وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Friday, June 03, 2011

عن شفرة اوكام..وتجارب بافلوف ...والسيرك السياسي

نصير شمه.من اشور الى اشبيليه.mp3">
...ولان الامراقرب الي عرس تدويني ..فقد اثرت ان اعيد نشراحدي تدويناتي القديمة ليلة كل جمعة...رغم ان فكرة شهر التدوين نفسها تحتم عليك كتابة تدوينة جديدة كل يوم الا انك تحتاج ان تري تفاعل مدونين جدد -علي الاقل بالنسبة لك-علي تدويناتك القديمة...مازلت اقولها للان ان رؤية التعليق بالمدونة افضل وله تأثير اقوي بكثير من تعليقات الفيس بوك..المدونات لقاء عقول...لقاء النخبة -رغم ان تلك الكلمة قد اعتبرت هذه الايام اقرب للسباب-تلك اللذة الحريفة للتدوينة الجديدة لا يعادلها لذة لمن ادمن التدوين

كنت قد نشرت هذه التدوينة منذ فترة قصيرة علي مدونتي وعلي صفحتي الخاصة علي الفيس بوك...واثرت ان اضعها بين 
ايديكم..الان وكما قالتها نهي جادو قبلا.. اذا اعجبتك كلماتي...فلتخلع عنك كبرياءك ولتدخل بقدمك اليمني

في البداية لابد لنا من ان نتفق اننا لم نتحمل ما تحملناه منذ عقود من امتهان وخوف مرورا بما حدث ابان ثورة يناير من
 انفلات امني لكي يحل جهاز الامن الوطني محل امن الدولة ويمرح القتلة والفاسدين في ارجاء المعمورة واختيارا مريرا بين الخبز والحرية ومحاكمات اقرب للفانتازيا والهزل ومابين رئيس مخلوع تخضبت يده بدماء مايقرب من ثمانمائة شاب في مقتبل العمر وفقاعات اختبار والعاب نفسية وسياسية اقرب لممارسات مدرسات الحضانة لمجموعة من الاطفال..انتهاءا بالقبض علي نشطاء كان جل جرمهم حقهم الطبيعي في ممارسة الديمقراطية التي غابت طويلا عنهم حتي بات كل منهم متعطش لان يرفع صوته ويتنفس صعداءالحرية بكل ما أوتي من قوة

إن لم نستطع أن ننهي خلافاتنا الآن ، فيمكننا على الأقل المساعدة على أن يكون العالم مكاناً آمناً للاختلاف. 
جون كنيدي

الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكي


من يذكر تجارب بافلوف يري ان هناك من يراهن علي الانعكاس الشرطي الاولي لغالبية الشعب المصري...بافلوف حبس الكلاب في اقفاصها وعرضها للتعذيب بعد سماع صوت الجرس...بعد فترة اصبحت الكلاب تعوي وتنشب مخالبها في اقفاصها حين تسمع صوت الجرس دون تعذيب...اصبح صوت الجرس رابط ذهني للالام التي تشعر بها من جراء التعذيب...الان وبعد مرور مايقارب مائة يوم علي خلع الرئيس ومايقرب من مائة وعشرين يوما علي الانفلات الامني...اصبح الشعب في حالة رعب شديد  من التظاهرات التي قد تؤدي لنشر البلطجية وترويع الامنين من جديد...تكفي كلمة مليونية او تظاهرة غضب حتي يتذكر الجميع ما لاقوه من لجان امنيه وافتقاد للامن والامان...اصبح هناك من يراهن علي ذلك الخيط الواه..الحرية او الامن...فقط لتصمت كي يحل الامن وتستطيع ان تنام امنا مطنمئنا...فقط لتصمت كي لا يدق الجرس من جديد!!! 

