاحت روحي ليك وعرفت معني الدنيا بيك مشيت خلاص ومقلتليش انا حعمل ايه
كأن هذا ما ينقصني..ابتعدت قليلا واضعا الهاتف المحمول علي اذني..كالعادة لم ترد..لا بديل عن الاتصال اليدوي للرقم الذي احفظه عن ظهرقلب
01....8..6.....25
ها هو الاسم الحبيب ينير شاشة هاتفي وحياتي..قلبي يخفق كأنما هي المرة الاولي التي احدثها فيها..لا تضعف الان لابأس من بعض الشدة..لماذا لا تجيبي علي الهاتف؟..الم تفكري في ذلك الشخص الذي يحاول الاطمئنان عليكي منذ ثلاثة ايام؟
بص بقي صورني وورايا البحر..انا حسند علي السور
شاب رقيع يرتدي ملابس اكثر رقاعه..جينز متهدل وجاكت قصير ينظر الي فتاة بجوار السور..يحاول التقاط صورة لها دون ان تلاحظ..صديقه يبتسم بحنكة وهو يمسك بكاميرا التليفون المحمول ..اعتقد ان مشاهده طيور النورس افضل كثيرا من مشاهدة رقيعين يحاولان التقاط صورة فتاة غافلة ..لست رائق المزاج للشجار الان..ربما اتشاجر مع شخص بعينه لا يرد علي هاتفه المحمول..بدا القلق يتحول بداخلي الي غضب..اذا كانت تتصور
01...4...6...5فلاجرب مرة اخري
انني اسمح بمثل هذا وانني سالهث خلفها فهي واهمه...سوف يكون رد فعلي عنيف جدا كي لا تكرر هذا الامر
اشتقت اليك فعلمني الا اشتاق
علمني كيف اقص جذور هواك من الاعماق
علمني كيف تموت الدمعة في الاحداق
علمني كيف يموت الحب وتنتحر الاشواق
عبقري هو نزار قباني..عبقري هو عبد الحليم حافظ..عبقري هو صاحب تلك السيارة الذي يبدو انه في نهاية قصة حب او انهاها بالفعل..حسنا ليس هذا مبررا كي يحطم اعصابي وانا علي شفير الانهيار
دوي الصفير المستفز في اذني الذي يعلن انتهاء المكالمة دون رد بالطبع...لست ادري ولكن الامور لا تسير بيننا علي مايرام هذه الايام..ربما تتعمد الا ترد؟هل تخشي بالفعل مواجهتي؟ربما اتخذت قرارا بالانفصال واثرت الحل السهل..الهروب..الابتعاد..ربما تتعمد الا ترد؟
هل تريد ان تقتل حبا اضحي لي عمرا وحياة؟
***********************************
(2)
عارفه احلي حاجة.....كي ايه...بتحلي اي شئ عينــ... ..تيجي فيه..قمر ده....تتساوي بيهلقد كانت تحب تلك الاغنية و....يوجد شئ غريب هاهنا
فجأة اكتشفت اني اسير حثيثا بين السيارات ممسكا بالهاتف ونظرات الشفقة تحيط بي من كل جانب..السيارة البيضاء صارت بعيدة و..هل توقفت المعدية من اجل تلك السفينة العابره؟
الاتصال السريع"1"...من تلك الفتاه التي تحدق بي هناك..لا اعرفها..
اشعر باني أسير في قصر مهيب يحتوي علي العديد من الحجرات..كلما فتحت باب انطلق صوتها كالصدي في اعماقي يردد كلمات لم اتمني الا تنطقها سواها ذكريات عديدة تحرقني كلما فكرت انها قد اضحت ذكريات..لقد دخلت ذاك القصر الان ولا اري سوي كتل بشرية مزدحمة تطن من حولي..اشعر بخواء القصر والريح تمضغ معطفي محدثة صفير بين جنباتي.
انا لم اتمني احدا كما تمنيتك..اطرقت بعينيها في خجل ولكني رايتها ترقص فرحا وحبا..
لقد نما حبك معي طفلا ومراهقا ورجلا وساموت ولن يموت حبي لك ...بعدا للشر لن تموت وتتركني وحيدة
بدونك
فقدت كل قواي لاني منك استمد قواي....انا بجوارك حتي تحقق كل ماتصبو ايه
اذيك يابوحميد....منور.....نات والله لقــ
انتفض جسدي وانا اخرج الي عالم الواقع...من هذا؟..شخص ما يخبرني باشياء لم افعلها ويسالني عن اشخاص لا اعرفهم..كلامه يعبر راسي دون ان يستقر ..ارد ردودا مجاملة دون ان اعي حرفا
انت احلي حاجة حصلتلي في حياتي...انا بحب حياتي وكمان ..بحبك..قالتها فاقشعر جسدي
ومصطفي اذيه...كويس..اصل الـــ
اما زال هنا؟...رفعت الهاتف في محاولة اخيرة للاتصال ..لقد رست المعدية او كادت وهذه فرصتي الاخيرة
ماشي يابوحميد مع السلامة
اجيبي ..انها ضغطة زر واحدة
لم اعرف ابدا ان الدمع هو الانسان..ان الانسان.لا..حزن ذكر. نسان
للاتصال بها...وضعت الهاتف علي اذني ودارت عيني محاولا اختيار افضل السبل للخروج من المعدية دون ان اصطدم باحد او يصدمني احد و....
اهذه هي؟..رأيتها وهي تضع هاتفها المحمول في حقيبتها...اذن فقد كانت تراني طوال الوقت وانا لا اراها؟
**********************************************
(3)
لم أكن هنا..كنت هناك في ذاك القصر الذي اغشاه الضباب..أري ملامحها بين الغيوم كغريق يتعلق باخر طوق نجاة..اهذه هي من احببت؟..رأتني فاطرقت بعينيها ارضا ..بين الجموع انتفضت مناديا باسمها فلم يخرج صوتي..
جاي علي نفسك ليه..راجع بعد ايه..انا..كدب..قولك..
حاسب يابني...ت اعمي..الله يخــ.
شعرت بقواي تخور وانا اري المسافة بيني وبينها تتزايد..طوفان من البشر يجرفني في تيار بعيد بعيد..انساب في عقلي العديد من الذكريات وانا اراها تبتعد..ادركت حينها بان قواي لم تخور وانها تهرول مبتعدة عني ..التفتت لتنظر نظرة اخيرة بدت كانها تودعني..انحدرت من عينيها دمعة لم ارها..احسستها تحرق ماتبقي من حب لها في قلبي..تذكرت قول شكسبير العبقري ان الحزن علة علي المريض ان يستأصلها بنفسه..انا اعلم انني لن انساها ولكني سأكمل حياتي من دونها
سيارة اجرة24571..رقم يذكرني بشئ ما
استقللت سيارة الاجرة..سائق ملتحي اشيب الشعر طيب الملامح يبتسم ابتسامة عريضة..تابعت الحافلة محاولا ان اراها مرة اخيرة..ذلك اللحن المبهم يدور في اذني وفي عقلي يشعرني بدنو النهاية..
فين...شاء الله...تاذ؟
رجحت انه علي الارجح يسالني عن وجهتي..اجبته وانا مشغول بما حدث...لحظة بلحظة اخرج من ذلك القصر الذي رأيته يتداعي ثم ينهار..اعود تدريجيا لعالم الواقع الذي الفته و..
بتسمع نجاة يا استاذ؟
ابتسمت ولم اعلق
فلقد برئت من الهوي ومن الجنون
ابتسمت ولم اعلق