حين يغفل ذلك الزمن المهيب
ذلك الوقور الاشيب الصارم
عن لحظات
تشعر بها انك عاجز عن الكلام
تشعر بتلك الخفقة الزائدة بين ضلوعك
ترتسم علي وجهك ابتسامة مراوغة
تقف في منتصف تلك القاعة حيث يلفك الظلام
تري سعادته في عينيها
تبتسم حين تراه يراقصها هو الذي لم يراقص احدا قبلها
تتدافع الذكريات في عقلك
ذكريات سهركما الطويل علي شاطئ البحر
والرحلة الطويلة للبحث عن عمل
وقيادته المتعثرة لسيارته العتيقة
تتذكر كم كانت صداقة رائعة تلك التي حظيت بها
وبالرغم من ابتعادكما الا ان نداء ايكما للاخر كان يكفي
تتذكر مزاحكما عن الفتيات
وبحثكما الطويل عن ذلك الحب الذي يستحق
وتلك الفتاة التي تستحق
تتذكر وتتذكر وتتذكر
تراه يهمس في اذنيها بكلمات تعلم جيدا انه لم يقلها لسواها
وتنتهي الرقصة
وتضاء الانوار
تسير بخطوات هادئة
يراك فيضحك
تحتضنه في قوة
تتضارب في عينيه ذلك المزيج من المشاعر الذي في عينيك
حين تعانق يد حبيبتك
في ذلك الطريق المحاط بالاشجار
ازهار يانعه عزفت الوانها تلك الموسيقا المرحة
فتبدو وكأنها تفتحت من اجلكما
ازهار يانعه عزفت الوانها تلك الموسيقا المرحة
فتبدو وكأنها تفتحت من اجلكما
تداعبكما نسمات الصباح الباكر النديه البارده
اشعة الشمس الطفلة تتساقط كشلال ذهبي
تبتسم لمرآكما
كما يبتسم ذاك العجوز الجالس يحتضن جيتاره
تقتربا منه فيبدأ بالعزف
تتسابق اصابعه علي اوتار الجيتار
تبتسم حين تري في عينيها تلك النظرة الغير مصدقة
تتحرك بخطوات بطيئة علي انغام الموسيقا
تتورد وجنتاها خجلا
تجد نفسك وقد همت بملامحها الساحره
وبخطواتها المتعثرة
تشعر بأنكما وقد خلا العالم
في تلك اللحظة الابدية التي لا تنتهي
حبا لايوصف بكلمات
امانا لا تعد بعده الدنيا مثلما كانت
تنظر في عينيها اذ تتضارب بها ذات المشاعر التي تتضارب في عينيك
كيف ضاع مني كل هذا العمر دون ان اراك؟
كيف خلا اصبعي من خاتمك ؟
كيف نبض قلبي طوال تلك الفترة التي كنت فيها بعيدا؟
تتسارع الموسيقا
تتسارع خطواتكما
تتسارع خفقات قلبيكما
وتتعالي الضحكات
حين يتحول قلقك العارم الي ابتسامة مبللة بالدموع
حين تسمع صرخة ذلك القادم الجديد
حين تري الضحكات في شفاه من حولك
الفرحة في عيون ابيك
دمع السعادة في عيون امك
تهرع ملهوفا الي تلك الحجرة المغلقة
تنظر بعيون متسائلة لتلك الفتاة ذات الرداء الابيض
ترتسم علي شفتيها ابتسامة مشفقة
وحين تفتح الباب
تراها
ملاكا رقيقا منهكا شاحبا
تهرع لتحتضن ايديهامطمئنا
تبتسم
ترفع يديها المجهدتين لتريك ذلك الطفل الذي يشبهك تمام الشبه
تجد ذلك المزيج من المشاعر يتضارب في عينيها
وبين بكائك تحفر ضحكة طريقها بين ملامحك
حين تهمس في اذنك
هل يكفي حب الدنيا كي احبك مرتين؟