والان تأتي مرحلة خلط الاوراق بطريقة ممنهجة شديدة الترتيب...بدايات الثورة لاقت هجوما عنيفا واتهامات بالعمالة والرشوة والانفلات الاخلاقي...ولا مانع من بعض التسفيه والتشويه ..ثم مرحلة الترهيب من الانهيار الاقتصادي الذي اصاب مصر وكانها من الدول العشرين الاقتصادية الكبري..ولا بأس من بعض فتاوي الازهر بتحريم التظاهر وحرمانية الخروج عن الحاكم ..ولا مانع من بعض الماسونية والمؤامرات الموسادية...تنجح الثورة فتنادي الاصوات بضرورة تكريم شهداء الثورة واحترام عقلية ومطالب الشباب المثقف الواعي الذي قام بما لم يستطع به الاوائل...بعدها تطالب الاصوات بأن يكون الثائر ثائر حقا..يهدم الفساد ثم يبني الامجاد...ويقول الشعب نعم للدين وللمجلس العسكري ولا للمجلس الرئاسي وتظهر العلمانية والليبرالية والشيوعية واليسارية والاشتراكية والحنجورية والفتن الطائفية وتنقسم الثورة بين المنتم واللا منتم ومن يريد الكعكة لا جزءا منها ومن يريدها اسلامية وعلمانية ومدنية...ثم ينادي من ينادي بتصحيح مسار الثورة فيتهم بالكفر والعلمانية والالحاد وطمس الهوية وخروج عن الديمقراطية ..ثم يقول من يقول بان الشعب يريد اسقاط المشير فيأتي من يقول بان الجيش هو الدعامة الاساسية للوطن بعدها تطالب الاصوات بأن يكون الثائر ثائر حقا..يهدم الفساد ثم يبني الامجاد... ثم ياتي من ينادي بحرمانية الخروج عن الحاكم !!

People should not be afraid of their governments...Governments should be afraid of their people
V for vendetta

لمن يهوي السفسطائية احدثه قليلا عن شفرة اوكام
Occam's razor
ببساطة هي البحث عن تفسير واحد بسيط للعديد من الاحداث وهي لفظة تستخدم اكثر ما تستخدم في المجالات الطبية...ان تجد شخصا يعاني من التهاب الحلق وارتفاع درجة الحرارة واحتقان الانف...التفسير الاصعب ان يعاني الشخص من ثلاثة اعراض مختلفة بينما تطبيقا لشفرة اوكام نجد ان الانفلونزا هي ما تربط تلك الاعراض بعضها ببعض...الا تجد شرطيا في الشارع فلا يقترب احد من الكنائس ويساعد القبطي المسلم علي الوضوء في التحرير...ان يتم حل جهاز امن الدولة فلا تسمع عن كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين...ثم يتم استبداله بجهاز الامن الوطني فتزداد الوقفات المطالبه باسترجاع المسلمات من الاديرة وتحترق الكنائس وتحترق شوارع امبابة بنيران مايشبه حرب اهليه بقي ان تنتشر في مصر لجان الهوية التي انتشرت في لبنان ابان الحرب الاهلية...ويعتصم الاقباط للمطالبة بحماية دولية فيتم الهجوم عليهم بالمولوتوف والرصاص الحي ...الحق يقال ان ظاهرة شفرة اوكام يتم تطبيقها في مصر بطريقة مثالية 


