وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Wednesday, September 07, 2011

عن الوحش الذي لا يرعب احدا


لديك طفل صغير ادامه الله عليك وابقاه ويتربي في عزك...ظللت تخييفه بوحش الخزانة المرعب الذي سيخرج منها ليلا ليلتهم مؤخرته اذا لم يطيع كلامك ويغسل اسنانه قبل النوم..ولا يضرب الكرة بالحائط لأن ذلك يسبب لك صداعا مزمنا..وكلما قام بفعل ما لا يروقك ظللت تذكره بوحش الخزانه ذو العينين الحمراوين ويديه ذات المخالب وعباءته السوداء التي لو لامسته لأحرقته..كبر الطفل خائفا يتحسس خطواته بعيدا عن ذلك الوحش يرمق الخزانة ليلا في خوف..حتي جاء ذلك اليوم الذي هددته يوما بوحش الخزانة فانتفض في غضب وعصبية وقام يخلع ابواب الخزانة..يدمر ملابسه وكتبه باحثا عن ذلك الوحش فلم يجده...وجد كيانا ضخما متوارثا متراكما من الخوف الذي ظل حبيسه طيلة حياته مما أورثه شعورا بالحنق الممزوج بثقة وعينان دمعتا من فرحة التحرر من ذلك القيد المقيت...الا تري معي انه من العبث ان تخيفه ثانية بوحش الخزانة اذا مافعل مالا يروقك؟؟؟

