وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Sunday, June 12, 2011

فلنكف قليلا عن السذاجة

قرأت ذات مرة مقاله علمية طويلة عن النباتات الاستوائية وعن انها تصدر ذبذبات كهرومغناطيسية معينة حار فيها العلماء حتي اتي عالم مسلم اثبت بالترددات فوق الصوتيه ان تلك الموجات ماهي الا ان النباتات تسبح بحمد الله..اعجبتني المقالة وكنت قد قراتها في احدي المنتديات فطلبت من كاتبة المقاله مصدر تلك المعلومة لانها استهوتني بالفعل..لاكتشف بعدها انها رواية ملفقة 
وقد بررت ذلك بقولها اننا لا ننكر ان النباتات تسبح بحمد الله..
قرأت ان انهيار برجي مركز التجارة العالمي مذكور في القران وان البرجين علي شارع يدعي جرف هار..لاكتشف بعدها انها رواية ملفقة وانه لايوجد في نيويورك كلها شارع اسمه جرف هار..
قرأت عن اسلام ويل سميث وبيل جيتس ثم اكتشفت بعدها انها روايات ملفقة لا اساس لها من الصحة
منذ ما يزيد عن ثمان اعوام تصلني رسالة من حامل مفاتيح الحرم المكي الذي راي الرسول عليه افضل الصلاة والسلام في منامه 
يوصيه بالامة و..و..و..وستظل الرسالة تصلني كأنما يراه كل يوم في منامه
 مازالت الدانمارك حتي الان تصرخ من المقاطعة الاقتصادية.. مازال الرسام الذي رسم تلك الرسوم يحترق يوميا داخل بيته مع عائلته...كما ان الاندومي يسبب بطء التفكير ويؤدي الي السرطان والبيبسي يحتوي علي تلك المواد المسرطنة التي تحرق الثياب 
وتحلل الاسنان -رغم انه من الثوابت العلمية ان مايتبقي من الجسم بعد تحلله هو الاسنان.
والسبب؟؟هي تلك الرسائل التي تأتي يوميا علي بريدي الالكتروني والتي يراعي كاتبها ان تبدا بـ"اقسم بالله ان انشرها وارسلها لعشرة من اصدقائي" او ذلك التهديد الذي يرعب العديدين"اذا لم تنشرها فان ذنوبك قد منعتك" او"فلنر اذا ماكان الشيطان قادر علي ايقاف تلك الرسالة" او انك لا تستحق ثواب نشرها
اعود فأقول..ان الشعوب العربية عامة اعتادت ان تتعايش تعايش تام مع نظرية المؤامرة مع لمسة المعرفة المميزة..مايقال علي شبكة الانترنت هي معلومات نقية خاصة بالصفوة...والكثير علي اية حال يرسل تلك الرسائل الخالية من الدقة و الموضوعية بغرض توعية الامة او اثبات قيمة الدين الاسلام الذي ينكره الغرب الكافر المنحل
بقليل جدا من الجهد والتدقيق تكتشف ان هذا محض هراء...وتسوء صورة الاسلام والمسلمين اكثر كونهم تلك الشعوب التي لا تملك ذرة من التفكير اذا ما اقترن الامر بصيغة الرسائل الاسلامية المعروفة علي مرتادي الانترنت
ما الذي استفاده الاسلام من تلك الرسائل المغلوطة اكثر من السخرية؟؟ماذا عن فتوي ارضاع الكبير العبقرية؟؟...وبذلك تجد ان الخطاب الاسلامي في الفترة السابقة والذي له للاسف مريدينه ومصدقيه قد تراجع تراجعا مزريا..ماحدث بعد الثورة ان التيار الاسلامي واصل خطاباته بنفس الطريقة الخالية من الموضوعية..من يقول لا في الاستفتاء هو كافر زنديق وموالي للتيارات الصهيوصليبية ...وان اعلان الجهاد ضد فرنسا وسويسرا امر مفروغ منه فسويسرا منعت بناء المساجد وتحارب الاسلام بينما فرنسا تجبر المحجبات علي خلع الحجاب...ولا احد يعبأ بان سويسرا لها قوانينها التي نصت علي الا ترتفع المأذنة عن ارتفاع معين..اذن فهي لم تمنع ذلك فقط نصت قوانينها علي وضع حد معين لارتفاع المأذنة..ماذا عن فرنسا التي منعت ارتداء اي رمز ديني كطاقية الحاخامات وزي الرهبان.؟؟فقط حين يكون الامر في مصر لابد وان يحترم السائح قوانين البلد الذي فيه ولا يعاقر الخمر ولا يتعري...سياسة الكيل بمكيالين التي نرفضها جميعا
انا لا اهاجم الاسلام والمفكرين الاسلاميين وبينهم محمد عمارة والقرضاوي ومحمد سليم العوا وعبد المنعم ابو الفتوح...فقط تاتي تلك المرحلة التي يكون فيها اي ليبرالي كافر يحاول اثبات العكس...وان العلمانية تغزو مصر وتدعو للزندقة وتحييد الدين...بينما اي اسلامي هو رجعي لا يفكر بما يناسب الزمن ويأتي من يقول بأن الله لم يقل شيئا منذ1400عاما.-وهو تعبير صادم حقا-بينما تجد ان البسطاء في الشارع لايهمهم سوي عودة الامن والامان ويفكر كل منهم في الحد الادني للأجور -كيف تهاجم شخصا يسمع يوميا عن ملايين الافدنة التي تم نهبها ومليارات الجنيهات التي تم تحويلها الي الخارج الا يقوم باعتصام مطالبا بزيادة دخله بضع جنيهات؟؟
في الوقت الذي اغلب المفكرين السياسيين والمحللين في حيرة من امرهم...لم تقم ثورة في التاريخ حسبما اعلم لم يتملك ثوارها من الحكم...وهذا ما وضع الثورات العربية في مشكلة...الثورات العربية قامت لتغيير انظمة فاسدة ظالمة والاطاحة بها لكي يحكمها الافضل متناسيين حقيقة بالغة الاهمية..ان ثقافة الكادر الثاني معدومة...لقد ازلت الاسوأ لكنك لا تعلم من هو الافضل...ولذلك فان نظرية المؤامرة هي الفيصل...المجلس العسكري يتامر لعدم محاكمة مبارك..الاخوان تعقد صفقة مشبوهة مع المجلس العسكري...البرادعي خائن وعمر سليمان وعمرو موسي اتباع للنظام البائد...عدم الثقة والتخوين هي الثقافة السائدة رغما عنا خاصة حين يحدث ما يؤكدها 
واخيرا اقول انه لم يقم شعب في التاريخ بثورة في الميدان..ثم يتركها تتاكل فيما بينها كالنار حين تاكل بعضها البعض
فلتستقيموا...يرحمنا ويرحمكم الله

1 comment: