من قرا قصة الحاخام و الخنزير يعرف ما اتكلم عنه...يهودي ذهب للحاخام يشتكي له ان بيته ضيق كريه الرائحة فطلب منه الحاخام يوم ليحل مشكلته...في اليوم التالي جاءه الحاخام بخنزير ضخم كريه الرائحة وأمره ان يضعه معه في البيت ..ولم يملك اليهودي ان يرفض رغم دهشته وهكذا عاد الي المنزل بالخنزير..مرت تلك الايام والليالي والرجل يتعذب..البيت صار اضيق...قذارة الخنزير في كل مكان والرائحة لا تطاق...حتي اذا مر الشهر هرع الرجل الي الحاخام يتوسل اليه ان يأخذ الخنزير..جاءه الحاخام واخد الخنزير في
اليوم التالي وقال لليهودي:الان ستجد كم ان حياتك رائعة...البيت صار واسعا طيب الرائحة...الان ستري كم ان حياتك سعيدة!
وهو ما يفعله المجلس العسكري الان...يطالبون بقانون العزل السياسي اعطهم وعدا بدراسة الغاء قانون الطوارئ..يطالبون بتسليم السلطة اعطهم وعدا بالغاء المحاكمات العسكرية...ضع دائما موادا محل مطمع كي لا يثار حول مواد اخري الاقاويل ودعهم يطالبون بتعديلها...قبل ان يتكلم خصمك عن اللكمة التي وجهتها له في فكه وجه له ركلة في ساقه وقبل ان يشكو من ركلة ساقه فلتصفعه علي وجهه..وهكذا تظل القوي السياسية في حالة سخط وطمع دائم وامل زائف الي السلطة ...ما الذي حدث اليوم ؟ببساطة...مجموعة من الرجال المتانقين ذوي البزات الرسمية والعسكرية تناولوا الشاي مع الكثير من الضحكات والمناقشات الجادة التي انتهت في النهاية بوثيقة عبثية غير ملزمة وانما هي "ميثاق شرف"...شرف؟؟؟
لم اقرا في كل ما قرات عن دول تدار بمواثيق شرف او "قعدات عرب"..كما انني تعلمت ان العقد ملزم بين طرفي المتعاقدين...لم ار في الواقع سوي امضاءات ممثلي احزاب كرتونية تلهث الي السلطة بينما لم يظهر اسم ممثل المجلس العسكري سوي في التلفاز والصحف وصفحات الانترنت...
دون مواربة...وانكاء لجرح لابد منه...وبالخط المستقيم الذي هو اقرب مسافة بين نقطتين...فاننا نجد ان المجلس العسكري يتخبط بين نظام فاسد كان احد اجزائه وربما اركانه يوما ما..وبين ثورة تطالب دوما بالمزيد...وهو لن يعترف يوما بالثورة ولا مطالب الثورة كما تقول دوما بياناته...هو فقط يعيد انتاج نظام يعلم جيدا انه لن يأتي ذلك اليوم الذي سوف يحاسب اعضاءه فيه ...لابد لنا وان نذكر ان موقعة الجمل كانت محطة فارقة في الثورة المصرية ولابد لنا وان نتذكر ايضا انه وقف منها موقف المتفرج..بل وساعد بعض الجمال علي المرور بجوار المدرعات كما كشفت العديد من مقاطع الفيديو...يجب ان نتذكر التعارض بل والتناقض الشديد بين شهادة المشير طنطاوي وتصريح سامي عنان في الجريدة الكويتية الذي كان نصه"رفضنا اوامر رئاسية بسحق المتظاهرين ومحو ميدان التحرير!!"
والان واحقاقا لجميع الحقوق فان المجلس العسكري كسلطة سياسية تدير البلاد اشبه بسائق ارعن يقود حافلة مسرعة في نفق مظلم...وما يفعله من اجراءات ومحاكمات ومعارضات ماهو الا زيادة لسرعة الحافلة لتخرج من ذلك النفق المظلم دون اي احتمال بارتطامها او انقلابها...لن نظل نحوم وندور في بوتقة مبارك والاعلام المضلل الذي عارض وهاجم وزرائه ووضعه في مرتبه اشبه بالالهه ..نفس المرتبة التي يضعها الان للمجلس العسكري.
