لم يعد ميدان التحرير كما كان كما قال الجميع ولهذا ما يبرره ...هناك تلك الروح العدائية والترقب التي انتشرت بين جوانب الميدان -ولا اعني التحرير هاهنا فقط بل اعني ميادين مصر كافة التي شهدت الاعتصام منذ الثامن من يوليو-دعنا نعترف ان الاعتصام في ذلك الحر القائظ بعيدا عن اهلك وعملك وحياتك الاجتماعية ليست ميزة..وليس مطلبا كالدستور او المجلس الرئاسي مايستحق هذا العناء..لابد لنا من بناء قاعدة اساسية وهي انه هناك شيئا اسمي وارقي يحرك كل من استغني عن الجلوس مستمتعا في بيته تحت التكييف او المروحة وبجواره زجاجة المياه الباردة كالعديدين من انصار حزب الكنبة الشهير- وانا اولهم لظروف عديدة-لا استطيع التفكير في سبب سوي حب هذا الوطن وانه يستحق الافضل في كل شئ..نعود ونقول ان تلك العدائية مبررها ذلك الشعور الممض بالخداع..قد وثقنا بالمجلس العسكري ورئيس الوزراء الذي تم تعيينه من الميدان وانتظرنا طويلا وتحملنا العديد من الغث والرث من الاقوال واحكام البراءة كأنما قامت الثورة لتطيح بمبارك فقط دون نظامه ودون ادني امل في محاكمته ورجاله بما فعلوه طوال السنين العجاف الماضية..الان صار شباب الميدان اقوي واكثر تفتحا واكثر عنفا لايطيق احدهم الخداع او نبرات التخوين والتهديد...لم تلطخ الثورة ايديها بالدماء لكنها صارت اكثر عنفوانا وقدرة في مطالبها..ودون ادني احترام لمن خان ثقتها وامالها في الارتقاء بمستقبل وطن يستحق الافضل في كل شئ
نعود فنقول ان غلق مجمع التحرير وتهديدات اغلاق القناة كان لها اكبر التأثير علي المجلس العسكري...واستطيع ان اقول بثقة انه لولا تلك التصعيدات المستمرة لما كانت تلك المكتسبات...محاكمات علنية...تغيير شامل لوزارة اعتبرت انتقالية ومازلنا نرقب اداءها بشغف...الاهتمام بمصابي وشهداء الثورة..دعك من حركة تنقلات الشرطة فمازلت اري ان تلك الوزارة بالكامل تحتاح الي اعادة هيكلة وليست بعض التنقلات واحالة بعضهم للتقاعد..لاعزاء طبعا لعجلة الانتاج فهذا يتحمل مسئوليته بالكامل من يقوم بادارة تلك البلاد وليس شباب المعتصمين...ربما مازلت لا اتصور دولة بدون تطهير للشرطة والقضاء والاعلام لكن الثورة والاعتصام لم ينته بعد علي اية حال
بالطبع مازالت تيارات الاسلام السياسي علي عهدها ولم تخن ثقتي الشديدة في السباحة ضد التيار وكل همها الانتخابات البرلمانية ولا تجد غضاضة في تقبيل بيادة المجلس العسكري من اجل ذلك...انتشرت في الفترة السابقة فيديوهات عديدة بعنوان لما يكره العلمانيون المجلس العسكري...ومع تطور الامور والرضوخ لمطالب المعتصمين تحولت الي لماذا وافق المجلس علي طلبات العلمانيين...ثم تجد من يقول ان محاكمة مبارك ليست بتلك الاهمية المهم...الانتخابات اولا..ثم السخرية المقيتة من كل من يعارضهم بتلك الطريقة الفوقية كانما ضمن كل منهم مكانه في الجنة واذا ما حاول احدهم الرد..فقط ليتهم بالكفر والالحاد والسخرية من الدين...وفي النهاية وعندما شارف المعتصمون علي النجاح يعلنوا جميعا بأنهم مشاركين في مليونية الجمعة القادمة..كعادتهم في ارتقاء سلم نجاح الثورة علي اكتاف وظهور المعتصمين
خارج النص...قامت مظاهرات (مليونية)مكونةمن مائة فرد او اقل او اكثر لدعم المجلس العسكري ورفض اعتصام التحرير بميدان روكسي وتم اتهام حركة 6ابريل -كالعادة-بالعمالة وتشبيه رجالها وشبابها بالاسرائيليين فكان رد الاخوان المسلمين علي موقعهم بانه تلك المظاهره كانت لاحترام نتيجة الاستفتاء
مازالت الحركة الوطنية الحنجرية لفلول النظام السابق تقوم بدورها علي اكمل وجه في ارسال البلطجية من كل شكل ولون علي المعتصمين في الميادين تحت رعاية ضباط شرطة سابقيين او حاليين...ورغم اعتراض العديدين علي تعامل معتصمي التحرير فانني اذكر العديدين بأنه لابد من العنف من ان لاخر كي لا تظل الميادين مرتعا للبلطجية..وكي يهاب البلطجي ان يضرب او يعلق عاريا علي نخلة...حتي الان لا اجد صورا منبوذة الا القليل من هؤلاء الذين تعلو اصواتهم من ان لاخر بمطالب مبتعدة عن صوت الجموع وهؤلاء يتم اسكاتهم بانتظام
من الجيد بل ومن الضروري ان تعلو اصوات الثورة من ان لاخر مذكرة من يقوم علي ادارة تلك البلاد بان الشعب الذي ذاق طعم الحرية بعد اكثر من ستين عاما لايرضي ان تتحول ثورته الي نزهة اسبوعية الي الميدان...ومن الرائع ان يتمسك المعتصمون بمطالبهم رغم كل مايحيطهم من تخوين واهانات واتهامات...فقط اهيب بالجميع -الي ان انضم اليهم-الا يتم تسلق الثورة مرة اخري او ان يتم تهدئتهم بمسكنات وفقاقيع اختبار التي تتوالي ومصدرها مستشفي شرم الشيخ..صحة الرئيس المخلوع لاتهم..وفاته من حياته لابد لها والا تؤثر علي مجريات الاحداث او قوة المتطلبات او علو الاصوات.
وأخيرا وللحديث بالتأكيد بقية..فلتستقيموا ..استقيموا...يرحمنا ويرحمكم الله