الان نفسح المجال قليلا لمهاجمة التيارات السياسية التي تواجدت علي الساحة بعد قيام الثورة – وهو كما تلاحظون جديدا تماما عما سبق من مقالات-لذلك فان كنت قارئا من الطراز(لحية –بنطال قصير-نظرة متجهمة-تكفر العلماني والليبرالي والديمقراطي وتريدها اسلامية اسلامية)تستطيع ببساطة ان تتجه الي ذلك المربع الاحمر اعلي يمين الصفحة وتوفر وقتك في القراءة ثم التعليق باني ليبرالي كافر يستحق الاعدام...اما اذا كنت قارئا من الطراز(سترة-جينز-عوينات انيقة-تتهم الاسلاميين بالرجعية واستغلال الدين-تري الشعب غير ناضج سياسيا-تدافع عن نفسك دائما بانك مسلم ولا حق لاحد بان يكفرك)فلتلحق بالقارئ السابق لنفس المربع وتوفر وقتك ثم التعليق باني رجعي لا يفقه شيئا في السياسة
"يعيش اهل بلدي وبينهم مفيش ..تعارف يخلي التحالف يعيش ..تعيش كل طايفه من التانيه خايفه وتنزل ستاير بداير وشيش ..لكن في الموالد
ياشعب ياخالد بنتلم صحبة ونهتف يعيش...يعيش اهل بلدي" احمد فؤاد نجم
بادئ بذي بدء...نفرد بعض السطور لتعريف الليبرالية...الليبرالية – والتعريف نقلا عن ويكيبيديا
الليبرالية (بالإنجليزية: Liberalism) اشتقت كلمة ليبرالية من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر. فالليبرالية تعني التحرر. وفي أحيان كثيرة تعني التحرر المطلق من كل القيود مما يجعلها مجالا للفوضى. الليبرالية حاليا مذهب أو حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، إذ تختلف من مجتمع إلى مجتمع. الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية
وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضا. ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة والحرية وحق الفكر والمعتقد والضمير، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد ووفق قناعاته، لا كما يُشاء له. فالليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد - الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك
وعن موقف الاسلام من الليبرالية – ومازال النقل عن ويكيبيديا
يقول الباحث أحمد بن عبد الله آل الشيخ في مقال منشور على الإنترنت عن موقف الإسلام من الليبرالية:
"الليبرالية باختصار شديد هي التحرر. يضاف لذلك المساواة وإتاحة الفرص.
موقف الإسلام من:
التحرر: التحرر المطلق فوضى وضياع وعصيان لله وكفر به وعبودية للشيطان. أما التحرر المنظم بالشريعة وفي إطارها فهو تحرر حقيقي من عبودية الشيطان والهوى وهو تحرر راقٍ ومنظم ومثمر ليس فيه أي ضرر.
المساواة: في الإسلام يآ أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
إتاحة الفرص: يتيح الإسلام الفرص الاقتصادية وغيرها للجميع بالتساوى في إطار الشريعة التي تحرم الربا وغيره من أنواع التعاملات المحرمة.
إذن، لا حاجة للإسلام في الليبرالية لأن الإسلام يتضمن إيجابياتها وسالم من سلبياتها
تستطيع تتبع كامل المقال من هذا الرابط
ببساطة ...انت حر مالم تصطدم حريتك بالدين ومادامت لم تصطدم بحريات الاخرين...المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده...مايعيب التيار السياسي الليبرالي في الوقت الحالي هو التأنق الشديد...قديما في الستينات وجدت الاشتراكية والشيوعية وكنت تجد الاشتراكيين تحت كل حجر..في المقاهي...في الاتوبيسات..في الجامعة..يتحدثون ببساطة الي رجل الشارع...الليبراليون الان يجتمعون في قاعات المؤتمرات والفنادق الكبري بعيدا عن المواطن العادي..يعيش كل منهم في برج عاجي ينظرالي جموع الشعب الذي لا يعلم حقوقه السياسية و يراه مغيبا باشمئناط
