الثورة الوردية

  

ان ما نحتاج اليه في الوقت الحالي هو رسالة واضحة لسكان هذا البلد

لن تلومني حين تعلم انني ترددت كثيرا قبل ان ابوح بما يعتمل بصدري وعقلي منذ فترة...ولم لا وانا اشعر بانني من ذلك الجيل الذي قام بالثورة..ربما لم افعل الكثير ولكم وددت ان افعل..ولكني اعتبر نفسي من جيل تسرق ثورته يوما بعد يوم...جيل قام بثورة  بيضاء اختلطت بدماء شهداءها من الثوار فصارت ثورة وردية حالمة تمتلئ حماسا وايجابية...ثورة لم تكن كالثورة الفرنسية وياليتها كانت...ثورة لم تلوث بدم طاغ  كالنبلاء الذين اعدموا بالمقصلة علي مراي من الشعب كله فكانوا عبرة لغيرهم.   

يجب ان تقرا الرسالة في كل جريدة...تسمع في كل محطة راديو وتشاهد في كل محطة تلفاز  

حذرونا من الخيار بين نظام فاسد وفوضي فاختارنا الفوضي...تم اطلاق البلطجية والمساجين من عقالهم..خيرونا بين الأمان والفوضي فاخترنا الفوضي...ندرت السلع الغذائية وارتفعت اسعارها فخيرونا بين الموت جوعا او الفوضي فاخترنا الفوضي..هذا شعب قد قام بما يعتمل في صدره من ظلم ومهانة فلم يعد للمفاوضة عنوان..وما قامت به رصاصاتهم كانت ان قتلت الخوف الكائن بداخلنا

  

  .هذه الرسالة يجب ان تكون نهاية لكل هذا...اريد ان تدرك هذه البلد اننا علي حافة العصيان

من يذكر نهاية فيلم الجزيرة؟؟؟..حين يخرج منصور الحفني من مبني المحكمة فتجد ان الكل قد تربص به...نائب مجلس الشعب الفاسد والعائلة المعادية له واخيه وقناص الجهة المجهولة..والكل يحمل اسلحة وفي النهاية..يهرب منصور الي جهة غير معلومة...من يذكر هذا المشهد العبقري فليتذكر معي ما ال اليه الامر حين وقعت احداث امبابة ..تحترق الكنيسة اثر بلاغ من احدهم ان توجد فتاة محتجزة بداخل الكنيسة..يثور الجمع ويتجه الي الكنيسة وتشتعل الامور فجأة...هناك من يطلق النيران ومن يحرق الكنيسة بقنابل المولوتوف..وتأتي التصريحات بعدها لتؤكد ان الموساد وراء احداث الفتنة الطائفية..ثم تأتي تصريحات اخري من انه احد فلول الحزب الوطني السابقين..ثم يتهم جهاز الامن الوطني الابن الغير شرعي لجهاز امن الدولة ويتهم السلفيين ..ثم تتهم الكنيسة..ثم تضيع الحقيقة بعد كل هذا حقنا للدماء.

..اريد من كل رجل وامرأة وطفل ان يدرك مدي اقترابنا من الفوضي...اريد من كل منهم ان يتذكر لماذا يحتاجون الينا

ثم تأتي اللحظة الفاصلة ...الحرب وشيكة...اسرائيل تتربص بسيناء وتمهد لاحتلالها وتخرق اتفاقية السلام...الانفلات الامني لا يمكن مواجهته الا بقتل من يخالف القانون عمدا اما بضربه حتي الموت او بتعليقه وتعذيبه وضربه بالسوط...الاقتصاد ينهار ونخسر ملايين الدولارات يوميا...هناك مخطط لتقسيم مصر الي ثلاث دويلات...يحال للنيابة العسكرية من يعترض او ينتقد...الفوضي قادمة والثورة توشك ان تتحول الي نكسة...ولم لا وقد ادرك الجميع حقائق الامور...اقصي ما يمكن ان يحدث هو ثورة وردية اخري ..بضع ايام في التحرير..اجازة مفتوحة لقوات الشرطة والبلطجية علي حد سواء..وفي النهاية يكرم الشهداء ويشكل مجلس ائتلاف لقيادة الثورة...هذا بالطبع لان السيطرة علي عشرين او ثلاثين فردا في الائتلاف اكثر سهولة بكثير من السيطرة علي عشرين مليونا بميدان التحرير

اريد من كل منهم ان يتذكر لماذا يحتاجون الينا

لماذا ندع العلمانيين والليبرالين الكفرة يسيطرون علي مقدرات الثورة...هم يريدون ان يطمسوا هوية مصر الاسلامية...يريدونها بلا دين ولا مساجد فقط ليزداد التبرج وتحترق غابات البانجو وانهار الخمر علي قارعة الطريق...ثم لماذا يسيطر الاسلاميون علي الحكم؟؟؟...فقد سيطر عليهم الفكر الوهابي وولاية الفقيه ويدعون لتكفير الفنون وقطع يد السارق وفرض الجزية ولا مانع من نشر جماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واضطهاد الاقليات الغير مسلمة..وبين كل الاراء المتطرفة التي تنخر في جسد الثورة لا يوجد عاقل واحد فالعقل يضيع صوته في غوغائية الفوضي والتعصب والمصالح السياسية وبريق السلطة

     اريد من كل منهم ان يتذكر لماذا يحتاجون الينا

نريد منكم فقط ان تتذكروا اننا مع الثورة قلبا وقالبا..واننا رفضنا اطلاق رصاصة واحدة علي هذا الشعب الابي...نعيد هذا مرارا وتكرارا حتي بات الامر اقرب للدعابة المكررة التي تصفق لها اعجابا في بادئ الامر ثم تبتسم ثم بعد ان فاض بك الكيل تقول"ومن ذلك الذي قال انني لن اقاومك حين تطلق علي الرصاص...؟؟

     اريد من كل منهم ان يتذكر لماذا يحتاجون الينا

انا شاب عادي من جيل الثورة والتي لم افعل فيها الكثير ولم اقدم لها الكثير..ولكنها فعلت بي ما فعلته لشخص يموت عشقا لتراب هذا الوطن حقا...انا الان ضد كل مايحدث...ارفض من يتحدث باسم الثورة من لم يفقد ابنا او لم يصب..ارفض التصريحات السياسية والمقابلات الاعلامية النارية...ارفض الاوضاع المتردية..ارفض واعلم جيدا ان تلك البلاد ذاهبه لثورة اخري...وتلك الثورة لن تكون بيضاء كالسابق...وان تضغط علي صبر شعب قام بثورة منذ اقل من خمسة شهور لهو امر في عداد الهزل والكوميديا السوداء...ما ارجوه من اي مسئول الان هو ان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه فان النوقَ إن صُرِمَتْ فلن تجدوا لها لبناً ولن تجدوا لها ولدا

فلتستقيموا ...يرحمنا ويرحمكم الله

ان ما نحتاج اليه في الوقت الحالي هو رسالة واضحة لسكان هذا البلد..
يجب ان تقرا الرسالة في كل جريدة...تسمع في كل محطة راديو وتشاهد في كل محطة تلفاز
..هذه الرسالة يجب ان تكون نهاية لكل هذا...اريد ان تدرك هذه البلد اننا علي حافة العصيان
..اريد من كل رجل وامرأة وطفل ان يدرك مدي اقترابنا من الفوضي
...اريد من كل منهم ان يتذكر لماذا يحتاجون الينا

ادم ساتلر..من فيلم

V for Vendetta