وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Saturday, September 17, 2011

ازهي عصور الديمقراطية

لا خلاف علي ذلك...نحن نعيش ازهي عصور الديمقراطية...هل تجاوزت احلامك يوما عنان السماء لتجد ان قانون الطوارئ قم تم الغاؤه؟بل وان تقوم تظاهرات عارمة واعتصامات واضرابات؟بل هل حلمت يوما بان يتم اقتحام سفارة اسرائيل تحت سمع وأبصار رجالات القوات المسلحة ؟

هي ازهي عصور الديمقراطية بلا شك...البلطجية الان يرتعون في ارجاء المحروسة بأسلحتهم غير عابئين برجال الشرطة الذي لم يعد لهم سوي وجود اسمي لارهاب المدنيين وأسر الشهداء والناشطين...تنتشر السرقات بالاكراه وبائعي المخدرات علي دراجاتهم البخارية الغير مرقمة فلا يوقفهم احدا..بينما تصطدم غير عامد بسيارة شيخ وتعتذر ليقول لك تلك الكلمات المقيتة التي تصورت انك لن تسمعها بعد الثورة"انت مش عارف انت بتكلم مين؟"..!!

ثم تشتكي من غلاء الاسعار والانفلات الامني المتعمد فتصطدم بالقرار الصادم...لقد تم تفعيل قانون الطوارئ مرة اخري...تنتظر ان يتم تطبيقه علي المسجلين والبلطجية فتجد ضابط الشرطة يحدثك بمنتهي العجرفة "بطاقتك...طوارئ"...لن تثور لانك مواطن ملتزم بالقانون..ولكني سوف اعذرك بالتأكيد اذا ما أغمض عينه عن احد هؤلاء الذين ينظرون له بتحد علي متن دراجته البخاريه وسلاحه الابيض واضح للعيان..هي ازهي عصور الديمقراطية بلا شك

قرأت يوما عن ذلك الهندي الذي ظل مذهولا في القطار لمدة ثلاث ساعات متواصلة حين اختطف قرد عنقود من العنب كان في يده...ثلاث ساعات متواصلة تخشبت يداه علي عنقود العنب الغير موجود وفي عينيه تلك النظرة الذاهله.

ولذلك فمنذ الجمعة الماضية وانا في حالة ذهول شديد مما حدث...منطقيا وحسابيا وتفعيلا لدور العقل الذي خلقه لنا الله فجعلنا مختلفين عن سائر الكائنات الغير عاقلة كالبلطجية والبلطجية ذوي الزي الرسمي فلنا ان نقول ان ماحدث من اقتحام السفارة كان خطأ الجميع...خطأ قوات الجيش التي سمحت بهذه المهزلة..خطأ القوي السياسية التي لم تع الفخ التي تم نصبه لهم ببيان المجلس العسكري - اعزهم الله وابقاهم ذخرا للطوارئ-الذي قال فيه تحديدا انها مسئولة مسئولية كاملة عن اماكن التجمعات..وخطأ كل من هلل وكبر واقام الصلوات والابتهالات فرحا بتلك النشوة الزائفة...الان ولأن السيئة تعم فقد تم تعميم قانون الطوارئ ليشمل المدنيين ومنهم الناشطين والثوار واصحاب الرأي..والبلطجية؟؟؟والانفلات الامني؟؟...دع عقلك يعمل يارجل فلا داعي للاعتراض من اجل الاعتراض...هل من المنطقي ان يتم تفعيل الطوارئ علي البلطجية وقد تعايشنا معهم والفنا وجوههم؟هل تريد اجراءات رادعة لانفلات امني "عشرة"سبع شهور متواصلة؟؟..."ده احنا حتي نبقي قلالات الاصل"..!!!

اما عن عودة الامن ورجال الشرطة الي اعمالهم بعد اجازات مدفوعة الاجر فلنا ان نتوقع تواجد مكثف بعد تلك المكافاة العزيزة الذي نالها كل منهم..قانون الطوارئ...تكلم عن حقك يا عزيزي وسوف يتم تلفيق القضية لك كالسابق ويحتار ذووك في مكانك بعد ان تغيب يوم او اثنين...قلت يوما انه من غير المنطقي ان انهال بالسباب علي شخص واطلب منه حمايتي بعد ذلك...بالفعل من غير المنطقي ان يتم اهانة قوات الشرطة علنا ثم اطلب من احدهم منه الحماية...الان وقد استحقها كل منهم عن جدارة -المكافأة المنشودة في اعادة قانون الطوارئ -نقول...لقد ظلت البلاد في حالة انفلات كامل لمدة سبعة اشهر لم يتم تفعيل الطوارئ بها..سبعة اشهر ونيف لو شئت الدقة... وما حدث ان انهالت المحاكمات العسكرية علي الناشطين وارهاب اهالي شهداء الثورة..والبلطجية؟؟؟والانفلات الامني؟؟؟..ما من مجيب

ولأننا نعيش ازهي عصور الديمقراطية فقد تم اغلاق حساب الفيس بوك الخاص بي وتحويله بطريقه احترافيه لصفحة تسمي ليلي غفران وذلك بعد ان كتبت الكلمات التالية

تذكيرا للمجلس العسكري

---------------------------

أنت لا تزال جنينا في رحم السلطة...قد سقط نظام مبارك البالغ من العمر ثلاثون عاماً خلال ثمانية عشر يوما..



لك أن تراهن في كم ساعة نستطيع اسقاط نظاما مدته سبعة اشهر؟؟

ولأننا نعيش ازهي عصور الديمقراطية فقد اتي لخيالي المريض ذلك الخاطر المزعج بان كل فرد حر في قناعاته وكتاباته علي حساباته الخاصة...ولكننا نكتشف في كل يوم ان الطوارئ لها انياب ومخالب...وهاكرز علي الفيس بوك!!!

ومنطقيا وبالورقة والقلم وحسابيا وعقليا لكل ذي عقل فانني اجد ذلك التصعيد المبالغ فيه من هجوم علي سفارة اسرائيل والسعودية وحرق وزارة الداخلية والهجوم علي مديرية امن الجيزة في توقيتات متقاربة ليست مصادفة..هناك تلك المقولة المشهورة من انه لو القي قرد بحروف الطباعة عشوائيا فلن يكتب قصة لشكسبير...ولكنه لو القي بلطجية في مناطق متقاربة للهجوم عليها في اوقات متقاربة فهو يكتب سطرا اخر في تواطؤ وتباطؤ المجلس العسكري في السيطرة علي انفلات امني مدبر من قبل مسجلين وبلطجية معروفين اسما وشكلا ومكانا لدي الداخلية ..ومن لا يصدق يستطيع البحث عن هؤلاء الأبطال الذين ازالوا علم الصهاينه من سفارتهم...حين لم ننتظر عشر دقائق لكي يعلن احمد الشحات في اول مرة عن نفسه ..بل وتخليصه من قبل الثوار من ايدي الشرطة العسكرية

هنيئا لنا بقانون الطوارئ..والانتخابات النزيهة ..وقانون غالي للضرائب العقارية...هنيئا لنا بتأجيل شهادة المشير طنطاوي بدواع امنية...هنيئا لنا بعودة انتهاكات الشرطة و ارهاب اصحاب الرأي والثوار والنشطاء واهالي شهداء الثورة.

وفي النهاية لا داعلي للنهاية المعتادة فلن اطلب من احد الاستقامة...فليرحمنا الله جميعا

احمد عيسي

16/9/2011

No comments: