وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Friday, June 10, 2011

عن هؤلاء الذين يظهرون في حياتك بغتة ثم لا يختفون



...تدوينتي الأعز الي قلبي والتي اشعر كلما قراتها انني حكيم حقا!!...ظهرت الي النور في يناير 2008 وتم نشرها في جورنال الجيل 
تدوينة ليلة الجمعة الثانية في هذا العرس التدويني



انهم عديدون...كثيرون..يملئون حياتك الصاخبه فيزيدوها صخبا...تسير بك حياتك كقطار مسرع تحاول جاهدا ان تكون علي متنه..هم من وجدوا في حياتك بشكل ما كي يعيقوك عن اللحاق بذلك القطار...لست بتلك الاهمية في حياتهم..دعك من المزاح..انت محور حياتهم..كل منهم يستيقظ من نومه فزعا ان تكون قد استيقظت قبله فمرت تلك الدقائق من حياتك في هدوء بدونه..كل منهم يفكر كيف يحيل حياتك جحيما
ربما تسأل نفسك كيف اقتحم حياتك...كيف ادخل نفسه في ذلك المحيط الضيق الذي تتحرك فيه ...ربما تسأل نفسك اين وكيف ومتي..لماذا وماذا...ضحكة..سلام..ربما كلمتين وعنوان!!...انهم عديدون..كثيرون ..يملأون حياتك الصاخبة فيزيدوها صخبا..ربما كان رئيسك في العمل..ربما كان زميل دراسة..ماذا عن تلك الفتاة التي احببتها في صمت وظل حبها يؤرقك ..تسير في الطرقات بعد كل تلك السنين فلا تنسي كيف مرت بجوارك يوما ما فخفق قلبك ولم تع ماذا تفعل..؟..ماذا عن ذلك الفتي البدين الذي كان يوسعك ضربا في المدرسة؟؟..وبائع الخبز العجوز الذي كان ينهرك عندما تتأخر في جمع الخبز الساخن في تلك الحقيبة البلاستيكية..كيف كنت طفلا تخجل من البكاء حين يوبخك مدرسك لانك لم تذاكر درس الامس...وتلتمع عيناك غضبا حين يعنفك ابيك امام اصدقائه فلم تستطع الرد
انهم عديدون..كثيرون...يملئون حياتك الصاخبة فيزيدوها صخبا...ربما تظل طيلة حياتك كالذبابة تتخبط في شباكهم..ربما كان احدهم بجوارك الان وانت تقرأ هذه السطور ..تفكر ماذنب هذا العالم اذا ماتحول الي موقد كبير بعد ان تتحقق امنيتك بأن يحترق كل من اساء اليك..كل كلمة..ابتسامة سخرية..تتمني لو اختفت من ذاكرتك وحياتك للابد ومعها يختفي اثر اولئك الذين دخلوا حياتك دون ارادتك..عاثوا داخلك فسادا...اصبحت اطلالا خربة كمدينة ابان الحرب تلملم اشلاءها وجراحها علي امل بأن تضج بالحياة من جديد
انهم عديدون...كثيرون...يملأون حياتك الصاخبة فيزيدوها صخبا..وكلما هدأت يزيدوها صخبا..وكلما دفنت ما فعلوه في اعمق اعماق اعماقك تجد مالابد وان يوقظه..وكلما حاولت ان تنسي تجد تلك المرارة مازالت بداخلك...تدرك ان الصخب الذي يحيطك انما ينبع من داخلك...ترتفع حدة الصراع بينك و..وبينك...ترفع راسك لتأخذ نفسا عميقا...تحاول ان تكمل حياتك وان تلحق بقطارك...تعدو تعدو حتي تنقطع انفاسك...فقط لتجد ان هناك الكثير ممن تقابلهم كل يوم يحاولون جاهدين الا تلحق بذلك القطار الذي لا ينتظر احدا...كل منهم انت محور حياته..يفكر في كل لحظة كيف يحيل حياتك جحيما
تظل تتمني ان يختفي هؤلاء جميعا ...فلا يختفون

1 comment:

يمامة شاردة said...

"تظل تتمني ان يختفي هؤلاء جميعا ...فلا يختفون"

أنا من كتر ما اتمنيت إنهم يختفوا من حياتي..وبردو مابيختفوش..بقيت أتمني أنا اللي أختفي..يمكن أرتاح..!