وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ

Saturday, March 24, 2007

حينما تقلد السياسة الفن..


احدي حلقات المسلسل الشهيرالمنزلقون رسمت سيناريو بارع عن حياة الامريكيين عقب اغتيال جون كينيدي

تقوم فكرة المسلسل اساسا عما يسمي العوالم المتوازية والتاريخ البديل...ماذا لو..ماذا لو ان الولايات المتحدة قامت بعمل قانون يحظر التكنولوجيا بعد تفجير القنبلة الذرية في هيروشيما..ماذا لو احتل الاتحاد السوفيتي امريكا بعد ان انتصر هتلر في الحرب العالمية..ومالي ذلك..تجد ان الاحتمالات لا نهائية..و..

دعنا من الاستطراد..عادتي الابدية في التنقل من موضوع لاخر..

تحكي الحلقة كيف انه بعد اغتيال جون كينيدي اعلــن ج.ادجار هوفرالاحكام العرفية في البلاد وامسك مقاليد الحكم في امريكا لمدة22سنة اخفي فيها الدستور عن المواطنين حتي لايعرف احد حقوقه واعتبر الدستوريين المتشددين المتمسكين بحقوق المواطنين اعداءا للبلاد ناهيك عن الجو البوليسي الكابوسي المرعب الذي يلاحق المواطنين اينما ذهبوا.


ومنذ قترة قرأت رواية جورج أورويل الشهيرة1984..رواية تتحدث عن حال العالم عام 1984 الذي كان ضربا من الخيال العلمي اذا علمنا انه تمت كتابة الرواية عام1943..حيث تخيل فيها العالم تحت حكم شمولي استبدادي رهيب ..حيث تحولت الحكومة الي حزب واحد يراسه مايسمي بالاخ الاكبر..هذا الاخ الاكبر يتحكم بمصائر البوليتاريا وافكارهم..يقوم ذلك الحزب علي 3 مبادئ رئيسية حيث:
1-الجهل هو القوة
2-الحرية هي العبودية
3-الحرب هو السلام
وبالتالي يقنعهم بانهم كانوا في حرب مع دولة معينة ثم تحور وزارة الحقيقة الاخبار لمحي تاريخ الحرب من العقول والاوراق لتقول انهم في حرب مع دولة اخري ..وهكذا
كما قال اوسكار وايلد هنا يكف الفن ان يصبح فنا ولا بد له من ان يحاكي الواقع..او ان تحاكي الطبيعة الفن
اخذت افكر..شعرت ان مصر تعيش كما في مسلسل المنزلقون..حالة من الحكم العرفي بعد اغتيال السادات وفرض قانون الطوارئ حيث لا تستطيع التنفس دون ان تكون معرضا للقبض عليك..حيث اختفي الدستور لفترة تقارب الربع قرن ليظهر فجأة دون مبرر ..شعرت ان مصر تسير في اتجاه الحكم الشمولي القمعي الذي تحدث عنه جورج اورويل وان الحزب الذي يسيطر علي مقاليد الحكم لا الحكومة..
شعرت بانهم يريدون ان ننسي حربنا الطويلة مع اسرائيل ونكتفي بمصمصة الشفاه في حسرة علي من مات دون حرب ولا خط انسحاب..
تجد اننا اضحينا جيلا مشتتا بين حقائق لانعرف انها حقائق..وبلد تضيع خيراتها دون ان نعلم اين يذهب..
حاله من اللامبالاه وعدم الانتماء ..لسوف يفعلون ما يريدون سواء اردنا ذلك ام لم نرد لاننا البوليتاريا التي لا حق لها سوي في الحياة والمزيد من الحياة..الحياة التي يتركونها لنا شاعرين بالرضا عن انفسهم وكيف انهم شمعة تحترق من اجلنا..
اليوم..قرأت التعديلات المقترحة في الدستور المصري ..ابتسمت بمرارة شاعرا بتلك المهانه المصاحبه لمن خدع..اي ان مايحدث في مصر غير دستوري ولا يمت لاي قانون بصلة منذ اعوام عدة..تعديل الدستور اتي ليقر واقعا لا ليفرض تغييرا..اتي لمجرد ان يكون ما يحدث في مصر دستوريا وقانونيا لا أكثر..
قرأت التعديلات الدستورية ورأيت قبضة الحكومة الحديدية الصارمة تضيق الخناق علي ماتبقي من حرية في حياة كل منا..
اذا اردت حياة ديموقراطية فلن تجعلك السلبية تحصل علي ماتريد..يريدون منا ان نصدق بأن الشعب المصري لن يتعلم شيئا عن التجربة الديموقراطية..أن الشعوب كالاطفال تنمو علي ماتنمو عليه..ونحن شعبا لم ننم مع الديموقراطية بالرغم من انها حقالابد لنا من الدفاع عنه..كالحرية..انها غريزة البقاء وحب الحياة داخل كل منا
لن ادعو الي مقاطعة الاستفتاء الذي اعلم نتيجته مسبقا..بل الي ان تفعل مابوسعك لتثبت للجميع ان لك صوتا وان لك حقا وحرية..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمناسبة كنت قد تحدثت من قبل عن رغبتي في قراءة الدستور..وقد وجدت النص الكامل للدستور المصري لمن يريد تحميله هنا
وطبعا شكر لابد منه..هبه قلب يحترق ..اللي ساعدتني اني الاقي تعديلات الدستور والنص الكامل للدستور
البوست اللي تحت مهم ..دي التعديلات الدستورية المقترحة ياريت نلحق نقراه تااني قبل الاستفتاء يوم الاتنين..
طولت عليكو المرة دي معلش..بس الموضوع جد مهم..
وان شاء الله للحديث بقية

