وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Saturday, December 05, 2009

لحظات


1)
سنوات عديدة لم تؤثر في خطوتها الرشيقة وابتسامتها التي كثيرا ما اشعرته بذلك النقاء والطيبة بلا حدود
ابتسم حين راها كانما لم يفقدها يوما..تقلب بين يديها تلك الاسطوانات الموسيقية..تنظر لتلك الفتاة الصغيرة تسألها..تقطب..تضحك..تعيد الاسطو
انات الي مكانها ..تلتفت كأنما نداءاغامضا قد دفعها اليه دفعا..يخفق قلبه بقوة حين تراه..فتتجمد الابتسامة علي شفتيها..تنظر للفتي الصغير الذي يرتدي تيشرتا طفوليا اصفر اللون ..ترفع عينيها الي وجهه تري التجاعيد التي زادته وسامة ..تطرق ارضا كانما تقرر امرا ما ..وفي لحظات ذابت مسافة ما وسنوات عدة
اذيك
بطريقته التي لم تتغير...ابتسمت وهي تداعب الطفل الصغير
ابنك؟؟
شرد ولم يعلق..فقط اكتفي بابتسامة وهو يداعب الصغي
رة بدوره
ابنتك بالتاكيد..تشبهك كثيرا
ابتسمت وقالت
حبيبة
اعتصرت تلك اليد الباردة قلبه حين نطقت بالاسم...جاهد حتي لا تدمع عيناه..ابتسم ابتسامة باهته وقال
ربنا يخليهالك
دوي رنين الهاتف المحمول فانتفض...ليس هاتفه بالتاكيد..ابتعدت قليلا حتي تستطيع الرد بينما يراقبها وهي تضحك...كأنما يروي صحراء قلبه الظمانه الي ملامحها...لم
يشعر بسعادة كما شعر في تلك اللحظة التي علم فيها ان اله العالمين قد استجاب لدعائه بأن تكون سعيدة..هو يعلم كيف تطغي ابتسامتها وسعادتها علي ملامحها فتعطيها طابعا اشبه بالملائكة..و
خالي...اين ابي؟؟
قطع شروده كالعادة ذلك الوغد الصغير الذي قرر ان يكون وغدا فجأة...ابيك في السيارة ينتظرنا وقد قلت لك هذا نحو مائتي مرة وسنعود اليه حالا..فقط لتخرس قليلا
بينما يقود سيارته يتذكر ما حدث ابتسم...ابتسامه واسعة ملأت وجهه ..من بين كل البشر كانت الاجدر بان تعلم انه لن يجعل ابنه يرتدي تيشرتا اصفر ...ولكنها لم تعلم..فقط تمني ان تظل علي اعتقادها والا تعرف قط انه لم يتزوج.ولم ينجب..وان قلبه مازال بكرا لم يحب سواها

2)
كان لقاؤهما مختلفا

ذلك المكان المزدحم...العديد من الفتيات والفتيان والضوضاء والمزاح والضحكات..لذلك كان لقاؤهما مختلفا
متأثرا ببطل ذلك المسلسل الامريكي الذي يعشقه ارتدي ذلك الجينز والحذاء الضخم والتيشرت الابيض ذو الاكمام بينما حلق شعر راسه كله وارتدي تلك النظارة الشمسيه العريضة..لم يكن في فرسان الاحلام من شئ..ولذلك كان لقاؤهما مختلفا
بينما هي...كما قال لها من قبل..كتلة من الانوثة الخام المركزة التي لو توزع نصفها فقط علي فتيات الارض لكان العالم اسعدواوفر حظا ..رقيقة كارق نسمة صيف في حر قائظ...جميلة كالاحلام...شرسة كقصيدة منعت من النشر...هي..التناقض بذاته..السحر بذاته...تنتمي لنفس العالم الذت اتت منه سالومي وكليوباترا والتي يتوقف الرجل امامهن ان يكون رجلا ويمارس عادة النباتات في الوقوف ذاهلا
لذلك كان لقاؤهما مختلفا
مرحه حين تكلمت...حين ضحكت..حين جلست معه في تلك الحديقة وشردت وقالت له انها تمنت ان تجلس معه يوما في ذلك المكان...ظلت مرحة بينما نطقت عيناها بكل ماخفق به قلبها في ذلك الوقت
بينما هو...ذلك الوغد المحظوظ الذي احبها ولسوء حظ رجال الارض اجمعين فقد احبته
بينما في تلك اللحظة التي نطقت بها شفتاها في جرأة غير تقليدية كان يتمني ان يضمها الي صدره فقد اشتاق اليها حقا بعد كل تلك السنوات..كأنما اشتاق اليها منذ الازل..منذ الماضي السحيق..ربما منذ بدء الخليقة

1 comment:

البِـئرُ والظمّأْ said...

(2)
بحبها قوي
و كتير اجي اقراها
.
.
:)