النقطة الاخري التي تعيب الليبراليين هي اعتبار الشعب المصري ليبرالي بالفطرة وهذا خطأ..ينشغل في الدفاع عن نفسه من الهجوم الشديد من التيارات السياسية الاسلامية التي تعتبره كافرا زنديقا دون ان يحاول شرح اتجاهاته السياسية والدينية ..لسان حاله يقول ليست الليبرالية زندقة وكفر واباحة ..علي اية حال التيار الليبرالي يضيع وقتا هو في امس الحاجة اليه للتحضير لانتخابات برلمانية في معارك خاسرة كمعركة الدستور اولا و الترويج لنظرية المؤامرة كالصفقة الكبري المشبوهة بين الاخوان
المسلمين والمجلس العسكري..تتذكر علي الفور المقطع العبقري لاحمد فؤاد نجم
يعيش المثقف علي مقهي ريش..محفلط مزفلط كتير الكلام..عديم الممارسة عدو الزحام... بكام كلمة فاضية وكام اصطلاح... يفبرك حلول
المشاكل قوام...يعيش المثقف يعيش
اما التيارات السياسية الاسلامية –كالاخوان المسلمين والسلفيين-فهي لا تضيع وقتها ...تنطلق من فرضيات ثابتة وتقترب من رجل الشارع ...احدي ايام الجمعة رأيت صوانا ضخما للاخوان المسلمين لبيع السلع الاساسية امام المسجد بسعر اقل من سعر السوق وشعارها رفع الغلاء –رغم ما يثيره هذا من ذكريات للحزب الوطني السابق حين كان يوزع اتلك السلع مجانا في اوقات الانتخابات-تهاجم التيارات الاخري هجوما دينيا منظما اقرب للضرب تحت الحزام...دعاوي التكفير حاضرة لكل من يعارضها...تستعد لانتخابات البرلمان والرئاسة في تنظيم شديد...اكثر مايعيبهم تستطيع حصره في ثلاثة نقاط اساسيه في نظري:
1-نظرية تطبيق الشريعة واقامة الدولة الدينية:ليس جل المراد حاليا هو تطبيق الشريعة او اقامة الحدود..لابد لك من برنامج ثابت محكم متكامل يتضمن كافة محاور الحياة السياسية المصرية وربطها بالشريعة الاسلامية فمازالت ايران وافغانستان في مخيلة من يقرأ او يسمع عن الدولة الدينية..لابد من معرفة كيفية التعامل مع نقاط شديدة الخطورة في المجتمع المصري كحقوق الاقباط والسياحة والتعليم والاسكان المتوسط ...لتفصح قليلا عن ذلك ولتفرد مساحة الحرية اللامحدودة كالقنوات الدينية والصحف والنشرات الدورية في التحدث عن ذلك بدلا من اتهام الليبراليين بالكفر
2-حديث الرويبضة:تلك المقاطع التي تنتشر كالنار في الهشيم عن تشبيه من ينادي بالديمقراطية باهل لوط ووصف من يخالف رايك بشياطين الانس وما الي ذلك فذلك يثير الحنق والغيظ فعلا...لابد من اختيار من يتحدث وفيم يتحدث وكيف يتحدث...لابد من الاخذ في الاعتبار ان ذلك لا يسئ فقط للتيارات الاسلامية بل يسئ للمسلمين والاسلام ككل.
3-نظرية الضحية التي تتحول لجلاد متي منحها احدهم سوطا:وهي نظرية نفسيه معروفه وتثير القلق...تخيل شخصا ظل مطاردا ومسجونا ومعذبا فترة طويلة يتحول فجاة لجبهة سياسية تتواجد بقوة في الشارع المصري...أبلغ مثال اراه الان عبود الزمر الذي سمي بشيخ المجاهدين وتسعي بعض وسائل الاعلام لاعتباره نيلسون مانديلا المصري.
وفي النهاية لا تستطيع رغم كل هذا ان تشكك في وطنية وحب كل الطوائف السياسية للبلاد وخوفهم علي المصلحة العامة كل بطريقته...فقط فلنضع في اذهاننا جميعا ذلك الدب الذي قتل صاحبه لا ان نتسائل عمن نقصد بذلك الدب!!
اما عن بداية المقال فهي بداية مشاغبة قليلا...من لم ينتظر لنهاية ذلك المقال هو ذلك الشخص الذي ننفر منه جميعا وهو الذي يثير الفتنة...ذلك الشخص الذي ينتظر كل مناسبة لاتهام الاخر دون ان يستمع اليه ويملك ردودا جاهزة- حمضانة اذا سمحت لي-لقطع كل سبل الحوار..ذلك الشخص الذي يتكلم علي محيط الدائرة تاركا اصحاب العقول ويتناقشون ويفعلون حقا من اجل مصر حقا ويجتمعون في
مركز الدائرة
فلتستقيموا..يرحمنا ويرحمكم الله
"يعيش اهل بلدي وبينهم مفيش ..تعارف يخلي التحالف يعيش ..تعيش كل طايفه من التانيه خايفه وتنزل ستاير بداير وشيش ..لكن
في الموالد
ياشعب ياخالد بنتلم صحبة ونهتف يعيش...يعيش اهل بلدي" احمد فؤاد نجم