ما وجه الصعوبة في الغاء قانون الطوارئ؟ذلك القانون الذي لا اراه مفعلا الا علي النشطاء واصحاب الرأي...واذا حدثتني عن ذلك العدد المهول الذي يتم القبض عليه يوميا من البلطجية بسبب تفعيل قانون الطوارئ..فسوف اذكرك فورا بفيلم "الجزيرة" وتلك الصفقة بين تاجر المخدرات"احمد السقا"والضابط"خالد الصاوي"الخاصة بالضبطيات والاسلحة والمسجلين!!...ما وجه الصعوبة في تفعيل قانون الغدر..تفعيل قانون العزل السياسي...ما وجه الصعوبة في اصدار قوانين تجعل من الانتخابات البرلمانية القادمة والتي هي اساس لمصر بعد الثورة اكثر شفافية وطهرا وعدلا؟؟
اما عن الاحزاب الموقعة للوثيقة فقد تبرأ منها حتي اعضاءها...سامح عاشور رئيس الحزب الناصري تبرأ تماما من امضاء ممثل الحزب قائلا انه لا يمثل الا نفسه...معظم اعضاء حزب العدل اتفقوا بالاجماع علي معارضة ماجاء بها..لا ادري كلما تذكرت تلك الاحزاب الطامعة لسلطة واغلبية برلمان مصر القادم تذكرت
ذلك المقطع من رواية العبقري راي برادبوري 451 فهرنهايت
ذات مرة كان صبيا وقد جلس علي كثيب رملي اصفر يملأ بالرمال غربالا لأن ابن عما قاسيا قال له لو ملأت هذا الغربال بالرمال فسوف اعطيك قرشا..وكذا قضي الوقت يملأ الغربال ..ويملأ الغربال.. لكن الرمال كانت تتسرب من الاسفل بلا توقف... يداه منهكتان..والرمال حارقة..والدموع تسيل علي خديه وقد خطر له انه لو أسرع فلربما استطاع ان يملأ الغربال
المجلس يعد الجميع بالقرش اذا ما ملا الغربال بالرمال..والجميع يجاهدون ويقاتلون للحصول علي ذلك القرش..وما سوف ينتج عن تلك العلاقة الغير الشرعية الاثمة هو ابن مشوه لبلد بلا دستور ولا سلطة منتخبة حقيقية ونظام عفن خرب يعود اكثر شراسة من ذي قبل!!
الثورة تعود للمربع رقم 1 ايها السادة...الشارع...كما قلنا ونقولها مرارا الثورة لها مطالبها التي لا تحيد ولا تجدي معها انصاف الحلول..الثورة تدير ولا تدار..تقوم ولا تقاد..الثورة هي من تمد الشرعية وليس رئيسا مخلوعا وضعه نظامه في مرتبة الاله..ومازالت حتي هذه اللحظة كتب الطلبة في المدارس والقري تحمل اسمه وانجازاته ..
من ضاعت لافتاته القديمة فليبحث جيدا عن تلك اللافتة التي كتبت يوما بدم ثمنمائة وثلاثون شهيدا...فلينقب بين اكوام الاتربة التي غطت ذاكرته...فليبحث عند جار كان يوما زميلا في لجنة شعبية يدافع عن بلاد افترسها من يمنحها الامان...فليفتش في ضمير اعلام يخرسه مقص الرقيب الان او ليبنش بين اكوام الورق المفروم في مكاتب امن الدولة التي دفنت اسرارا واسماء ومتهمين بقضية اغتيال شعب باكمله...او ليسأل احد الصحفيين الذي تم فرم جريدته قبل صدورها او ذلك الاعلامي الذي تم تهديده او تلك الضحية التي تم تعذيبها او ذلك الطفل المهدد بين احضان امه لان بطاقة دفتر مدرسته تحمل اسمه بجوار اسم والده سيد بلال....فلينقب وينقب وينقب فالحل في تلك الكلمات الاربع والتي لا تزال حتي الان مطلب الثورة الرئيسي الذي لم
يتحقق
الشعب يريد اسقاط النظام
فلتستقيموا ايها السادة..استقيموا..استقيموا..يرحمنا ويرحمكم الله
No comments:
Post a Comment