دعنا ننظر بحيادية تامة لما حدث...قامت جماهير النادي الاهلي بسب وزير سابق مدان محكوم عليه بـخمسة عشر عاما في احدي مباريات مابعد الثورة وهو بمحض الصدفة القذرة..اسف البحتة وزير الداخلية الأسبق الذي يحاكم ايضا بتهمة قتل متظاهرين سلميين ...وتطور الامر الي مايشبه حروب الشوارع وتم دهس شباب الالتراس بسيارة فيما يشبه ماحدث في شوارع القاهره ابان الثورة.
اذا كان من حقك رفض تلك الالفاظ النابية التي ضجت بها هتافات المشجعين فدعني اذكرك بأن هذا مايحدث عادة في مباريات كرة القدم...فلترفضها كما ارفضها دوما وكما شئت ولتصرخ بملء الحناجر اننا نحتاج الي ثورة اخلاقية عظمي ولكنك لا تستطيع ان تمتعض الان كأنها المرة الاولي التي تحدث...واذا ماكنت ترفض بأن يتجه السباب الي شخص بعينه فدعني اطلق تلك الضحكة الساخرة..الم تهتف يوما حنقا وضيقا"ملعون ابو دي بلد"؟الم تسب يوما ذلك الاحمق الذي توقف فجأة بسيارته فكاد ان يحدث كارثة محققة؟
ولكن ان يتحول الامر الي تصفية حسابات مع جماهير الاهلي فهذا مالا تستطيع ان اتقبله مهما ارتديت من اثواب الحيادية والعقل...ولنا ان نتوقف قليلا حين ندرك ان عقول رجال الداخلية قد تجمدت طيلة سبعة اشهر..بعدما حدث استطيع ان اقر بانهم لا يرون سوي العادلي وزيرا للداخلية  وهو كيان مقدس لايجوز الاقتراب منه ولا سبه..بنفس منطق الذات الطنطاوية التي لا تستطيع الاقتراب منها أمام رجالات الجيش والشرطة العسكرية..اي هراء هذا؟؟؟
وبالتالي حين تقرأ عن قتل احد ضباط الشرطة لمواطن في شوارع الاسكندرية رميا بالرصاص علي مراي ومسمع من سائر المواطنين او ان تجد رجال الامن المركزي في تضامن وتلاحم تام مع انصار مبارك ضد اهالي شهداء الثورة تجد اننا ندفع ثانية وبقوة الي تلك الدولة الامنية البوليسية المقيتة الظالمة الغاشمة القاتمة التي كانت من اعمدة الثورة الرئيسية...ثم لندع تلك التراهات جانبا..اي عقل هذا الذي يجبرك علي تقبل ان تقوم ثورة فتخلع رئيسا وان يظل ثوارها من "معارضي مبارك"؟بل والادهي ان تتقبل ان يوضع"انصار مبارك"في ذات كفة ميزان متساوية مع الثوار؟..اي معن يبقي للثورة حين تختلط المفاهيم الي هذا الحد المخجل؟
مايحدث الان هو لي لعنق الثورة بكل معان الكلمة..ان تتحول الثورة المضادة الي صوت الشعب وان يتحول الثوار الي بلطجية..ان يظهر الاعلام انصار مبارك بصورة راقية متحضرة وان تتحول تصريحاتهم الي رمز الخوف علي امن البلاد ومؤسساتها..بل وان تنتشر كلمة انصار مبارك بتلك الصورة الفجة التي تتلاعب بالمشاعر وتعيد ذكريات مبارك او الفوضي..مع غياب تام للأمن واجترار ذكريات الانفلات الامني المصاحب لما بعد28يناير..التراس مبارك يسير بنفس نهج وسياسة انصاف رجال النظام المنحل السابق...ولا أجد دليلا علي ذلك سوي بعض التفاصيل الصغيرة التي تشكل الصورة الكاملة...ألم تر كيف سارعت مليشية مبارك علي الفيس بوك فور ما اعلن التراس الاهلي والزمالك نزوله الي المحاكمة اليوم للدفاع عن اهالي الشهداء والتصدي لاي اعتداءات من قوات الامن وبلطجية "اسفين ياريس" بالعدول عن النزول الي قاعة المحاكمة..بل والاعلان السافر باعطائهم قوات الامن فرصة للراحة وتعليق الانفلات الذي حدث في المحاكمات السابقة علي شماعة "بلطجة الثوار واهالي الشهداء"؟...هذا لا يعطي سوي احتمال من اثنين..اما انهم قد جبنوا بالفعل عن النزول ومواجهة الالتراس معترفين بقوتهم وجبروتهم علي بعض الشيبة من الرجال والنساء ممن احترقت قلوبهم باغتيال ابنائهم...واما انها تمثيلية معتادة تبدأ بنزول غير رسمي علي غير اعلان منهم واثارة القلاقل والشغب مما يحدث انفلاتا امنيا ومظاهر شغب فيلصقونها بمن تواجد"رسميا" واظهارهم بمظهر البلطجية معلنين في كل وقت وزمان ومكان وقناة واعلام انهم قد أعلنوا "رسميا"بعدم تواجد اي منهم امام قاعة المحاكمة!!
من يدير مايحدث الان في مصر عقل داهية اريب اعتاد المؤامرات الدسائس والالعاب النفسية القذرة مدفوعا بتمويل ضخم وتنسيق اقرب للميليشيات المنظمة "مسنودا"بسلطة اصبح الشك في نزاهتها من المسلمات المنطقية والتي يغمض عينيه عنها كل من له مصلحة ببقاء النظام السابق كما هو وتشويه رموز الثورة..بل وتشويه أيقونة الثورة من الاساس.
لم يعد وحش الخزانة يخيف احدا ايها السادة..قد كبرنا جميعا ولم تعد تخيفنا عباءته السوداء ولا عينيه الحمراوين الكبيرتين...ان الاوان لاحترام عقل ومقدرات..بل وكرامة هذا الشعب...لم يعد يخيفنا الانفلات الامني ولا الازياء الرسمية ذوات الرتب...لم تعد تخيفنا هراوات واقنعة ودروع الامن المركزي والشرطة العسكرية..لم تعد تخيفنا احاديثكم –اعزكم الله – عن المجاعة وعجلة الانتاج..لن يستطيع احدا بعد اليوم السيطرة علي مقدراتنا بافتعال ازمات الغلاء والبنزين والسولار...هذا شعب قد قام ينتفض ضد من عبث بامنه وامانه وحريته...وسيظل ينتفض ويثور حتي يتحقق له ما اراد...ولاذكركم بانه ليس اشرس من شعب كبل بالاغلال فانتفض وثار وشعر بطعم الحرية..من ذلك الشعب الذي انتفض وثار ومزق اغلاله واقتنص حريته..ليكتشف بأن ثورته كانت لعبة...وان ماحدث ان ازداد طول السلسلة التي كانت تغله حتي اذا ماحاول ان يثور...جذب جلاديه قيوده بقبضة من حديد مهلهل ليحني رقبته ويكشف له انه مازال مغلولا اسيرا عبدا يتحرك في محيط دائرة اغلاله ...الامل الزائف ياسادة اقسي وامر واكثر هوانا من انعدام الامل علي الاطلاق
افيقوا...واستقيموا..يرحمنا ويرحمكم الله.


1 comment:

FAW said...

بالنسبة للماتش فقط . .
أنا معاك تماما في موضوع السب والكلام ده

بس تقدر تقولي إيه علاقة اللي حصل ما بين الألتراس والأمن المركزي بإن ناس من الألتراس يخرجوا من محيط الإستاد لغاية شارع صلاح سالم ويوقفوا الطريق تماما ويكسروا عربيات ويخوفوا المارة بشكل قذر جدا !!!

علي فكرة الكلام ده نقلا عن أخويا اللي كان هناك ساعتها بعربيته وكانت هتتكسر لولا إنه هرب , وكمان وهو واقف سأل واحد بيجري بيقوله فيه إيه ؟ إنتوا مين ؟
قال له إحنا الإلتراس وبنتخانق مع الداخلية !!
طب إيه اللي جابهم صلاح سالم !! الله أعلم !!
هي دي الحيادية علي فكرة , إنك ما تحكمش غير لما تسأل كويس الطرفين وأكتر من شاهد
فيه ظباط غلطانة طبعا إنهم دافعوا عن العادلي (رغم إني ماشفتش) بس برضو الألتراس مش ملايكة وإسأل أي حد بيروح ماتشات