6 comments:

maha said...

سلام عليك يا احمد
اول تعليق اهو
:)
كلامنا من ورا الدشنة بقي المرة دي
....
slidersكان مسلسلي المفضل و كان بيجي علي اخترنا لك من سنين
انا فاكرة حلقاته
النقطة او بالاحري الحلقة اللي بتتكلم عنها بتوضح فكرة دايما علي بالي و هي ان التاريخ دايما بيعيد نفسه
الرواية اللي انت قريتها و تنبأت بالفعل بالوضع احالي فعلا شئ غريب بس فيه كتير من الروايات اللي كان الناس بيعتبروها في الماضي درب من الجنون و الخيال و اللامعقول
اصبح للاسف بعد سنين -و ان طالت - بعد نشر الرواية او كتاب اافكار فهو للاسف واقع معترف بيه
الموضوع فعلا جميل
.....
مممممم
احم احم ...فاهمني طبعا
:)
:)
سلام يا احمد
مها

شيماء الجيزى said...

قصدك واضح يا احمد ...على فكره المسلسل كنت بشوفه

رواية جورج أورويل

تفتكر ده حصل امتى ؟ الى فى الروايه
او فين؟
بجد يا احمد فى حاجه محيرانى اوى
هو انا لو روحت الاستفتاء..هيتاخد بكلمتى
ولو مروحتش
حد هيهتم؟
شكرا ليك
موضوع
جميل

david santos said...

Hello!
Thank,s for you work and have a good weekend

Anonymous said...

انا بشوف المسلسل ده وممكن ساعات تكون حلقاته ضرب من الجنون ولكننا نراها ونتعايش معها فى الواقع او بالاحرى بنموت منها ومما يفعله اولى الامر فى بلادنا

قلب أبيــض said...

السلام عليكم
أولا انا أسف انى هخرج عن الموضوع لان
ووأحب أدعوك الى ان تنضم معنا الى رابطة عملناها للعزاب
أنا عارف ان الوقت مش مناسب
والرابطة دى عملنا لها مدونة تسمى
( عاوز اتجوز )
ونأمل ان تشارك معنا بمواضيعك
وحاول مشكورا ان تنشرها بين اصدقاءك والفكرة هتعجبك ان شاء الله
وجزاكم الله خيرا

قلب يحترق said...

اولا انا كنت بقالي فترة مش بدخل نت ومشفتش البوست ده بس اولا احب اقولك لا شكر علي واجب دي اقل حاجة و بعدين انت لو كنت دخلت وعملت سيرش كنت هتلاقيه و بعدين انا جيت بعد ما الموضوع اتنفذ و خلص يعني مع ان الامر كان محسوم و اللي قاطع قاطع و اللي رفض يستسلم رفض و في الاخر بردو اللي الحكومة عايزاه اتنفذ و عموما مكنتش هتفرق كتير يعني هو احنا من امتي ماشيين بالدستور يعني دي كلها شكليات يلا كفاية طولت عليك

ربنا يوفقك يا احمد و يكرمك يارب