وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Wednesday, January 24, 2007

لا تصالح...أمل دنقل

لا تصالحْ


!
.. ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟
إنها الحربُ !
قد تثقل القلبَ ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ ..
ولا تتوخَّ الهرب !


(2)
لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟
سيقولون :
جئناك كي تحقن الدم ..
جئناك . كن - يا أمير - الحكم
سيقولون :
ها نحن أبناء عم.
قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا، ومَلِك

7 comments:

تــسنيـم said...

لا تصالح ولو قال من مال عند الصدام مانا طاقة بامتشاق الحسام..

أكثر من رائعة يا أحمد بس لو كانوا سمعو كلام أمل دنقل... لكن للأسف كلهم هرعوا من أجل سلام الجبناء.

تحياتي.

أحمد الشمسي said...

تعرف ليه الشاعر العربي بيتكتبله الخلود!
لأننا ببساطة أمة لا تقرأ!
وعشان كدهشعر الشاعر العربي هيفضل صالح لكل زمان ولكل مكان!
اختيار موفق جدا

Unknown said...

هي أشياء لا تشترى..:
امتي هنعرف ان الأرض والأخوه والوطن حاجات مش ممكن تتشري بأموال الدنيا؟
الرائع أمل دنقل ربنا يرحمه وكأنه كاتبها النهارده عشان اللي بيحصل دلوقتي, بس زمان كانت فلسطين بس , ودلوقتي فلسطين ولبنان والعراق والله أعلم لسه ايه تاني؟
اختيار موفق.

Ahmed EIssa said...

تسنيم:مش حتقدري تفاجأيني تاني واضح ان احساسك عالي قوي وثقافتك كمان

دكتور احمد:كلمة في الجون..تحياتي ياباشا

اسراء:احلي واجب بجد مع انك مكنتيش الاولي المرة دي..حنزل بقية القصيدة ان شاء الله لاني فعلا بحبها جدا جدا

buffy said...

ana b7b el2aseda de awy 3la fekra as u said tfkerna wa7d

koukawy said...

جميله القصيده بحبها اوي00
الله عليك يا امل يا دنقل

بـِصَمتـِـ أميرة ــــى said...

لو تعرف انا اد ايه بعشق الابحار فى القصيدة دى
لا تصالح
بجد كانت بتحكى قصة امل دنقل نفسة قال عنها انها اعيته مرضا بعدما انتهى من كتابتها
تخيل بئى لمل الكاتب يتأثر باللى هو بيكتبه ويتحول الى اول قارىء لنفسه وينسى تماما ان هو اللى كتب ويعيا مرضا من شدة تأثره بحالة الاخ اللى اتقتل واجمل عبارات القصيدة
اللى قال فيها إن أفقأ عينيك وأضع مكانهما جوهرة
أترى؟
هى أشياء لا تشترى
بجد يسلمووو ايديك