لماذا قمنا بالثورة...انا لا اعلم لماذا قمنا بالثورة ...بالتأكيد كي لا يتم علاج الرئيس المخلوع علي نفقة الدولة..وان تتدهور نفسيته فيطلب له الجميع الرحمة غير عابئين بمئات الاباء الذين فقدوا ابناءهم ..لم نقم بالثورة كي يتم بيعها لمن يدفع اكثر وان تزداد المطالبات بأن هاتو فلوسنا واحنا مسامحين...لم نقم بالثورة كي يتم ابتزازنا مرارا وتكرارا من بعض القتلة ذوي الزي الرسمي وان يتم استبدال الحزب الوطني بالاخوان المسلمين اصحاب اكثر الفقرات ترفيها في ذلك السيرك السياسي الذي نعيش به الان حتي اصبحت فقراتها مملة ومكررة ابتداءا من الاخوان لن تشارك في تظاهرات 25يناير مرورا بانه لولا الاخوان مانجحت الثورة ثم ان شباب الاخوان هم من دعي الي الثورة ثم تبعها معظم القوي السياسية ثم تصريح الاخوان لوزارة الداخلية بأن شباب الاخوان كانوا بشخصهم في التحرير بعيدا عن الجماعة وانهم كانوا في وقفة سلمية امام دار القضاء 
العالي انتهاءا بان الاخوان لن تشارك في مليونية الغضب يوم 27 مايو


هناك نبأ عاجل قد وردني توا..الشعب المصري قام باعظم ثورة بيضاء في تاريخ العالم توقفت عند تنحي رئيس الجمهورية واستبدال نظامه ولم يتم بعد اسقاطه كليا...وان الثورة لاتنتهي الا بالتطهير الكامل..وان الثورة تختلف تماما عن الاصلاحات السياسية ومفاوضات الحوار الوطني ...وان للثورة مطالب محددة لا تنتهي الا بعد تحقيقها... والتي بالتأكيد لم يكن من بينها احالة المدنيين   للمحاكمات العسكرية في الوقت الذي يحال فيه مجرمي النظام السابق لمحاكمات مدنية طويلة المدي..والتي بالتأكيد لم يكن بينها ان يظل الشعب المصري في اقفاص بافلوف منتظرا ان يدق الجرس ولا ان تتقطع شرايين الثوار بشفرة اوكام الباردة

6 comments:

البِـئرُ والظمّأْ said...

أصلاً التدوينة دي عبقرية يا أحمد
:)

Ahmed EIssa said...

شكرا يا زيزي...

البِـئرُ والظمّأْ said...

شكلها هنبخرها يا أحمد
طب تبقى فاضي امتا ونظبط الموضوع ده
:D

دعاء العطار said...

تصفيق حاااااد للمقال ده

اسلوبك غايه فى الروعه ينم عن شخص كثير الإطلع

أصبح لدى الشعب المصرى فوبيا فوضى _هكذا أطلق عليها _ فكلما أرادوا ترهيبنا واسكاتنا وتخويغفنا ذكروا هذه الكلمه لننحى لمطالبهم ونستجيب لها

مصطفى سيف الدين said...

مازالت الثورة قائمة ولم تنتهي بعد
هناك وجوه عديدة مازالت واجبة التغيير
التغيير وقع فقط على جبهة الثوار الذين انتشرت بينهم الآن الخلافات بين اخواني وليبرالي اما النظام فالتغيير به ما زال سطحيا مازالت اغلب الوجوه الفاسدة لم يتم قطعها
اعجبتني فقرة تجربة بافلوف وهو بالفعل ما حدث في تجربتنا مع المظاهرات والاعتصامات والاضراب لكنني اؤكد ان المظاهرة او الاعتصام الغير مدروس والغير متفق عليه من جميع الاتجاهات اضراره عظيمة
تحياتي لتدوينتك الرائعة التي تستحق اعادة نشرها مرات ومرات

Ahmed EIssa said...

رحاب:
:))
دعاء العطار:اللي حصل ايام الانفلات الامني مش قليل علي اب شايف ابنه شايل عصايا ولا سكينة ونازل يدافع عن شارعه وبيته...خصوصا لو مثلا مش بتاع مشاكل وده عمل فوبيا فعلا لكل واحد من اي مليونية او اي مشاكل تانية
نورتيني يا دعاء

مصطفي سيف:انا شايف ان مجلس ائتلاف الثورة ده هو اللي ضيع معني الثورة..خلي بالك ان السيطرة علي عشرة او عشرين اسهل بكتير من السيطرة علي ملايين
نورتني