ألا تكون أنا..فهذا جيد لأنك حينئذ لن تكون كالبركان الذي يختبئ تحت جبل جليدي..كرة من النارمشتعلة بالعصبية والاندفاع تتظاهر بأنها كرة من الثلج غاية في الوداعة..لن يكون عليك كتمان السخط والغضب المستعر في اعماقك خلف قناع التحضر والتهذيب,وبالرغم من ان غضبك له مايبرره الا انك لابد ان تكبته و تبدو هادئا كي تسير حياتك وعملك كما ينبغي..
ألا تكون أنا..فهذا جيد لانك حينئذ لن تعد الايام القليلة المتبقية علي انتهاء عامك الثالث والعشرين ..تحاول الا تنظر في تلك الورقة الحمقاء التي كتبت بها ما تتمني ان تحققه قبل ان تبلغ عامك الرابع والعشرين والتي تعلم جيدا انك لم تحقق منها سوي اقل القليل,عالما ان مالم تحققه سوف يملأ تلك الورقة الحمقاء الاخري التي تعدها لتعدد ماتتمني ان تحققه قبل ان تبلغ الخامسة والعشرين غير عالم اذا ماكنت بالفعل سوف تحقق ذلك او انك ستكتشف في سن الستين ان ما تمنيت ان تحققه قد اصبح مجلدات ضخمة من الاوراق الحمقاء..
ألا تكون أنا.. فهذا جيد لانك لن تندم علي كلمة تفوهت بها اولم تتفوه بها في اوانها..لن تحاسب نفسك علي ترددك او اندفاعك..لن تضع كل الاحداث علي نفس المائدة في ذات اللحظة..تتذكر هزائمك قبل انتصاراتك فتشعر بذات الالم والمرارة التي شعرت بها حين هزمت..لن تضطر ان تعيش مثقلا باخطاء ارتبكتها او لم تتمني ارتكابها ..اشياء توجب عليك فعلها في لحظات معينة ولم تفعلها..
ألا تكون أنا..فهذا جيد لانك لن تضطر الي ان تبحث عن شئ لا تدريه لكنك تحتاجه بشدة..تشعر ان حياتك لن تستقيم مالم تجده وستظل افكارك مشوشة تهشم بعضها البعض فلا يبقي منها الا شئ ما لاتدري كنهه لكنه يتلاءم بشدة مع ما تبحث عنه..ذلك التعطش الدائم نحوالمجهول..
ألا تكون أنا ..فهذا جيد لانك بهذا سترضي عن واقعك ولن تبحث عن الكمال لانك تعلم جيدا انه لا شئ كامل ولكن الا تكون انا يجعل ذلك الوسواس يهمد ويهدأ..ذلك الوسواس الذي يجعلك لا ترضي عن اي عمل قام به غيرك وربما قمت انت به شخصيا لانك تعلم مسبقا ان نتيجة ذاك العمل لن ترضيك..
ألا تكون أنا.. فهذا جيد لانك لن تري انك تستحق الافضل لا لشئ الا لانك انت ..
ألا تكون أنا.. ..فهذا جيد لانك لن تشعر بأن بداخلك طاقة هائلة لا تسطيع توجيهها...أحلام وطموحات تحتاج الي عمر اخر وحياة اخري وظروف اخري..
ألا تكون أنا ..فهذا جيد لانك بهذا انسان طبيعي سوي يعيش علي هذا الكوكب ويتنفس هواءه..لن تشعر بانك مقيد بقيود ثقيلة من الغربة وعدم التأقلم..الا تكون انا هذا جيد لانني لا انتمي الي هذا العالم المعقد..ككائن من كوكب اخر مطالب بان يعيش في هذا العالم العجيب عاجزا عن التـأقلم...يهتف من حوله تأقلم يا احمق فلن تجد عالما اخر لتعيش فيه لكنك تعلم جيدا انك لن تستطيع التأقلم مهما حاولوا..ومهما حاولت