وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Thursday, November 24, 2011

عندما يعيد التاريخ نفسه

يعيد التاريخ نفسه لان الحمقي لم يستمعوا اليه في المرة الأولي
يعيد التاريخ نفسه حين تظل نظرية (الامن السياسي) مسيطرة علي عقول السفاحين من الساسة والعسكريين

يعيد التاريخ نفسه حين تنضب الحلول السياسية فتستخدم الحلول الامنية بديلا حاضرا للقمع والارهاب وارتكاب المذابح وجرائم ضد الانسانية بحق المدنيين

هذه موجة ثورية اعنف من سابقتها...ثورة غضب حقيقية من شعب اعزل سئم المماطلات والمساومات...شعبا خاض حرب شوارع حقيقية مع قوات امن اقرب الي قوات الاحتلال في قسوتها وغشم عنفوانها ...قوات أمن ابتزت شعبا واستلبت منه أمنه ..اغتصبت حق ذلك الشعب المكتسب في حمايته وتركته نهبا لانفلات امني مفتعل مقصود لا يوجد له اي تبرير سوي الانتقام...فلنسم الامور بمسمياتها فلقد برئت – وبرئنا جميعا – من النفاق والمجاملة.

يجب ان نعترف  ان مايجرى الآن أعمال إبادة منظمة.. وهناك غرفة عمليات من داخل المجلس العسكرى تنظم هذه الأعمال الاجرامية من إلقاء غازات محرمة دولياً وضرب بالرصاص الحى والخرطوش ....المجلس العسكري لا يعترف بتراهات مبارك السياسية والاعيبه الاعلامية وشبكات المصالح والاموال التي ادت في النهاية لخلعه بل هو يفعل ماهو قادر علي فعله...الحرب...ويطور دوما من اساليب هجومه بدءا بالحرب النفسية وفرق تسد وخلق الصراعات الانقسامات طيلة التسعة اشهر الماضية وظل يوم بعد يوم يكتسب مجالا واسعا كاسحا وثقة لا متناهية بقدرته علي استخدام القوة بدءا من فض اعتصام طلبة كلية الاعلام ورصيدنا لديكم يسمح حتي مذبحة ماسبيرو الذي ظللنا نشكك في مسئولية الاقباط عنها...لقد اكلنا جميعا يوم اكل ثور الثورة الابيض..حين ارتضينا بمصطلحات مثل المظاهرات الفئوية واعمال الشغب والتمويل الخارجي لكي تسيطر علي افكارنا وتخلق المجال لمزيد ومزيد من الصراعات الايديولوجية..اكلنا يوم ارتضينا باستخدام القوة المفرطة تجاه اقباط ماسبيرو وشككنا في دين ونوايا من ظل يصرخ ويندد باعمال العنف الغاشم وظللنا نصرخ في كل مناسبة بأن الجيش خط احمر..وان المجلس  العسكري حامي الحمي..وصدقنا تراهات المجاعة وازمات السولار المفتعلة وعجلة الانتاج المتوقفة .

العنف لا يولد سوي العنف...وموجات العنف المتتابعة من قوات الشرطة التي اصرت علي سحق كبرياء شعب ثائر ولدت لدي الثوار افكارا فعالة بسيطة لتطوير دفاعها من تلك الهجمات المتتالية بدءا من الخميرة والخل والبصل لتفادي تأثير القنابل المسيلة للدموع وغازات الأعصاب حتي "سلك الشبك"المستخدم في اعمال المحارة لعمل قناع ضد الرصاص المطاطي..وعندما تصل الامور الي تلك المرحلة التي لا تجدي معها اسلحة القمع نفعا سوف يلجأ الثوار الي تطوير اساليب هجومها..ومع تزايد اعداد المتظاهرين سوف يغدو الحل الامني ضربا من الجنون .

خطاب طنطاوي نسخة طبق الاصل من خطابات مبارك في مضموتها ومعانيها التي بين السطور..محاولات احداث الفرقة والانقسام بين طوائف الثوار...ومن ثم تقليل عدد متظاهري الميدان مما يوحي للعامة والمراقبين بان الخطاب اعطي التأثير المنشود ووافقت عليه طوائف الشعب وان من يرفض هم قلة من مثيري الشغب..

فلتتفق معي او تختلف لكن بقاء المجلس العسكري في الحياة السياسية المصرية ساعة واحدة ولا اتكلم عن سبعة شهور كاملة ضربا من الهذيان .. ومن ثم فان ممارسة القليل من السياسة الثورية قد يجدي نفعا الان...لا نريد تخبطا بين ثوار التحرير يزيد صراعات ايديولوجية تكسب المجلس العسكري ارضا جديدة..نريد مطلبا توافقيا علي تكوين مجلس رئاسي او حكومة انقاذ وطني لها الصلاحيات السياسية للمجلس العسكري وخطة طريق واضحة الشفافية .. لجنة تأسيسية منتخبة لوضع الدستور ..إنتخابات رئاسية ..إنتخابات برلمانية...ولا بأس من بعض القرارات الثورية كالعزل السياسي وقانون الغدر ومحاكمات ثورة فكفانا ماضاع من وقت وجهد واستنزاف لموارد الدولة.

اما عن الاحزاب فلتطلقوا عليها رصاصة الرحمة ايها السادة ولتنزعوا عنها الاجهزة الحيوية..وبعدها توضأوا واستقيموا فان كنا استقمنا يوما لصلاة الحاجة لانقاذ تلك الثورة واعادتها للحياة...فلتستقيموا الان لصلاة الجنازة علي احزابها ورموزها ..بدءا من الاخوان المسلمين التي اصابتها لوثة مفاجئة حين قابت قوسين او ادني من الوصول لسلطة حاربت من اجلها مايقرب من ثمانين عاما واصدرت مايشبه البيان الاعلامي الموحد الذي يمكن تلخيصه في "عقدة اضطهاد سياسي"...فهي لم تشارك رسميا –كالعادة – حتي لا تدفع الي معركة وتحدث مجزرة كأنما ما حدث في التحرير لمدة اربعة ايام ومازال يحدث نزهة خلوية..اما في حين نجاح الثورة فسوف تعلنها صريحة بأن شباب الاخوان قد كان لهم السواد الاعظم والدور الفعال في انجاحها...مرورا بالنخبة التي اصابتها لوثة الوثيقة التي تدفع عنهم ذلك الذعر الغير المبرر من اغلبية مزعومة تتمتع بيها تيارات الاسلام السياسي...انتهاءا بلاعقي بيادات المجلس العسكري الذين اغتصبوا حق شهداء مصر ودمائهم وجلسوا علي طاولة واحدة مع من اعطي الامر بقتلهم و تخضبت يداه بدمائهم.

فقط لأذكر المجلس العسكري بأن نظام مبارك قد استمر ثلاثون عاما وسقط في ثورة سلمية خلال ثمانية عشر يوما...فكم من الايام الباقية لاسقاط نظام عمره السياسي تسعة اشهر في موجة ثورية عنيفة حادة تعلمت درسها القاسي جيدا واصبحت صارمة قاطعة تستمد شرعيتها فقط من ثوارها وميدان تحريرها؟

استقيموا ايها السادة واعتدلوا...فالشعب في طريقه الصحيح... لاسقاط النظام


No comments: